أطفال الشوارع في مصر قنابل موقوتة : نظرة على الأسباب والحلول المُلحة
تحدث رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن، النائب عبد الهادي القصبي، مؤكدًا على أن عدد أطفال الشوارع في مصر لا يتجاوز 16 ألفًا و300 طفل. يأتي هذا في الوقت الذي يعيش فيه الأطفال في الشارع ليلاً ونهارًا باحثين عن مأوى وسلامة، سواء كانوا منفصلين عن أسرهم أو يتواجدون في الميادين.
تصنيفات أطفال الشوارع
تصنف هذه الفئة إلى قسمين رئيسيين: الأطفال المنفصلين عن أسرهم تمامًا، الذين قد يعيشون في الشوارع المزدانة بالفوضى أو الملاجئ المهجورة، وأولئك الذين يضطرهم ضيق الحال والظروف القاسية إلى العمل أو الإقامة المؤقتة في الشوارع، رغم ارتباطهم بأسرهم. الأولاد الذين يقضون ليالي أو معظم الأيام في الشارع بسبب الفقر أو العنف النفسي والجسدي داخل المنزل.
تحليل الظاهرة وأسبابها
فتح الدكتور عبد الرحمن عمران، الباحث في الشأن الاجتماعي، ملفات عديدة، مسلطًا الضوء على الأسباب التي تساهم في تفشي ظاهرة أطفال الشوارع. وأوضح أن انعدام القيم والأخلاق الدينية، بالإضافة إلى التفكك الأسري وارتفاع معدلات الفقر خاصة في المناطق الشعبية والعشوائية، هي من الأسباب الأساسية لانتشار هذه الظاهرة. كما أشار إلى أن الأزمة الاقتصادية تجعل بعض الأسر غير قادرة على توفير الاحتياجات الأساسية لأطفالها مما يضطرهم لدفع الأطفال للعمل في الشوارع لتأمين تلك المتطلبات.
حاجة إلى حماية حقيقية
أخبار الغد فتحت ملف أطفال الشوارع في مصر في ظل عدم وجود حماية حقيقة لهؤلاء الأطفال الصغار وأكدت على ضرورة الالتفات إلى مسألة حماية أطفال الشوارع في مصر. مع عدم وجود حماية حقيقية لهؤلاء الأطفال الصغار، تصبح الحاجة ملحة لتطوير برامج ومبادرات تهدف إلى إعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع، وتوفير مستقبل أكثر أمانًا لهم.
قال عمران إن هناك فئتان رئيسيتان لأطفال الشوارع في مصر. الفئة الأولى تعيش حياتها بالكامل في الشارع من الأكل والشرب إلى النوم وغير ذلك، وبعضهم يعمل في مهن متواضعة. علاقاتهم بأسرهم ليست منظمة وتكاد تكون منعدمة. أما الفئة الأخرى، فهي تعود إلى ذويها في نهاية اليوم، وهذه الفئة أقل خطورة من الفئة السابقة كما أنها أقل ضررًا على المجتمع.
استغلال أطفال الشوارع
لفت عمران النظر إلى أكثر الأمور خطورة في ظاهرة أطفال الشوارع، قائلاً: “أزمة أطفال الشوارع أنهم معرضون دائمًا للاستغلال. ففي فترة من الفترات، رأينا كيف تم استخدامهم والاتجار بهم سياسيًا في التظاهرات المختلفة، وكذلك استغلوا في ارتكاب أعمال العنف وتخريب الممتلكات العامة”.
الآثار الاجتماعية لظاهرة أطفال الشوارع
هذه الظاهرة ليست مجرد مشكلة في الشوارع بل هي مشكلة كبيرة تنعكس على المجتمع بأسره. أطفال الشوارع أكثر عرضة للانحراف والاستغلال الجنسي والجسدي، وهناك أيضًا جرائم الاتجار بالبشر التي قد يتعرض فيها الطفل للقتل وسرقة أعضائه. ذلك يزيد من نسب الجريمة على المدى البعيد ويزيد من الانحرافات الاجتماعية.
أطفال الشوارع يمكن أن يكونوا قنابل موقوتة نظرًا لما يعانونه من تربية الشارع ومشكلاته الهائلة. هم مشاريع مجرمين نظرا لما يعانونه، وهو ما يمكن استغلاله لزعزعة استقرار المجتمع مع زيادة معدل الجريمة والتسول والعنف. الحلول يجب أن تأتي من جميع عناصر المجتمع، بدءًا من التوعية إلى توفير الدعم والتأهيل النفسي والمادي لهؤلاء الأطفال.