محافظات

الفساد المالي في الجمعيات الأهلية في مرسى مطروح .. آراء جماهيرية تشتعل النقاش

احتلت مرسى مطروح في الآونة الأخيرة، ظاهرة الفساد المالي في الجمعيات الأهلية في محافظة مرسى مطروح صدارة النقاشات العامة، حيث أثارت هذه القضية تأثيرات جدلية على حياة سكان المدينة.

وفي هذا السياق موقع “أخبار الغد” يستعرض آراء المواطنين والمختصين، ويُسلط الضوء على الآثار الوخيمة التي خلفها هذا الفساد.

الفساد المالي في الجمعيات الأهلية

تُعتبر الجمعيات الأهلية ركيزة أساسية في تقديم الدعم والخدمات للمجتمعات المحلية، وخاصة في المناطق النائية مثل مرسى مطروح.

ومع ذلك، فإن الفساد المالي الذي يُحاط ببعض هذه الجمعيات، قد جعل من وجودها عبئًا بدلاً من أن يكون نعمة.

انطلقت تحذيرات من قبل العديد من المواطنين والمختصين، حيث ناقشوا بإسهاب الممارسات غير الشفافة التي تعود بالضرر على المجتمع.

رفض جماهيري .. صوت الشارع في مرسى مطروح

في حديث مع عدد من سكان مرسى مطروح، عبروا عن استيائهم من الوضع الحالي للجمعيات الأهلية.

“أحمد”، شاب يبلغ من العمر 30 عامًا، عبر عن قلقه قائلًا: “كم من مرة سمعت عن مشاريع عدة تم جمع تبرعات لها، ولكنها لم تُنفذ على أرض الواقع؟ نحن بحاجة لرقابة حقيقية على تلك الأموال.”

أما “سارة”، ربة منزل، فأكدت أن العديد من الأسر تعاني من قلة الدعم في ظل هذه الأوضاع. “الجمعيات تُعلن عن مشاريعها، ولكن الواقع شيء آخر. أحيانًا أشعر أن الفساد أصبح جزءًا من الثقافة هنا.”

المختصون .. من يراقب من؟

تحدث الدكتور “إبراهيم”، خبير تنمية مجتمعية، مشيرًا إلى أن الفساد المالي ليس فقط مشكلة محلية بل يعكس أزمة أكبر في كيفية إدارة المؤسسات في البلاد.

ويقول: “إذا كانت الجمعيات الأهلية تلعب دورًا حيويًا في التنمية، فيجب أن تخضع لرقابة صارمة. هذا يتطلب مشاركة المجتمع المدني بأكمله.”

ومن جانبها، أضافت “نبيلة”، ناشطة في مجال حقوق الإنسان، أن الشفافية هي الحل. “يجب أن يعرف الناس أين تذهب أموال التبرعات. هناك حاجة ماسة لمعرفة كافة التفاصيل، من التحصيل إلى الاستخدام.”

آثار الفساد .. تأثيرات ملموسة على الحياة اليومية

الآثار السلبية للفساد في الجمعيات الأهلية أصبحت ظاهرة جلية في مرسى مطروح. قلة المشاريع الفعلية وتصاعد الأشعار بالإحباط بين المواطنين يدعمان رؤية أن الفساد المالي هو عقبة أمام التنمية.

“طارق”، أحد أصحاب المشاريع الصغيرة، يوضح كيف أثر ذلك عليه: “دعمتني إحدى الجمعيات في البداية، ولكن الآن أشعر أن الأموال التي تم جمعها لم تُستخدم بشكل صحيح. كان بإمكاننا خلق فرص عمل أكثر.”

علاوة على ذلك، يوجد اختلاف كبير بين وعود هذه الجمعيات وحقيقة ما يتم تحقيقه على الأرض. الأجيال الجديدة تحتاج إلى فرص تعليمية وتدريب في مختلف المجالات.

“ليلى”، طالبة في الجامعة، تعبر عن حلمها بالنجاح، لكنها تجد أن الدعم الذي تحتاجه ليس متوفرًا. “أحتاج إلى تدريب وموارد، لكن تلك الجمعيات في مرسى مطروح لا تقدم ما نحتاج إليه. إنها تجمع الأموال فقط!”

كيف يمكن تحسين الوضع؟

ناقش المواطنون والمختصون عدة أفكار لتحسين الوضع. يعتبر الكثيرون أن التطبيق الفعّال للشفافية والحوكمة الرشيدة هو الخطوة الأولى في مجابهة الفساد المالي.

“علي”، ناشط مجتمعي، يقترح إنشاء منصات إلكترونية للمتابعة ورصد الإنفاق، حيث يمكن للجميع الاطلاع على تفاصيل المشاريع المختلفة. “يمكن لهذه المنصات أن تغير اللعبة بالكامل، وتعيد الثقة للمواطنين.”

كما دعا مختصو القانون إلى تشديد العقوبات على المخالفات المالية داخل الجمعيات، مؤكدين على أهمية محاسبة المخالفين لتجديد الثقة في العمل الأهلي.

الجمهور يتحدث .. التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي

لم تقتصر الآراء على الشارع فقط، بل انتشرت النقاشات أيضًا على وسائل التواصل الاجتماعي.

عُقدت حملات تحت هاشتاجات حيث أعرب المئات عن استيائهم من الوضع. أحد المستخدمين كتب: “لماذا تُجمع الأموال إذا لم يُستفاد منها؟ لن نرضى بفساد جديد!”

التقرير الحكومي .. كيف تنظر الحكومة إلى الوضع؟

تشير التقارير الحكومية إلى وجود محاولات لتحسين الرقابة على الجمعيات الأهلية ومعالجة حالة الفساد. حيث ذكرت وزارة التضامن الاجتماعي أنها بصدد مراجعة شاملة لدور الجمعيات وتوزيع الدعم المقدم.

“لا يمكن أن يكون الفساد هو السمة السائدة، يجب أن نؤكد على أن الأموال مخصصة لجماهير شعبنا.”

نحو مجتمع أكثر شفافية

تظل ظاهرة الفساد المالي في الجمعيات الأهلية في مرسى مطروح تحديًا كبيرًا يتطلب جهودًا مشتركة من كافة الأطراف. المواطنون، المختصون، والحكومة بحاجة إلى العمل معًا لإعادة الثقة في العمل الأهلي.

تُسجل الأصوات المرتفعة رفضًا لهذه الأوضاع، وتجدد الحاجة إلى سياسات أكثر وضوحًا وشفافية.

إن عكس هذا الاتجاه السلبي يتطلب التزامًا حقيقيًا بالإصلاح، لضمان أن تصبح هذه الجمعيات منارة للأمل والدعم بدلاً من أن تتحول إلى أدوات للفساد.

إذا ما استطاع المجتمع تجاوز هذه العقبة، فسيمكنه تحسين حياة السكان وتحقيق التنمية المستدامة التي تطمح إليها.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى