مصر

زيارة السيسي لتركيا..اللبنة الأخيرة في جدار عودة العلاقات بين البلدين

وصل اليوم الأربعاء إلى تركيا في زيارته الأولى، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعد قطيعة دامت أكثر من عشر سنوات بسبب التغيرات الجوهرية التى طرأت فجأة على السياسة الخارجية التركية عقب حراك الربيع العربي، واتخاذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موقفا صلبا تجاه النظام الحالي بعد سقوط جماعة الإخوان من حكم مصر، قبل أن تعود العلاقات مرة أخرى من خلال جولات استكشافية امتدت لسنوات تكللت في النهاية بزيارة الرئيس أردوغان إلى مصر منتصف فبراير الماضي.

الزيارة تأتي في ظل توترات إقليمية وتحديات جيوسياسية مُعقدة لكلا البلدين بسبب حرب إسرائيل على غزة وفشل الوصول لتسوية أو هدنة مؤقتة إلى الأن لتعنت الاحتلال ومحاولة حكومة نتنياهو مطّ الوقت لإحراز أى نصر يحفظ به نتنياهو ماء وجهه وإنقاذه من السقوط الأخير، بالإضافة إلى وضع آخر لبنة في جدار اكتمال عودة العلاقات بين مصر وتركيا عبر تسويات حاسمة لملفات خلافية، يرى البعض أنها ما زالت مفتوحة ولم تقف على بَرّ نهائي، أبرزها ملف شرق المتوسط وترسيم الحدود البحرية والوضع السياسي في ليبيا وملف الإخوان المسلمين في تركيا.

تنسيق بين البلدين

يرى كثير من الخبراء والمحللين أن التنسيق بين البلدين في أزمة غزة بات ضروريا وقد يتصدر هذا الملف الشائك أجندة المباحثات في الزيارة بين السيسي وأردوغان، وفي هذا الصدد يرى الباحث السياسي التركي “على أسمر” أن منذ بداية الحرب على غزة شاهدنا تنسيق تركي مصري مشترك متمثل بوزيري الخارجية التركي هاكان فيدان والمصري سامح شكري ، وقد حان الوقت ليرتفع مستوى التنسيق بين الرئيسين أردوغان والسيسي، وأضاف في تصريحات خاصة لـ”موقع أخبار الغد” أن الأوضاع في غزة تتطور بشكل سريع ، ولهذا يجب الاسراع بخطوات تركية مصرية رئاسية حول هذا الملف، متابعا أن تركيا ومصر دولتين لهما وزن إقليمي ودولي، وتوحيد الصف والرؤى بين البلدين في هذا الملف قد يوقف الحرب ويخفف من الهيمنة الغربية على الشرق الأوسط.

وحول أبرز الملفات الأخرى قال أسمر سيناقش الرئيسان العلاقات الثنائية وكيفية تطويرها سياسيا واقتصاديا وعسكريا، حيث تهدف تركيا إلى رفع مستوى التبادل التجاري مع مصر إلى حوالى 15 مليار دولار وتنشيط السياحة بين البلدين، ولعل من أهم اتفاقيات التعاون ستكون حول الصناعات الدفاعية والطائرات المسيرة.
وأشار أسمر في تصريحاته لـ”أخبار الغد” إلى أن تركيا ومصر تتقاطعان في العديد من الملفات الإقليمية كالملف الليبي لأهميته بالنسبة لتركيا، ومن ناحية أخرى تهتم تركيا بالتعاون مع مصر بخصوص القارة الإفريقية التي شهدت بعض الانقلابات مؤخرا على الوصاية الغربية وتأمل تركيا أن تملأ هذا الفراغ بالتنسيق مع مصر وبما لا يتضارب مع مصالح الدولتين، وطبعا لا ننسى الملف السوري الذي سيكون له نصيبا في المباحثات.

تأسيس لمرحلة جديدة

قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أحمد فهمي، في بيان على موقع “فيسبوك”، إن “زيارة الرئيس التاريخية لتركيا تمثل محطة جديدة في مسار تعزيز العلاقات بين البلدين، وللبناء على زيارة الرئيس (رجب طيب) إردوغان التاريخية لمصر في فبراير الماضي، وتأسيساً لمرحلة جديدة من الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين”.

وأضاف أنه “من المنتظر أن تشهد الزيارة مباحثات معمقة للرئيس المصري مع نظيره التركي، إضافة إلى رئاسة الرئيسين للاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين مصر وتركيا، الذي من المقرر أن يتناول سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية في مختلف المجالات”.

من جانبه، قال رئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي، مصطفى دينيزر، إنه من المتوقع أن يتم توقيع “ما يقرب من 20 اتفاقية في مجالات الدفاع والطاقة والسياحة والصحة والتعليم والثقافة، بين تركيا ومصر”. بحسب وكالة الأناضول

وأوضح أن العلاقات بين البلدين “عادت إلى طبيعتها منذ نحو عام، وأن المسار الإيجابي للعلاقات أعطى الثقة للجانبين على صعيد عالم الأعمال”.

وتدهورت العلاقات الثنائية منذ عام 2013، بعد الإطاحة بالرئيس المصري الراحل محمد مرسي من الحكم، قبل أن تتحسن بين البلدين في السنوات الأخيرة بعد جولة استكشافات واسعة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى