بعد نحو أحد عشر شهراً على اندلاع حرب الإبادة في غزة وفشل حكومة بنيامين نتنياهو في استعادة الأسرى الإسرائيليين من “حماس”، وعودة بعضهم جثثاً، تدخل “الهستدروت” كقوة دافعة للاحتجاجات على أداء حكومة اليمين المتطرف، داعياً إلى إضراب شامل بدأ صباح اليوم.
“الهستدروت” ليست مجرد نقابة عمالية، بل جزء من الدولة العميقة في كيان الاحتلال، وقد كان شبه صامت خلال 11 شهراً من الحرب، لكنه انتفض الآن. وأعلن رئيسه أرنون بار ديفيد عن الإضراب العام لاستعادة “الدولة” المخطوفة من قبل المتطرفين.
يرى الباحث في الشؤون الاستراتيجية أحمد رمضان أن ما يجري في إسرائيل “أبعد من خلاف وأعمق من أزمة”، ويصفه بأنه انقسام حاد بين التيارات وقد ينتهي بحرب أهلية. ويشير رمضان إلى أن تحالف نتنياهو مع قوميين دينيين كان يهدف لتقويض دور العمال، لكن تداعيات الحرب على الاقتصاد أدت إلى تحرك النقابات.
تأسس “الهستدروت” في عام 1920 أثناء الانتداب البريطاني، ويشكل قوة اقتصادية واجتماعية كبيرة. يدير نحو 60% من الإنتاج الزراعي و50% من الصناعات الثقيلة و45% من سوق العقار.
معظم الأسرى الإسرائيليين في غزة ينتمون لمجموعات علمانية، ولا يظهر نتنياهو أو المتطرفون الآخرون اهتماماً بعودتهم أحياء، ويرفضون وقف الحرب لإجراء صفقة تتضمن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين. في المقابل، يسعى بن غفير لتوزيع السلاح على المستوطنين، مما يثير احتمالات الحرب الأهلية.
أكد الباحث أن الإضراب العام، الذي بدأ اليوم، يشمل المرافق التجارية والصحية والتعليمية، وهو نتيجة لمظاهرات شارك فيها عشرات الآلاف من الإسرائيليين. ودعا بار ديفيد للتوصل إلى صفقة مع “حماس”، حيث أكد أنه لا يمكن تجاهل العنف المتزايد، وأن الصفقة لها أهمية قصوى.