تآكل برنامج الدعم وتأثير الفساد على حياة الأسر المصرية
يتسارع النقاش في الساحة المصرية حول برنامج الدعم الحكومي المقدم للأسر الفقيرة والمتوسطة، حيث تزايدت المخاوف بشأن تأثير الفساد والإفساد على حياة الملايين.
وفي ظل الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، يطرح العديد من المحللين والمواطنين تساؤلات حول فعالية البرنامج، ومدى وصول الدعم إلى مستحقيه.
وموقع “أخبار الغد” يسلط الضوء على آراء المواطنين والمختصين، وكيف أنه في خضم الفوضى المالية والفساد، باتت الأسر المصرية تعاني من آثار سلبية تهدد استقرارها.
الإطار العام للبرنامج
تأسس برنامج الدعم الحكومي في مصر كوسيلة لمساعد الأسر المحتاجة، خاصةً في ظل ارتفاع الأسعار وتراجع مستوى المعيشة.
لكن مع مرور الوقت، بدأت تعلو الأصوات من مختلف شرائح المجتمع، مشيرةً إلى تآكل هذا البرنامج.
حيث يُعاني الكثيرون من صعوبة الوصول إلى الدعم في ظل ما يُشاع عن ممارسات غير قانونية تهدف إلى استغلال النظام لصالح قلة من الأفراد.
آراء المواطنين وأصوات من الشارع
في جولة قام بها موقع “أخبار الغد” في بعض أحياء القاهرة، التقيت بعدد من المواطنين الذين عبروا عن استيائهم.
وقالت أم علي، ربة منزل، “أحتاج هذا الدعم لشراء الطعام لأطفالي، لكنني دائماً أشعر أن هناك من يستفيد منه أكثر مني. ونسمع عن الفساد، ولكننا لا نرى أي تغييرات.”
من جهة أخرى، قال المهندس أسامة، موظف حكومي، “أرى أن هناك دافعاً قوياً لمجابهة الفساد، ولكن المسؤولين لا يتحركون بالكفاءة المطلوبة. ومن المفترض أن نستفيد من هذه البرامج، ولكن الفساد ينخر في هيكل النظام”.
الخيبة من الأمل
لم يكن عدم رضا المواطنين عن البرنامج وحده، بل شمل أيضاً المخاوف من تجاوزات مصلحية.
وتقدمت سيدة تُدعى ليلى بشكوى قائلة، “أنا مسجلة في التموين، ولكن لم أستلم الدعم كما ينبغي. ودائماً ما تُخبرني الجهات المعنية بأن الأسماء قد تغيرت أو أن النظام مُعطل”.
آراء المختصين والتقارير والتحليلات
أجرى عدد من الباحثين والمحللين الاجتماعيين دراسات رصدية حول تأثير الفساد على برامج الدعم.
وأكدت إحدى الدراسات، التي أجراها مركز بحوث سياسات التنمية، أن الفساد أدى إلى خسائر فادحة في موارد الدولة، سرقت من حقوق الفقراء.
يقول الدكتور عادل، أستاذ الاقتصاد، “برنامج الدعم لم يعد يعكس الواقع. هناك هدر كبير في الموارد المالية،
والمسؤولون يستخدمون الوضع لصالح جماعات معينة. من الضروري أن يكون هناك شفافيات في الإدارة، وإعادة هيكلة عملية الدعم”.
كيف تؤثر هذه الأزمات على الأسر؟ .. تجارب يومية
خلال تحقيقي الميداني، وجدت أن تأثير الفساد لا يتوقف عند السلب المالي فحسب، بل يمتد إلى تغيرات سلوكية وحياتية.
وتروي سيدة تُدعى سارة أنها أجبرت على الديون لتأمين احتياجات عائلتها. “تخيل أنني أدفع أضعاف ما كنت أنفقه سابقاً بسبب ارتفاع الأسعار، والدعم الذي نسمع عنه ليس له أي أثر”.
الحلقة المفقودة
تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن نسبة كبيرة من الأسر المصرية تعيش تحت خط الفقر، حيث يُقدر أن 32% من المواطنين يعتمدون على دعم الحكومة بشكل مباشر أو غير مباشر. ومع ذلك، فإن البيانات تظهر عدم قدرة البرنامج على تحسين أوضاعهم المعيشية.
التوصيات والحلول
تعددت الآراء حول كيفية تحسين هذا البرنامج. يدعو العديد من المختصين إلى ضرورة إصلاحات جذرية، تشمل:
تحسين الشفافية: التأكيد على ضرورة أن تكون عمليات الدعم واضحة وموثوقة، مما يسهل على المستفيدين الوصول إليه.
رقابة مجتمعية: إدخال نظام لمراقبة أداء البرنامج من قبل المجتمع المدني، وهذا سيساعد على تقليل الفساد واختلاس الموارد.
استثمار في التقنية: استخدام التكنولوجيا لخلق منصات للتسجيل والحصول على الدعم، ما يسهل على الأسر التحقق من استحقاقها.
رفض جماهيري ومعاناة يومية
يرسم هذا التقرير صورة واضحة لرفض جماهيري ومعاناة يومية تعاني منها الأسر المصرية بسبب الفساد وتأثير ذلك على برنامج الدعم.
فمع وجود إرادة حقيقية للإصلاح والتغيير، يمكن لمصر أن تستعيد الثقة في برامجها الحكومية وأن تضمن حقوق مواطنيها.
إن الأمل لا يزال موجودًا، لكن يتطلب الأمر جهودًا جماعية وتركيزًا حقيقيًا من جميع الأطراف المعنية لتحسين الظروف المعيشية والمالية للأسر المصرية.