عربي ودولى

هجمات الأحد بين حزب الله وتل أبيب: هل تحقق توازن الردع؟

إسرائيل ولبنان يشهدان تصعيداً عسكرياً وسط مخاوف من حرب محتملة

تظل المنطقة الحدودية بين إسرائيل ولبنان ساحة تصعيد عسكري متواصل، حيث يتبادل الطرفان إطلاق الصواريخ والاتهامات بالاعتداءات. ورغم أن إسرائيل تحتفل بما تسميه “الضربة الاستباقية” لمواقع حزب الله، فإن الخبراء يعتبرون أن الطرفين ما يزالان ملتزمين بـ”الرد المتوازن” ولم يقدما تصعيدا يؤشر إلى قرب الحرب.

تعد الهجمات الجوية التي شنتها إسرائيل على مواقع حزب الله الأحد الماضي استجابة للتهديدات التي وجِهت من قبل الحزب، فيما رد الحزب بإطلاق مئات الصواريخ على أهداف إسرائيلية. وأعلن حزب الله أن الهجمات الإسرائيلية دمَّرت آلاف المنصات التابعة له، فيما أكدت إسرائيل أنها قصفت أهدافاً عسكرية تخص الحزب.

“نحن ملتزمون بالرد على أي اعتداء إسرائيلي، وسنستمر في الدفاع عن حقوقنا وأراضينا بكل الوسائل المتاحة لنا”، قال المسؤول الإعلامي لحزب الله، علي مهنا. “نحن لا نسعى إلى حرب جديدة، ولكننا مستعدون لمواجهة أي تهديدات.”

“إسرائيل ستستمر في الدفاع عن شعبها وأراضيها من التهديدات الإرهابية، وسنستمر في العمل على منع حزب الله من الحصول على أسلحة متطورة”، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، افيكو اديري. “نحن نأمل في استقرار الوضع والعودة إلى الهدوء، ولكننا مستعدون لمواجهة أي تحديات.”

حزب الله يطلق 320 صاروخا وإسرائيل تستهدف 200 موقع جنوب لبنان

أطلق حزب الله 320 صاروخا تجاه الأراضي الإسرائيلية فيما ردت إسرائيل بالاستهداف 200 موقعا جنوب لبنان، في تصعيد جديد للتوتر بين الطرفين.

تعتبر هذه التصعيد جزءا من المواجهات المتكررة بين إسرائيل وحزب الله، والتي تسببت في مخاوف من اندلاع صراع أكبر في المنطقة. وصف الخبير الأميركي ريتشارد وايتز الضربات الإسرائيلية بأنها “عادية ومكررة”، مشيرا إلى أنها جزء من الاستراتيجية الإسرائيلية لمنع حزب الله من تنفيذ عمليات ضدهم.

“إسرائيل تحاول إحباط أي تحرك لحزب الله وإيران للرد على الاغتيالات المنسوبة لإسرائيل في لبنان أو طهران”، قال وايتز، مدير مركز التحليل السياسي العسكري في معهد هدسون. “هذه الضربات هي جزء من سياسة إسرائيل لمنع حزب الله من تنفيذ عمليات ضد إسرائيل”.

إسرائيل تحبط هجوما لحزب الله وتدمر آلاف المواقع في تصعيد جديد للتوتر في المنطقة.

الجيش الإسرائيلي شن سلسلة من الغارات الجوية على مواقع حزب الله في لبنان، في محاولة لمنع إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية. وتقول إسرائيل إنها استهدفت آلاف المواقع العسكرية التابعة لحزب الله، مما أدى إلى تدميرها.

وبحسب الخبراء العسكريين، فإن الردع المتوازن الذي ظهر في استهداف حزب الله المراكز العسكرية المعلومة للحزب في الجبهة المقابلة، يشير إلى أن حزب الله ما زال يمتلك القدرة على تحقيق الردع المتوازن، رغم كل الاستعداد الإسرائيلي ورغم كل التقنيات التي أفادت إسرائيل من الوجود الأميركي في الأجواء.

“رغم كل هذا الاستعداد الإسرائيلي، ورغم كل التقنيات التي أفادت إسرائيل من الوجود الأميركي في الأجواء، ورغم العمل الاستباقي منذ أسبوعين حتى اليوم بكل الوسائل المدفعية والصاروخية والطيران والمسيرات الإسرائيلية، فإن حزب الله استطاع إرسال صواريخه التي تسمح بمرور المسيرات إلى هدفها؛ مما يعني أنه ما تزال لديه القدرة على تحقيق الردع المتوازن”، يقول العميد ناجي ملاعب، الخبير العسكري اللبناني.

حزب الله يحرز تقدمًا استراتيجيًا ضد إسرائيل: استنزاف قدرات وتدمير عتاد

يعتقد الخبير العسكري، العقيد مالك الكردي، أن حزب الله يمتلك قدرات تدفع إسرائيل إلى الحفاظ على ردودها في إطار “الرد المتوازن” حتى الآن. ومن هذه الوسائل، تخزين قدرات صاروخية كبيرة وطائرات مسيرة في مستودعات حفرها بعمق الجبال. يزيد هذا من قدرة الحزب على المواجهة والصمود أمام الضربات الإسرائيلية.

“يجعلنا نقول إن تأثير الضربات الإسرائيلية على الحزب، ما يزال محدودا، ولا أتصور أن تغامر إسرائيل بشن حرب على الحزب إلا بعد استمرار طويل في حرب الاستنزاف لإفراغ المنطقة من سكانها، ثم استخدام أسلحة غير تقليدية، ذات قدرة تدميرية كبيرة جدا لأنفاق حزب الله، وهي أسلحة مكلفة جدا لاقتصاد إسرائيل”، يقول العقيد الكردي.

من جهة أخرى، يرى الخبير العسكري أن هدف إسرائيل من ضرباتها لحزب الله هو “أن تستنزف قدراته، وتدمر له الكثير من العتاد والذخائر في المستودعات والعمق، وتقتل قياديين له؛ لإضعافه ولإحداث فوضى بين صفوفه، وإفقاد عناصره الثقة بحزبهم، وإفقادهم بالتالي الثقة في جدوى وقوع حرب برية مع إسرائيل”.

“رغم أن إسرائيل تجاوزت حدا من قواعد الاشتباك، لكن حتى الآن يمكننا القول إنها ما تزال في التزام نسبي بالرد المتوازن على ضربات الحزب”، يضيف العقيد الكردي.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button