فلسطين

طاهر المصري: المقاومة هي السبيل الحقيقي لتحرير فلسطين واستمرار الصراع ضد الاحتلال

أكد سياسي أردني بارز أن الاحتلال لا يمكنه الإعلان عن انتصاره على المقاومة، ففلسطين تحتاج إلى المقاومة لتحريرها، وهذا الصراع سيستمر طويلاً.

وشدد طاهر المصري، رئيس الوزراء الأردني الأسبق، على أن “المقاومة هي السبيل للتحرر، لأن دولة الاحتلال تأسست على أيديولوجية توسعية تمثلها الحركة الصهيونية”.

ورأى المصري أن “الأحداث الأخيرة في غزة والضفة الغربية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، فهناك جرائم بشعة تجري أمام أعين العالم الذي يكتفي بالمشاهدة أو بدعم الاحتلال بالمال والسلاح”.

واستدرك أن “تصرفات الاحتلال ليست جديدة، إذ أعلنوا عن مخططاتهم منذ البداية، حتى قبل وعد بلفور، وهناك تحذيرات منذ 50 عاماً حول خططهم في الأراضي الفلسطينية”.

وبالنسبة للتهديدات المحتملة للأردن، طالب المصري بجدية التعامل مع الممارسات الإسرائيلية والاستعداد لها، مع التأكيد على أن الأردن لن يتعامل مع القضية الفلسطينية إلا من خلال الشرعية الفلسطينية الممثلة بمنظمة التحرير، ما يستدعي إعادة النظر في فتح الحوار مع القوى الفلسطينية المقاومة.

وأكد المصري على ضرورة أن يستعد الأردن لإنشاء دولة حديثة ترتبط بعلاقات مؤثرة مع جيرانه والدول الكبرى، مع مراعاة النوايا الإسرائيلية تجاه الطاقة والمياه والبنية التحتية، من خلال مشاريع مترابطة.

تولى المصري رئاسة الحكومة الأردنية عام 1991 ورئاسة مجلس النواب بين 1993 و1994، ورئاسة مجلس الأعيان بين 2009 و2013، وشغل عدة وزارات ومناصب دبلوماسية.

عبّر المصري عن أسفه لواقع الأمة العربية، متسائلاً كيف نجحت دولة الاحتلال في فصل العرب عن قضية فلسطين، والترويج للعلاقات الثنائية معها على حساب الفلسطينيين، مما أضعف الموقف العربي الجامع.

وأوضح أن “الاحتلال يتعامل بشكل منفرد مع كل دولة عربية، مما أضعف الموقف الفلسطيني، حتى أن بعض الدول بدأت تتقبل حق الاحتلال في الدفاع عن نفسه”.

وأشار إلى أن الدول العربية كانت تقدم مبادرات جماعية لحل القضية الفلسطينية سابقاً كـ”مبادرة الملك فهد (1981)” و”مبادرة السلام العربية (2002)”، لكن الموقف العربي أصبح ضعيفًا بعد أن أقامت خمس دول علاقات كاملة مع الاحتلال، بينما توجد علاقات غير رسمية مع دول أخرى.

وحول الموقف الدولي من غزة، قال المصري: “تل أبيب لا تحظى فقط بدعم الولايات المتحدة، بل تؤثر في سياساتها”.

وعن دعم أمريكا والغرب للاحتلال، أرجع ذلك إلى موقفها الهش أمام المقاومة بعد 7 أكتوبر، ما دفع الدول الاستعمارية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا لحمايتها.

وأبدى المصري قلقه من أن الغرب يسعى للحفاظ على “الحصن الصهيوني” الذي بنته، ويقاتل من أجل عدم تفكيكه، محذرًا من أن نجاح المقاومة قد يؤدي إلى نهاية الاستعمار القديم.

وفيما يخص الموقف العربي من إيران، أكد المصري ضرورة التعامل معها، مشيراً إلى أن تسليح غزة طوال العام لم يأتِ من فراغ، مما يستدعي منهجية جديدة في التعامل بعيدًا عن روايات وسائل الإعلام الغربية والعربية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى