الغنايم في أزمة: مياه الشرب مالحة وصحة المواطنين في خطر
تواجه مدينة الغنايم في محافظة أسيوط أزمة خطيرة تتعلق بجودة مياه الشرب المقدمة للسكان، حيث أن المواطنين يعانون من سوء نوعية المياه الجوفية التي تحتوي على نسبة عالية من الملوحة والشوائب الضارة بالصحة.
وقد أدي هذا الوضع إلى تزايد حالات الإصابة بأمراض الفشل الكلوي وزيادة الأملاح في الجسم، مما يعكس تأثيرات سلبية ملموسة على الصحة العامة.
وتشير الشكاوى المقدمة من الأهالي إلى أن المياه المستخدمة في المنازل تعاني من تلوث ملحوظ وتفتقر إلى المعايير الصحية. يعبر المواطنون عن قلقهم البالغ إزاء الوضع الحالي، حيث أصبحت المياه الجوفية مصدرًا للمشاكل الصحية المتزايدة.
تقول أم أحمد، ربة منزل من الغنايم: “نستخدم المياه الجوفية في الشرب والطهي، لكننا نتخوف من تأثيرها على صحتنا وصحة أطفالنا”.
على الرغم من الشكاوى المتكررة من المواطنين بشأن هذه المشكلة، إلا أن الاستجابة من الجهات المعنية كانت بطيئة وغير فعالة. ورغم الوعود السابقة لتوصيل مياه النيل إلى مركز الغنايم، لم يتم تحقيق أي تقدم ملموس على الأرض حتى الآن.
الأمر الذي يثير تساؤلات حول مدى جدية الحكومة في معالجة هذه القضية الملحة. يقول سكان العمارة المجاورة لمركز المدينة: “نريد مياه صالحة للشرب، وليس لدينا خيارات أخرى. آباؤنا وأمهاتنا عانوا من أمراض فشل كلوي، ولا نريد أن نشهد نفس المصير”.
وفي وقت يواجه فيه المركز من تحديات خطيرة، قدم الأهالي مطالبات واضحة للجهات الحكومية بتوصيل مياه النيل إلى مركز الغنايم بشكل عاجل. يعتبر الكثيرون أن الحل الفوري يكمن في تغيير مصدر المياه إلى مياه النيل النقية، مما قد يسهم في تحسين مستوى الصحة العامة وزيادة جودة الحياة للسكان.
وفي حديث موقع “أخبار الغد” مع أحد خبراء المياه المحليين، أكد الدكتور أحمد رفعت: “المياه الجوفية في الغنايم ملوثة ولا تصلح للاستخدام الآدمي. التوصيل المباشر لمياه النيل هو الخطوة الأكثر منطقية لحل هذه الأزمة”.
وشدد على أهمية التصرف السريع من قبل المسؤولين لضمان عدم زيادة تفشي الأمراض المرتبطة بتلوث المياه.
تتطلب هذه المسألة تدخلًا فوريًا وفعالًا من الجهات المعنية في الدولة، حيث أن استمرار الوضع الحالي يُشكل تهديدًا مباشرًا لصحة المواطنين. إن توفير مياه شرب آمنة ونظيفة أمر ضروري، ولا ينبغي أن يُعتبر ترفًا، بل حقًا أساسيًا لكل مواطن.
وتستمر المناشدات من سكان الغنايم للحصول على مياه شرب نقية وصحية. إنهم يأملون أن يكون هناك حل عاجل لهذه المشكلة التاريخية، وأن يتم توصيل مياه النيل لمركزهم، لإنقاذ حياتهم وضمان سلامتهم.
وإن استجابة السلطات لهذه النداءات ستحدد ليس فقط صحة الأجيال الحالية، ولكن أيضًا مستقبل المجتمع بأسره