مصر

رفضٌ جماهيري حول التوظيف الحكومي: كفاءات تُهمل ومحظوظون يتمتعون بالإعفاءات

في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة التي تعيشها مصر، تصاعدت الأصوات المُندّدة بنظام التوظيف في المؤسسات الحكومية.

حيث يتساءل العديد من المواطنين والمختصين عن معايير التوظيف المعمول بها، وكيف أن المحظوظين يحققون مكاسب على حساب الكفاءات التي تُظلم وتُهمل رغم وجودها.

هذا الأمر أثار جدلاً واسعاً وأدى إلى غضب شعبي متزايد، مما يستدعي التأمل في السياسات والثقافات المرتبطة بالتوظيف الحكومي.

استنكار شعبي:

أبدى الكثير من المواطنين استيائهم من آلية التوظيف الحالية، حيث قال علي حسن (35 عاماً)، موظف حكومي سابق: “إنه لأمر محبط أن تجد أشخاصًا غير مؤهلين يشغلون وظائف حكومية بينما الكثير من الكفاءات الحقيقية خارج منظومة العمل.

نحن بحاجة إلى آلية عادلة تعتمد على الكفاءة والجدارة.”

في حين أشارت سمية عبد اللطيف (29 عاماً)، خريجة جامعة تُعاني من البطالة، إلى أن “الوساطة والمحسوبية تُعدان العائق الرئيسي أمام الشباب مثلنا للحصول على فرص عمل. التعليم لم يعد كافيًا لتأمين وظيفة في القطاع الحكومي.”

أصوات المثقفين والمختصين:

تسود حالة من الاستياء لدى المثقفين والباحثين في مجال علم الاجتماع والاقتصاد، حيث أبدى الدكتور جمال فؤاد (أستاذ في علم الاجتماع) استنكاره للنهج القائم: “إن غياب الشفافية في نظام التوظيف يعمق من أزمة البطالة ويزيد من تدني الروح المعنوية،

لذلك يجب إعادة النظر في معايير التوظيف والتأكيد على الشفافية والمنافسة العادلة.” وقالت الدكتورة هالة النمس (خبيرة في إدارة الموارد البشرية): “يجب أن يتمتع الموظفون بالقدرة على تقديم قيمة حقيقية للمؤسسات الحكومية، ويجب أن تُعتمد معايير تقييم موضوعية تُركز على الكفاءات والخبرات بدلاً من العلاقات الشخصية.”

تجارب حقيقية:

هناك مئات التجارب اليومية، حيث تُعاني الكفاءات من ضغوطات غير منطقية. مثلًا، خالد إسماعيل (26 عامًا)، خريج كلية الهندسة، يقول: “تقدمت لحوالي 20 وظيفة حكومية ولم أتلق أي رد. في كل مرة أعرف أن شخصًا آخر تم توظيفه بفضل معرفة أو وساطة.”

وبينما توافق هالة العباسي (24 عامًا)، خريجة لغة إنجليزية، قائلة: “تقدمتُ لدورات تدريبية ودرست بجد، لكن حظي لا يزال سيئًا. لم أستطع إيجاد عمل رغم شهادتي.”

دعوة للإصلاح:

تتزايد المطالبات من التيارات الشعبية والنخب السياسية بإصلاح نظام التوظيف الحكومي.

حيث يُنظر إلى هذه الخطوة كجزء من جهود النهوض بالاقتصاد المصري وتحقيق العدالة الاجتماعية.

وقد اقترح العديد من النشطاء توسيع قاعدة الفرص المتاحة من خلال بوابات توظيف أكثر شفافية، تتضمن تقنيات حديثة لإجراء اختبارات تقييم شفاف وعادل.

المعوقات أمام الإصلاح:

مع ذلك، فإن الطريق نحو الإصلاح يبدو معقدًا. حيث تُشير التحليلات إلى أن الفساد والمحسوبية لا يزالان عائقين رئيسيين أمام تحسين نظام التوظيف.

ووفقًا لدراسات حديثة، فإن هناك حاجة ملحة لتطوير القوانين والسياسات التي تنظم هذا القطاع.

نظرة على المستقبل:

نجد أن أزمة التوظيف في المؤسسات الحكومية تعكس مشاكل أعمق في النظام الإداري والاقتصادي في مصر.

وإذا لم يتم اتخاذ خطط فورية لاستعادة الثقة وتفعيل معايير العدالة، فإن فقدان الكفاءات سيظل يؤثر على مستوى الإنجاز والإنتاجية داخل مؤسسات الدولة.

إخلاء المؤسسات الحكومية من طاقات الشباب

ولا يزال الغضب يتصاعد، وقد تكون النتائج المترتبة على هذه السياسات هي إخلاء المؤسسات الحكومية من طاقات الشباب الذين هم في أمس الحاجة إلى فرص عمل حقيقية.

فهل ستكون هناك خطوات جادة لإعادة الثقة وتحقيق العدالة في التوظيف؟ هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة، ولكن من المؤكد أن المواطن المصري يستحق أكثر من وعود دون تنفيذ.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى