القاهرة التاريخية: بين حلم التطوير وهواجس الإزاحة
تسعى محافظة القاهرة جاهدة لتحويل القاهرة التاريخية إلى متحف مفتوح، حيث صرح المحافظ بأن هناك جهوزية لتطوير المناطق التاريخية مثل باب النصر وباب زويلة ومحيط القلعة.
ويستعرض موقع “أخبار الغد” آراء المواطنين والمختصين حول هذه الخطط، والقلق الذي يساور البعض تجاه عملية التنفيذ وآثارها.
رؤية المحافظ
أكد محافظ القاهرة أن خطط التطوير تهدف إلى إزالة التعديات والتشوهات البصرية التي تؤثر سلبًا على جمالية العاصمة.
ويقول المحافظ: “نعمل على إحياء التاريخ وترسيخه من خلال جذب الاستثمار السياحي، وهذا يتطلب جهودًا متكاملة من جميع المؤسسات”.
آراء المواطنين
بينما يؤيد البعض هذه الخطط، يبدي آخرون مخاوفهم. وتقول سعاد محمد، ربة منزل تعيش بالقرب من باب زويلة: “نحتاج للتطوير، ولكن يجب أن يتضمن الحفاظ على تراثنا. لا نريد أن نشهد إزاحة للمجتمع المحلي”.
وفي تصريح آخر يجسد بعض الآراء الرافضة، يقول كريم سعد، صاحب محل تجاري: “نحن لا نعرف ما إذا كانت إزالة التعديات ستؤدي إلى فقدان الكثير من المحلات الصغيرة. يجب مراعاة مصالحنا قبل اتخاذ أي قرارات”.
المختصون والنقاد
يتفق العديد من المختصين على أهمية تطوير المناطق التاريخية ولكنهم يدعون إلى مراعاة الجوانب الاجتماعية.
وتقول الدكتورة نجلاء حمدي، أستاذة العمارة: “من الضروري أن يشتمل المشروع على إشراك المجتمع المحلي في اتخاذ القرارات. ويجب أن يشعر السكان أنهم جزء من هذه العملية”.
كما يشير المهندس سامي الجبالي إلى أن “التطوير يجب أن يكون مستدامًا ويأخذ في اعتباره الأبعاد الاجتماعية والثقافية. يجب ألا يكون مجرد تجميل سطحي”.
قلق من عمليات الإزالة
تُظهر التحذيرات من بعض المحللين أن عمليات إزالة التعديات قد تؤدي إلى فقدان الهوية الثقافية للمنطقة.
ويقول الدكتور عادل النمس، خبير في التراث الثقافي: “إذا لم تكن هناك مخطط واضح لكيفية التخطيط الحضاري، فسنفقد جزءًا كبيرًا من تاريخنا”.
فرص الاستثمار السياحي
بينما تثير خطط المحافظة الجدل، لا يزال البعض يأمل في تحقيق فوائد اقتصادية. وتقول ليلى فوزي، ناشطة سياحية: “إذا تم تنفيذ هذه الخطط بشكل صحيح، يمكن أن تعود بفوائد كبيرة على السياحة في المنطقة. نحن بحاجة إلى دعم السياحة الداخلية والخارجية”.
تطوير على المدى الطويل
يشدد الكثيرون على أهمية التفكير في التطوير على المدى الطويل. وينوه أحمد مصطفى، موظف حكومي بالقول: “يجب أن نتأكد من أن هذه المشاريع ليست لمرة واحدة، بل تأتي ضمن رؤية شاملة لإحياء القاهرة التاريخية”.
نحو مستقبل أفضل للقاهرة التاريخية
مع استمرار الحوار حول كيفية تطوير القاهرة التاريخية، تبقى الأصوات المنادية بالتوازن بين التنمية والحفاظ على التراث الثقافي مسموعة.
ويجب أن يجد الحل الأمثل طريقه للمزج بين تطلعات المحافظة وحقوق المواطنين، مع الحفاظ على هوية المدينة العريقة.
وتظل مسؤولية الجميع، حكومة ومواطنين ومختصين، في بناء القاهرة كموطن للثقافة والتاريخ وأيضًا كمركز حضاري حديث.
ويمكن أن يكون التحول إلى متحف مفتوح خطوة جادة نحو المستقبل، لكن يتطلب التعاون والالتزام الحقيقي من جميع الأطراف لتحقيق ذلك.