عندما يتعلق الأمر بحزب الوفد، يتجاوز انتمائي له مجرد انتماء سياسي؛ إنه شعور عميق بالانتماء والولاء، يلامس مشاعري ويعبر عن هويتي.
قد يبدو الأمر غريبًا للبعض، لكن بالنسبة لي، حزب الوفد هو أكثر من مجرد حزب سياسي؛ إنه بيتي، حضن دافئ من القيم والمبادئ التي أسست عليها أحلامي وطموحاتي.
وقد تذكرت قصة ذلك الرجل الذي قرر أن يبيع بيته، وعندما ذهب إلى صديقه الخبير لكتابة إعلان لبيعه، أعاد إليه الحياة من خلال وصفه العميق؛ حتى اكتشف في النهاية أنه يعيش في بيت رائع لم يكن يقدّر قيمته. وهذا يعكس شعوري تجاه حزب الوفد.
لقد كنت أعيش فيه طوال الوقت، ولكني لم أستطع أن أرى جماله الحقيقي إلا عندما انغمرت في عذوبة تاريخه وغنى رؤيته.
وحين أستحضر تلك الذكريات، أستذكر كيف احتضن الحزب على مدى السنين المناضلين الذين دافعوا عن مطالب الشعب المصري، وجذور التاريخ التي تذكرنا بمواقف زعماء الأمة الذين حرصوا على عزة الوطن واستقلاله.
وأستذكر كيف عاشوا لأجل وطنهم، وكأنهم ينتشلوننا من حال الجهل والتشتت.
هنا يكمن سحر الوفد، أنه يمثل لنا الأمل والإصرار على الكفاح من أجل وطن عزيز.
وتكمن العبرة في القصة التي بدأت بها في أن الفهم الحقيقي لقيمة الشيء يأتي من التأمل في تفاصيله.
نحن، كأعضاء في حزب الوفد، نعيش واقعًا سياسيًا معقدًا. وبينما تطغى الانقسامات والصراعات على الساحة، تظل القيم الوفدية ثابتة في قلوبنا.
وإذ إن البقاء على قيم الوفد هو الذي يجعلنا نراهن على مستقبل مستنير تسوده العدالة والحرية.
وإن حزب الوفد يمثل الدرب الذي سأسلكه دومًا، ويعلمنا كيف نُعرّف أنفسنا بكل فخر. هو الصندوق الذي يحمل آمال أجيال، ويُعبر عن أحلام الملايين.
الوفد ليس مجرد انتماء، بل هو الرابط الذي يربطنا بتاريخ مشرف، وبتطلعات مشتركة نحو مستقبل أفضل.
الرسالة هنا، أن الانتماء لحزب الوفد هو شيء يتجاوز السياسة. إنه حياة تُحيا في طيات قلب كل وفدي ووفدية.
ومن هذا المنطلق، أقول لا، البرلمان ليس المكان الوحيد الذي يجسد أحلامنا، بل الوفد يظل بيتي الذي ينمو فيه طموحي وعشقي.
لن أسمح لنفسي بأن أتعامل مع هذا الانتماء كأنه وصفة ستُعرض للبيع، فهو جذور لا تنضب، وحكاية لا تنتهي، وباستمرار سأقف في صفوف الوفديين، مدًا يد العون والعمل لتحقيق الغد الذي نريد.
وكما يتأمل ذاك الرجل في بيته، علينا أن نفتح أعيننا جيدًا لنرى القيمة الحقيقية للوفد وعمق تأثيره.
ولا يجب أن نتخلى عن هذا البيت، فهو يتجاوز أسوار السياسة وينبض في قلوبنا. فليكن حزب الوفد هو منارة أمل، وملاذ روح، وبيتي الذي لا يُباع.