تابعت مؤخرًا حلقة برنامج “إيه الحكاية” الذي تقدمه الإعلامية المتألقة دعاء حسن على قناة الشرق الفضائية، والتي تناولت ملف الفساد في قصور الثقافة المصرية، وما يشوب هذا الملف من تجاوزات وإهمال.
ولقد أثارت دعاء حسن أسئلة هامة حول هذه المسألة، وتحديدًا حول كون هذا الإهمال متعمدًا أم نتيجة للاستهتار والفساد، مما جعلني أعيد التفكير في دور الثقافة في تشكيل وعي المجتمع.
وتُعتبر قصور الثقافة بمثابة القلب النابض للثقافة في مصر، حيث تهدف إلى نشر الفنون والآداب وتعزيز الهوية الثقافية.
ومع ذلك، فإن ما يحدث داخل هذه المؤسسات يثير قلقًا واستياءً كبيرة. لقد وضع برنامج “إيه الحكاية” بأمانة وصراحة العديد من الملفات الشائكة أمام الدكتور أحمد هنو، وزير الثقافة الجديد،
الذي نتوسم فيه القدرة على إحداث تغيير حقيقي وفعّال. فقد أظهرت الإعلامية دعاء حسن رؤية واضحة وجرأة في طرح النقاط التي لا يمكن تجاهلها.
والفساد في قصور الثقافة ليس مجرد حالة عابرة، بل هو ظاهرة متفشية تعيق التطور الثقافي في البلاد.
وإن تهم الفساد والإهمال الموجهة لبعض المسؤولين في قصور الثقافة تطرح تساؤلات عدة حول كيفية إدارة هذه المؤسسات.
وهل الإهمال ناتج عن قلة الكفاءة، أم هو نتيجة لفكر متعمد هدفه التستر على الفساد والإساءة إلى المال العام؟
والأمر يتطلب وقفة جادة من الجميع، بدءًا من الحكومة وصولًا إلى المواطن العادي، لحماية مؤسساتنا الثقافية من الانهيار.
علينا أن نضع عيوننا على الفساد ونكافح لأجل الثقافة. إن الفساد يسرق منّا ليس فقط الأموال، بل يسرق منا أحلام الأجيال القادمة وإرثنا الثقافي.
وأرى أن دعاء حسن قد أنارت الطريق في هذه الحلقة، خصوصًا عندما تساءلت بجرأة عن مساعي الحكومة في مواجهة هذا الفساد.
نحن بحاجة إلى وزراء وثقافة ملتزمين بالسير نحو الشفافية والمساءلة. إن استخدام الثقافة كوسيلة للمساءلة الاجتماعية يمكن أن نصلح بواسطتها الفساد ومواجهة الفشل.
فأننا نحتاج إلى يد صادقة تحارب الفساد وتعزز الثقافة. إن عيوننا تتجه نحو الدكتور أحمد هنو، ونطمح في أن يكون وزيرًا يُحدث الفارق.
ثقافتنا ليست مجرد تقاليد وأعمال أدبية، بل هي روح هذا البلد وهوية مواطنيه. يجب العمل بجدية لاستعادة هذه الروح وتكريس قيمة الثقافة في المجتمع، بعيدًا عن الفساد والتجاوزات.