تقارير

النحاس باشا الزعيم التاريخي للوفد..محطات حياتية في ذكرى وفاته

تحل اليوم 23 أغسطس، ذكرى وفاة الزعيم الوفدي مصطفى باشا النحاس، والذي رحل في 1965 عن عمر يناهز الـ86 عامًا، بعد أن قضى حياته كأحد أعمدة الحركة الوطنية والسياسية المصرية في عهد ما قبل ثورة يوليو 1952.

بداية تاريخ النحاس لم يكن لها جذور سياسية، فهو ابن لعائلة متوسطة بالغربية، وأُلحق بوظيفة في هيئة “التلجراف” وهو في عمر صغير، لكنه أظهر ملامح من الذكاء رشحته لأن يكمل تعليمه، وينال ليسانس الحقوق، ويبدأ سجلا وظيفيا بسلك القضاء.

رافق النحاس في مسيرته الوطنية لتخليص مصر من قبضة الاحتلال الإنجليزي، زعماء ومفكري الأمة، وعلى رأسهم سعد باشا زغلول، والذي كان من أقربهم إليه في منفاه، ولم تكن تلك المقدمات كافية بأن ينال النحاس زعامة الوفد بشكل تلقائي بعد رحيل سعد باشا.

مسيرته الحياتية

ولد النحاس باشا ١٥ يونيو ١٨٧٩ في سمنود الغربية، تعلم بمدرسة الناصرية ثم الخديوية الثانوية، وعندما أنهى المرحلة الثانوية بتفوق، التحق بكلية الحقوق محققا تفوقا فى جميع مراحله الدراسيه، وحصل على الليسانس 1900. عين قاضيا بالمحاكم الأهلية، وخدم بالسلك القضائى لفترة.

عندما بدأ سعد زغلول يؤلف الوفد المصري نوفمبر 1918 استعدادا للسفر إلى بريطانيا، كان النحاس أحد 3 من المنتمين إلى الحزب الوطني الذي وقع عليهم الاختيار ليكونوا ضمن أعضاء الوفد، ومنذ ذلك الوقت أصبح النحاس سكرتيرا عاما للوفد، وبعد وفاة سعد فى 23 أغسطس 1927 اجتمع الوفد، ووقع الاختيار على مصطفى النحاس رئيسًا لحزب الوفد، وأصبح منذ ذلك الوقت زعيما للأمة .

شكل النحاس وزارة مصر 7 مرات، كانت أولها 16 مارس 1928، وكانت ائتلافيه فلم تدم طويلا إذ انحلت بعد 3 أشهر من تكوينها، أما الوزارة الثانية فكانت فى يناير 1930، والثالثة فى 9 مايو 1936 ثم تشكلت الوزارة للمرة الرابعة أغسطس 1937، والخامسة فى 4 فبراير 1942، وجاءت الوزارة السادسة في 26 مايو 1942، وتشكلت الأخيرة فى 12 يناير 1950، وأقيلت فى 27 يناير 1952 على إثر حريق القاهرة يناير 1952.

خلال مسيرته الوطنية الحافلة كان النحاس مسؤولا عن المعاهدة المصرية البريطانية «معاهدة ١٩٣٦»، للمساهمة في حصول مصر على استقلالها. ألغى مصطفى باشا معاهدة 1936 في عام 1951، عندما تبين له أنها جاءت لصالح الإنجليز، وليس لصالح مصر، قائلًا في بيان له داخل مجلس النواب، والشيوخ بصفته رئيس وزراء مصر فى 8 يناير 1951: (من أجل مصر وقعت معاهدة 1936 ومن أجل مصر أطالبكم اليوم بإلغائها فهي غنم للإنجليز، وغرق لمصر وتم إلغاؤها بالفعل). اعتزل النحاس الحياة السياسية بعد ثورة يوليو ١٩٥٢.

 سـُجن النحاس هو وزوجته زينب الوكيل من ١٩٥٣ إلى ١٩٥٤، وتوفى ٢٣ أغسطس ١٩٦٥، عن عمر يناهز 85 عامًا، وودعته الجماهير في مشهد مهيب، وامتلأ ميدان التحرير بالجماهير التي جاءت تودعه من جامع عمر مكرم، إلى شارع طلعت حرب، وأقيمت الصلاة عليه في مسجد الحسين.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى