حوادث وقضايا

سرقة كابل قصر ثقافة المنشأة بسوهاج: فضيحة جديدة تُعزز الفساد في وسط الصعيد الثقافي

تواصل حلقات الفساد والتهرب من المسؤولية في إقليم وسط الصعيد الثقافي، حيث يواجه قصر ثقافة المنشأة بسوهاج أزمة جديدة بفعل سرقة الكابل الكهربائي المغذي للقصر.

وتكشف هذه الواقعة عن عمق المشكلات التي تعاني منها الثقافة في المنطقة، وتثير غضب المواطنين والمختصين في المجال الثقافي.

وفي هذا السياق موقع “أخبار الغد” يستعرض آراء عدد من المواطنين والموظفين والمختصين حول تداعيات هذه الجريمة وكيفية معالجة الأزمة.

تفاصيل حادثة السرقة

تم اكتشاف سرقة الكابل الكهربائي يوم السبت الموافق 17 أغسطس الحالي، عندما أبلغ مدير قصر الثقافة، الورداني جلال، عن الحادث إلى ضياء مكاوي، رئيس إقليم وسط الصعيد الثقافي.

واستنكر أحد موظفي قصر ثقافة المنشأة بسوهاج “رفض ذكر أسمه” ما حدث، مؤكدًا أن السرقة تكشف عن حالة الإهمال التي يعاني منها القصر، والذي يُعدّ مركزًا ثقافيًا هامًا.

ويقول ذات الموظف في حديثه: “كنت أتوقع أن يأتي الدعم من المسؤولين، لكن الوضع ازداد سوءًا. بدلاً من اتخاذ إجراءات فعالة، طلب رئيس الإقليم من مدير قصر ثقافة المنشأة شراء كابل جديد على حسابنا”

ردود أفعال المواطنين والمختصين

أثارت الحادثة حالة من الغضب بين المواطنين، حيث تصاعدت الأصوات المطالبة بتحرك جاد لإنقاذ الثقافة في المنطقة.

وتقول سحر أحمد، موظفة حكومية: “المسؤولون يبدون بعيدين عن همومنا. الثقافات لا تُسرق بالسرقة المادية فحسب، بل تُسرق بالتجاهل والإهمال أيضًا”.

كما يقول أحمد رامي، مهتم بالشأن الثقافي: “القوانين التي تحمي المؤسسات الثقافية غير كافية، ويجب تغيير النظام ليشمل محاسبة أكثر صرامة للمتورطين في الفساد”.

التأثيرات السلبية على الثقافة

تشير الناشطة الثقافية، الدكتورة هالة عبدالرحمن، إلى أن “السرقة ليست مجرد حادثة عابرة، بل هي رسالة سلبية عن مدى الاهتمام بالثقافة في البلاد”.

تستعرض الدكتورة هالة الأثر النفسي والاجتماعي لهذا الإهمال، حيث تؤكد: “إذا استمر هذا الوضع، سنفقد الأمل في تطوير الثقافة والاهتمام بالجيل القادم”.

أهمية الثقافة والدور المجتمعي

يعتبر المثقفون أن الثقافة تُعدّ جزءًا أساسيًا من الهوية الوطنية، ويجب على الجميع العمل لحمايتها.

وتقول فاطمة جاد، فنانة تشكيلية: “لا يمكننا تجاهل أهمية الثقافة في بناء المجتمع. بمعزل عن الإهمال، يجب أن نصنع من الثقافة وسيلة لتعزيز الوعي والإنسانية”.

ويؤكد محمد يسري، أستاذ الأدب العربي، أن “وجود قصر الثقافة في المنشأة هو بمثابة شريان حياة للمواهب والمبدعين. لا يمكننا أن نترك هذه المؤسسات مُعرضة للإهمال والسرقات”.

المطالب والتحركات الشعبية

ويؤكد الكثيرون من المعنيين والمواطنين أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي تجاه هذا الوضع.

ويقول محمود طه، أحد الناشطين الاجتماعيين: “نحتاج الآن أكثر من أي وقت مضى إلى تحركات شعبية للدفاع عن حقوقنا الثقافية. سيكون لدينا وقفة أمام قصر الثقافة، ولن نسمح للفساد بأن يقضي على أحلامنا”.

كما تشير سعاد حمدي، ناشطة ثقافية: “يجب على المجتمع المدني أن يتبنى حملة توعوية لأهمية الثقافة وكيفية المحافظة عليها في وجه الفساد”.

دور الإعلام

لا يمكن إنكار الدور الحيوي الذي تقوم به وسائل الإعلام في كشف الفساد والتسلط على اهتمام المجتمع وتمكينه.

حيث أكد عماد الجبالي، ناشط ثقافي: “يجب أن نرفع أصواتنا وننقل معاناة المثقفين والمشتغلين في الثقافة، لذا نحتاج إلى تغطية دقيقة للأحداث وتعزيز الوعي العام”.

وضع خطة عمل لتحسين الوضع

يمكن أن تكون هناك فرصة لتحسين الوضع اذا ما توفرت الإرادة السياسية. يوصي الخبراء بضرورة وضع خطة عمل لتعزيز إدارة المؤسسات الثقافية وتفعيل المساءلة.

ويقول الدكتور علي زكريا، أستاذ الإدارة الثقافية: “يجب إطلاق مبادرات تشجع المجتمع على المشاركة في صيانة وإدارة المؤسسات الثقافية. إذا وُجدت الإرادة، نستطيع تحويل الأمور لصالحنا”.

الفساد يواصل انتصاره: سرقة كابلات قصر ثقافة المنشأة تضرب الثقافة في سوهاج

بينما تستمر تداعيات حادثة سرقة كابل قصر ثقافة المنشأة، تبدو الصورة معقدة إزاء واقع التجاهل الذي تطبعه مؤسسات الدولة الثقافية.

وإن غضب المواطنين والمختصين يعد دعوة ملحة لاستعادة الحقوق الثقافية وبناء حراك مجتمعي قادر على مواجهة الفساد.

علينا أن نكون حذرين من الاستسلام لليأس، ونستثمر في الفنون والثقافة، فهما السلاح الأقوى في وجه كل الأزمات،

مما يجعلنا مستعدين لمواجهة كل التحديات التي قد نعترضها في رحلة الحفاظ على هويتنا الثقافية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى