عائلات الشهداء تطالب بتحرير جثامين أبنائها المحتجزة في ظل سياسة احتلالية قاسية
في تطور مأساوي لمشكلة احتجاز جثامين الشهداء، تعاني عائلة الشهيد سائد الكوني وعائلات أخرى من سياسة الاحتلال القاسية المتمثلة في احتجاز الجثامين، مما يزيد من المعاناة والآلام العائلية.
تسعى عائلة الكوني، التي فقدت ابنها العضو في مجموعة “عرين الأسود”، منذ عامين لإجبار سلطات الاحتلال على تسليم جثمانه. وتوضح والدته، ميس الكوني، أن الأمور قد تعقدت بشكل أكبر بعد السابع من أكتوبر 2023، حيث كان التواصل مع المحامين وسلطات الاحتلال شبه معدوم. واعتبرت أن القضية أصبحت مجرد رقم في غياب الإنسانية، في وقت تتزايد فيه عمليات احتجاز الجثامين.
الحالة مشابهة لعائلة نمر دراغمة، القيادي في حركة “حماس”، الذي توفي في سجون الاحتلال، حيث أكدت العائلة أنها لاقت صعوبات كبيرة في إثبات حقوقهم وتحرير جثمانه، رغم المحاولات المستمرة للتواصل مع المؤسسات الحقوقية والمحامين.
يقول حسين شجاعية، الناطق الإعلامي لـ “الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء”، إن عدد الشهداء المحتجزين بلغ 552 شهيدًا، منهم 256 في مقابر الأرقام، مُشددًا على أن سياسة احتجاز الجثامين تستخدم كوسيلة للعقاب الجماعي ولتكون ورقة ضغط سياسية.
أشار شجاعية إلى أن الاحتلال احتجز 149 جثماناً منذ بدء العدوان على غزة، مما يشير إلى أن أكثر من نصف الشهداء المحتجزين منذ عام 2015 هم من غزة. كما أفادت تقارير بأن السلطات الإسرائيلية تحتجز نحو 1500 جثمان لفلسطينيين لم تعرف هوياتهم في حاويات مبردة، وقد تكون بعض الجثامين قد فقدت ملامحها.
وصرح شجاعية أن جريمة احتجاز الجثامين تتعارض مع جميع الأعراف والمواثيق الدولية. بينما أُصدرت قرارات من قبل الاحتلال بمعالجة قضية الجثامين، إلا أن معظم الشهداء المحتجزين لا تنطبق عليهم الشروط التي فرضتها محاكم الاحتلال.
لمحة عن الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء
الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء هي منظمة غير ربحية تهدف إلى استرجاع جثامين الشهداء الفلسطينيين المحتجزين، وتعمل على توعية المجتمع المحلي والدولي حول الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال بحق حقوق الإنسان. تسعى الحملة للدفاع عن حقوق الشهداء وعائلاتهم، من خلال التعاون مع المؤسسات الحقوقية والجهات المعنية.