عنفوان الطبيعة: أمطار غير مسبوقة تكتسح جبل العوينات وتثير القلق في جنوب مصر!

تتواصل الأمطار المدارية التي اعتادت أن تسقط على منطقة حزام الأمطار جنوب الساحل الأفريقي، موسعةً نطاق تأثيرها شمالًا لتصل إلى جنوب مصر، حيث تتزايد حدة السيول على جبل العوينات (1934 متر) منذ الأول من أغسطس.
وهذه الأمطار الغزيرة وغير المعتادة في هذا الوقت، تثير القلق بين السكان المحليين والجهات المعنية، حيث تشير التوقعات إلى استمرارها في الأيام القادمة.
ويُعتبر هذا الحدث فريدًا من نوعه، حيث لم يُسجل منذ مئات السنين أن تستمر الأمطار لفترة تتجاوز الأسبوعين دون توقف.
وعلى عكس الأنماط التقليدية التي كانت تشمل هطول السيول لعدة ساعات فقط في بعض المناطق، كما لوحظ في سيول أسوان في 17 يناير 2010 و12 نوفمبر 2021، فإن هذه الظاهرة الجوية قد تعكس تغيرات مناخية ملحوظة.
وتاريخيًا، يُعتبر جبل العوينات مصدرًا حيويًا للمياه في شمال أفريقيا.
حيث كان جبل العوينات يشكل “برج المياه” الذي تغذي منه الأنهار العديد من الاتجاهات، بما في ذلك التوجه غربًا لتغذية بحيرة تشاد.
ولعب دورًا رئيسيًا في توفير المياه لخزان الحجر الرملي النوبى الممتد في صحراء مصر، مما يجعله منبتًا لحضارات قديمة في تلك المناطق.
ويشير علماء المناخ إلى أن هذه الظاهرة البيئية قد تعود لأسباب تتعلق بالتغير المناخي، حيث تتزايد شدة الأمطار في بعض الأوقات بينما تعاني مناطق أخرى من الجفاف. ويجب أن تؤخذ هذه المعطيات بعين الاعتبار عند وضع استراتيجيات إدارة الموارد المائية في مصر.
في سياق متصل، بدأت السلطات المحلية في اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة آثار هذه السيول المحتملة. حيث تم نشر فرق الاستجابة السريعة على الأرض لمراقبة الوضع وتقديم المساعدات اللازمة للسكان المتضررين. كما يُجري تحديث البيانات العامة حول حالة الطرق والموارد المائية، وتم تخصيص نقاط لإغاثة العائلات المتضررة.
على الرغم من التأثير الإيجابي المحتمل لهذه الأمطار، إلا أن التحديات أيضًا قائمة، حيث تمثل السيول خطرًا على البنية التحتية في المناطق المتضررة، وتسبب تآكل التربة وزيادة في حدوث الفيضانات. المنظمات البيئية المحلية والدولية تدعو إلى ضرورة اتخاذ إجراءات مستدامة لإدارة المياه وإعداد الخطط للتكيف مع التغيرات المناخية.
ويجسد الوضع الحالي على جبل العوينات تحولًا ملحوظًا في الأنماط المناخية في مصر، ويؤكد على أهمية الاستجابة السريعة والتخطيط المدروس لحماية الموارد الطبيعية وضمان استمرارية الحياة في المناطق التي تعتمد على هذه الموارد. ومع استمرار الأمطار، يظل الوضع تحت المراقبة من قبل الجهات المعنية والمواطنين على حد سواء، حيث يأمل الجميع في مرور هذه الفترة بأقل الأضرار الممكنة.