مقالات ورأى

أنور الرشيد يكتب : الرثاء ال 24 للمرحوم سامي المنيس

تمر علينا اليوم الذكرى الرابعة والعشرون لرحيل فارس الصحافة الكويتية والسياسي المرحوم سامي المنيس، ودأبت طوال السنوات الثلاثة والعشرون الماضية بأن أقدم له كشف حساب عن مجريات الأحداث السياسية عن السنة التي مضت بغضها وقضيضها.

هذا العام يا أبا أحمد عام كارثي، عام اتسم بالخطورة على أمن واستقرار الكويت -مع الأسف- وهذه حقيقة المسها ولا أبالغ بها فمن الناحية السياسية حدث ماكان غير متوقع وهو تعليق الحياة السياسية مما أدخلنا في حالة من عدم الاستقرار السياسي والنفسي ناهيك عن مرورنا بحالة غريبة لم تعهدها الكويت

منذ عقود وبالأحرى منذ عام 1938 فالسجون بها سجناء سياسيون ورأي وفي الخارج لدينا لاجئون سياسيون و-لأول مرة- بتاريخ الكويت يُصبح لدينا لاجئات كويتيات،

ورغم أن هذا الحدث تاريخي يحدث أول مرة إلا أن تجاهله يُشكل علامة فارغة في تاريخنا وتدل دلالة قاطعة على أن الوضع لايمكن أن يكون طبيعياً،

ولن أتحدث لك يا أبا أحمد عن الفساد ومدى استشرائه ولن أتحدث لك الاتجار في البشر الذي اخل بتركيبتنا الاسكانية

ولن أتحدث لك عن تقارير دولية صادرة عن مجلس حقوق الإنسان يُدين الكويت بإنتهاك حقوق الإنسان ولن أتحدث لك عن إقرار قوانين غير دستورية قيدت حُريتنا

ولن أتحدث لك عن سياسات تفكيك وتدمير التيار الذي أسسته وكنت أمينه العام وأصبح ينقاد بعد أن كان يقود وليسمح لي الزملاء بهذا لأن الوضع لا يمكن المجاملة به.

نعم رحلت عنا يا أبا أحمد ولكني لم أر أحداً على دربك سائر إلا للأمانة والتاريخ بعض الزملاء الذين كل يوم عن يوم يخفت صوتهم ولا ألومهم بذلك لأن الوضع بالنسبة لهم أصبح لايُطاق بتقديري إلا أني أرى الزميل الأستاذ صالح الملا لا زال رافعاً بيرق الوطن وهذا أمرا يبشر بخير وبارقة أمل نتمسك بها.

وأخيراً يا أبا أحمد الوضع صعب ويكتنفه الغموض ورغم سوداوية المشهد إلا أن الأمل لا زال يحدوني ويوخزني -كل صباح- ليقول لي ما أضيق العيش لولا بارقة الأمل،

ولاخيار لي يا أبا أحمد إلا أن أتمسك بدربك لأن ذلك الدرب هو من يمنحني الأمن والراحة ويشعرني بأني انقل الأمانة التي سلمتها لنا.
-رحمك الله- يا أبا أحمد وأسكنك فسيح جناته…

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى