مصير السياحة في مطروح .. الفساد يعصف بآمال الاستثمار
تُعد محافظة مرسى مطروح واحدة من الوجهات السياحية الأكثر جذبًا في مصر، حيث تتمتع بشواطئ ساحرة وتاريخ غني.
ولكن في ظل وجود قضايا فساد تلوح في الأفق، تشتعل بشأنها نقاشات حادة بين المواطنين والمختصين حول مصير هذه الصناعة الحيوية.
هل ستتمكن السياحة من استعادة عافيتها، أم أن الفساد سيبقى عائقًا أمام الاستثمار وزيادة عدد الزوار؟
خلفية الوضع السياحي في مطروح
تاريخيًا، لطالما كانت مرسى مطروح ملاذاً للزوار المصريين والأجانب، ولكن السنوات الأخيرة شهدت تراجعًا ملحوظًا في الحركة السياحية.
ويشير مختصون إلى أن ذلك يعود إلى ضعف الترويج السياحي، ونقص المرافق، وتفشي الفساد في إدارات السياحة والآثار.
وفي هذا السياق موقع “أخبار الغد” يطرح تساؤلات حول إمكانيات المحافظات الساحلية في تحقيق التنمية.
آراء المواطنين وأصوات من الشارع
اجتذبت رحلة استطلاعية إلى شوارع مرسى مطروح مجموعة متنوعة من الآراء من مواطنين محليين. تقول ليلى، عاملة في أحد الفنادق: “مستوى السياحة تراجع كثيرًا في السنوات الأخيرة. يأتينا عدد أقل من الزوار، بينما نرى فنادق تغلق أبوابها بسبب ضعف الحركة.”
أما ياسر، الذي يمتلك مطعمًا محليًا، فيؤكد: “إذا استمر الناس في التصرف كما لو كانت الأمور طبيعية، سنفقد كل شيء. الفساد أثَّر سلبًا على قدرتنا على جذب المستثمرين، والمستثمرون الأجانب يحتاجون إلى بيئة مواتية لضخ أموالهم.”
ذكريات الماضي
أيضًا، تحدثت سمر، التي تعمل مرشدة سياحية، عن ذكرياتها: “منذ عدة سنوات، كانت الفنادق مليئة بالنزلاء، وأنشطتنا كانت مزدهرة. الآن، لا نرى أي بوادر إيجابية، والفساد يؤثر على كل شيء.”
قضايا الفساد وتأثيرها على السياحة وقصص مؤلمة
يتحدث مختصون عن تأثير الفساد على السياحة بشكل مشحون. يُذكر أحد التقارير أن جزءًا كبيرًا من الأموال المخصصة للترويج السياحي تم إهداره بسبب الفساد.
ويقول الدكتور أحمد، خبير سياحي: “عدم الشفافية في استغلال الموارد المالية يُمثّل تهديدًا مباشرًا لصناعة السياحة. عندما يُدار القطاع بشكل غير سليم، يتضرر الجميع.”
وفي سياق آخر، أبدى العديد من المستثمرين السياحيين قلقهم بشأن البيئة الاقتصادية في مرسى مطروح بسبب البيروقراطية والفساد. كما حذروا من أن عدم الاستجابة لمخاوفهم يمكن أن يؤدي إلى تفشي الفساد ويزيد من العقبات.
التحركات الشعبية نحو التغيير والحركة الشعبية
أصبح هناك حراك شعبي ينادي بمحاربة الفساد ودعم الاستثمار. تجمع نشطاء في الفضاء العام، حيث عبروا عن مطالبهم بالتغيير من خلال تنظيم فعاليات ومحاضرات تناقش سُبل تحسين السياحة في مطروح.
ويقول المنتصر بالله محمد، ناشط في مجال حقوق الإنسان: “الجهود المحلية يجب أن تتضافر مع المبادرات الحكومية لمكافحة الفساد من أجل إعادة إشعال جذوة السياحة.”
آراء المختصين ودراسات وأبحاث
جاءت دراسات أُجريت مؤخرًا لتدعم ما يجري من نقاشات حول الفساد. الدكتور حمدي، أستاذ الاقتصاد، يؤكد أن الكفاءات السياحية تتطلب استثمارًا موجهًا.
ويقول: “بدون استثمارات مستدامة من القطاع الخاص، لن يكون لدينا بريق في السياحة. الفساد يمكن أن يعصف بكل الجهود، مما يؤدي إلى تفشي البطالة.”
كيف يمكن انتشال السياحة من هذا الوضع .. استراتيجيات فعالة
تحتاج مرسى مطروح إلى مبادرات جذرية لتعزيز السياحة، مثل:
تحسين الشفافية وخفض البيروقراطية: من خلال إعادة هيكلة الإدارات المعنية بالسياحة
زيادة الترويج السياحي: استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية والرقمية للوصول إلى جمهور أكبر، سواء داخل مصر أو خارجها
تطوير البنية التحتية: التأكد من وجود مرافق سياحية متطورة وإنشاء مشروعات جديدة تعزز من جاذبية المحافظة
الفساد مستمر في التأثير على آمال السياحة في مرسى مطروح
لا شك أن الفساد مستمر في التأثير على آمال السياحة في مرسى مطروح، مما يعد بمثابة جرس إنذار لكل المعنيين.
ومن أجل إنقاذ هذه الصناعة الحيوية، يجب أن تُعطى الأولوية لمجابهة الفساد، وزيادة الاستثمارات اللازمة، وتعزيز الشفافية.
إن تصريحات المواطنين والمختصين تتحد في صوت واحد، وهو أن المستقبل السياحي في مرسى مطروح يحتاج إلى تغيير جذري. مع وجود إرادة حقيقية، يُمكن تحويل القوة الناعمة لمحافظة مرسى مطروح إلى قصة نجاح تجذب السياح والمستثمرين، وتُعيد الأمل إلى أهلها.
تبقى آمال سكان مرسى مطروح أن يُسخر الوضع لمصلحتهم، وأن يُعَدّوا جزءًا من ذلك التغيير المأمول في سياحتهم وتحقيق التنمية المستدامة.