مصر

التموين الرخيص أم الفساد الأغلى .. حقائق صادمة تُفصح عنها “أخبار الغد”

في ظل الأزمات الاقتصادية المتزايدة، يبقى سؤال التموين الرخيص هو الحديث اليومي للمواطن المصري.

وتصاعدت النقاشات حول البرنامج التمويني في ظل تقارير تتحدث عن فساد وعجز في توصيل الدعم لمستحقيه.

بينما يتلقى المواطنون وعودًا حكومية بتوفير السلع بأسعار مناسبة، تظهر حقائق صادمة تُشير إلى أن الفساد يتسلل إلى عمق النظام، مما يهدد مستقبل ملايين المصريين. وفي هذا السياق موقع “أخبار الغد” يسرد آراء المواطنين والمختصين حول هذه القضية الشائكة.

ملابسات النظام التمويني

تأسس نظام التموين في مصر كجزء من استراتيجية الحكومة لضمان حقوق المواطنين في الحصول على المواد الغذائية الأساسية.

وعلى الرغم من أن النظام حصل على دعم شعبي في البداية، إلا أن التقارير الأخيرة تكشف أن الضغوط الاقتصادية والفساد قد جعلت هذا النظام يعاني من خلل كبير.

يُقدر عدد الأسر المستفيدة من بطاقات التموين بأكثر من 64 مليون مواطن، لكن السؤال يبقى: هل يصل الدعم بالفعل إلى مستحقيه؟

آراء المواطنين .. الأصوات المحبطّة

في جولة ميدانية في سوق العبور، التقينا عددًا من المواطنين الذين أبدوا استيائهم من الوضع القائم.

وتقول فاطمة، ربة منزل، “كُنت دائمًا أعتمد على بطاقة التموين، لكن مع ارتفاع الأسعار لم أعد أستطيع تأمين احتياجات أسرتي. الدعم الذي نتحدث عنه مجرد وعود فارغة.”

يقول عماد، موظف حكومي: “الفساد يهدد حقنا في الاستفادة من النظام. دائمًا يسمع الناس عن سلع مفقودة أو مرتفعة الأسعار بينما تمر الأمور بلا رقابة.”

قصص مأساوية

قصص المواطنين تؤكد أن النظام لم يعد فعالًا. تحكي سمر، طالبة جامعية، عن تجربة والدها: “والدي يضطر للبحث عن السلع التموينية في أماكن بعيدة بسبب نقصها في مكان إقامتنا، وعندما يجدها تكون الأسعار أعلى فعليًا مما يجب.”

مآلات الصفقات والامتيازات .. تقارير التحقيقات

تشير التقارير إلى أن هناك جهات داخل منظومة التموين تُمارس الفساد من خلال احتكار السلع، مستفيدةً من الفجوات في النظام.

ويُشار إلى أسماء معروفة تؤكد التورط في قضايا فساد كبيرة. ويعبر الدكتور عادل، خبير الاقتصاد، عن قلقه: “الفساد لم يقتصر على التلاعب بالأسعار فقط وإنما تعداه إلى إهدار الموارد المخصصة لدعم الفئات الأكثر احتياجًا.”

التقارير تُظهر أن نسبة كبيرة من الدعم لا تصل إلى مستحقيها، حيث تُشير بعض بيانات وزارة التموين إلى أن أكثر من 40% من السلع المدعومة تتلاشى قبل وصولها إلى المستهلكين.

صرخات المختصين والمعنيين .. دعوات لإصلاح حقيقي

في ظل الاستياء الشعبي، يعقد العديد من المختصين ورش عمل للبحث عن حلول للفساد المستشري. تقول الدكتورة مريم، أستاذة الاقتصاد في جامعة القاهرة: “نحتاج إلى تعزيز الرقابة المحلية، وتقديم حوافز للأفراد الذين يتقدمون بمعلومات حول الفساد. يجب أن يشعر المواطنون بالأمان عند الإبلاغ عن أي تجاوز.”

الشفافية والمساءلة

مع تزايد الأصوات المطالبة بالشفافية، يُؤكد الخبراء على ضرورة وجود نظام رقابي موحد لمكافحة الفساد في التموين، على أن يتضمن تدريب العاملين في القطاع وتعزيز قدراتهم في مجال مكافحة الفساد.

قضايا التموين الشائكة .. وزارة التموين تحت المجهر

تتعرض وزارة التموين لضغوطات متزايدة بسبب ضعف أدائها في ملف الدعم، مما أصاب الكثير من المواطنين بالإحباط. في بعض المناطق، اختفى الدعم مباشرة أو تم استبداله بسلع رديئة.

يقول صلاح، نائب برلماني: “نحن في حاجة إلى مراجعة شاملة لبرامج الدعم، والتأكد من أن كل شبل في مصر يحصل على ما يحتاجه.”

التحديات الاقتصادية

تظل تحديات الوضع الاقتصادي تلقي بظلالها على برامج الدعم. تزايد الأسعار بشكل مستمر يجعل الجهود الحكومية في مجال التموين تبدو غير فعالة. بينما يكتشف الناس أن الفساد يعني أسعارًا تتجاوز الدعم المعلن.

الأمل في تغيير فعلي والتحرك نحو الإصلاح

في محاولة لإحداث تغيير، تتبنى منظمات المجتمع المدني مبادرات جديدة لضمان حقوق المواطنين في الحصول على التموين.

وتشير سعاد، ناشطة اجتماعية، إلى أن العمل مع الحكومة ضروري: “نحتاج إلى استراتيجيات ناضجة لمكافحة الفساد، تشمل الشفافية وتواصل مستمر مع المواطنين.”

الضغط على الحكومة

تحت الضغوط الشعبية، بدأ البرلمان في طرح مقترحات لتعديل النظام التمويني، لتعزيز الرقابة وضمان وصول الدعم لمستحقيه. الجهود الحقيقية ينبغي أن تراعي العدالة الاجتماعية في توزيع المواد الغذائية.

الفساد في نظام التموين أصبح طاعونًا

ويتضح أن الفساد في نظام التموين أصبح طاعونًا يعيق حياة المواطن المصري، والذي يعيش يومًا بعد يوم في معركة وجودية لتأمين احتياجات أسرته. هناك أمل في إجراء تغييرات لكن يتطلب الأمر إرادة سياسية قوية.

إن المواطن هو الضحية الحقيقية في هذه المعادلة، حيث يضطر للعمل بجد للحصول على حقوقه في ظل نظام يحتاج إلى إعادة بناء. إن قصص الألم والمعاناة تتداخل مع الحقائق الصادمة، ولكن يبقى الأمل معلقًا على الأمل في الإصلاح الحقيقي.

سوف يتطلب الطريق نحو حل جذري تحديات متعددة، لكن كل صوت يُعبر عن الواقع الحالي هو خطوة نحو التغيير المطلوب. يجب أن تُسخر الجهود من أجل بناء نظام تموين يعكس النزاهة والعدالة، وتمكن الفئات المحرومة من الحصول على حقوقها بشكل كامل.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى