تقارير

البيئة في خطر: تلوث الهواء ومياه الصرف يهددان صحة المصريين

أصبح تلوث الهواء في مصر نتيجة للعديد من العوامل الضارة، مما يُشكّل خطرًا حقيقيًا على صحة المواطنين.

والتقرير الجديد الذي أصدرته وزارة الصحة يحمل تحذيرات خطيرة حول مستويات تلوث الهواء وتأثيرها المباشر على البشر.

كذلك، يؤثر استخدام مياه الصرف الصحي في الزراعة بشكل مقلق على صحة المواطنين والمحاصيل، لا سيما في مناطق الدقهلية والقليوبية.

وفي هذا السياق، يستعرض موقع “أخبار الغد” آراء المواطنين، المختصين، والمهتمين بالشأن البيئي.

تلوث الهواء في مصر .. أرقام وحقائق

تشير التقارير إلى أن مصر تعاني من معدلات تلوث هواء مرتفعة، إذ يعتبر سكان القاهرة من بين الأكثر تعرضًا لتأثيرات تلوث الهواء في العالم.

وتقول دكتورة هالة رئيس، أستاذة البيئة،: “تلوث الهواء في مصر بلغ مستويات تجعل الكثيرين عرضة لأمراض التنفس والقلب. ونحن بحاجة إلى اتخاذ إجراءات جادة للحد من هذا التلوث”.

في استطلاع رأي أجرته إحدى المؤسسات البحثية، أبدى 75% من المشاركين قلقهم من تأثير التلوث على صحتهم.

ويقول علي جاد، طالب جامعي: “أشعر دائمًا بالتعب والصداع، وأعتقد أن السبب هو هواء القاهرة الملوث. كيف يمكن للحكومة أن تسمح لهذا الوضع أن يستمر؟”.

الزراعة بمياه الصرف وأثرها على المحاصيل

انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة استخدام مياه الصرف في الزراعة، خاصة في مناطق الدقهلية والقليوبية.

ويشير الفلاحون في تلك المناطق إلى أن المياه المستخدمة ليست آمنة. ويقول أحمد حسني، مزارع في القليوبية: “نضطر لاستخدام مياه الصرف لري المحاصيل لأنه لا يوجد خيار آخر. لكننا نشعر بالقلق من تأثيرها على صحة عائلتنا”.

بينما يقول محمود عبد الله، خبير زراعي: “استخدام مياه الصرف في الزراعة له تأثيرات صحية جسيمة.

ونحن نتحدث عن ملوثات يمكن أن تنتقل عبر المحاصيل إلى الناس، مما يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة”.

الحكومة وإجراءات التخفيف من التلوث

تُظهر تقارير الحكومة أن هناك جهودًا لمكافحة تلوث الهواء والحد من آثار استخدام مياه الصرف في الزراعة.

ولكن الكثير من المواطنين يشككون في كفاءة هذه الإجراءات. تقول سلمي خالد، ربة منزل: “نسمع عن خطط الحكومة، لكننا لا نرى نتائج على الأرض. والوضع كما هو، بل أسوأ في بعض الأحيان”.

ويؤكد الدكتور سامي زكريا، عالم بيئي، أن “الحلول تتطلب رؤية شاملة واجتماعية بيئية، حيث يجب أن تشمل توعية المواطنين ودعم المزارعين بطرق أخرى للري”.

آثار التلوث على الصحة العامة

يؤدي تلوث الهواء واستخدام مياه الصرف في الزراعة إلى زيادة الأمراض المختلفة.

ويقول الدكتور عادل يوسف، طبيب مختص: “رأينا زيادة في مرضى الربو والتهابات الرئة لدى سكان المناطق الملوثة.

كما أن الأمراض الناتجة عن استهلاك المحاصيل الملوثة بمياه الصرف تمثل رعبًا صحيًا”.

ويشير فاروق سالم، أحد المتضررين،: “أُصبت بمرض في الكلى بسبب تناول غذاء ملوث، ولا أستطيع تصديق أن هذا يحدث في بلدي. نحن بحاجة إلى حلول جذرية”.

دور المجتمع المدني

ومن أجل التصدي لهذه التحديات البيئية، يلعب المجتمع المدني دورًا حيويًا. وتقول نجلاء عزيز، ناشطة بيئية: “يجب أن يكون للمنظمات دور في إنشاء حملات توعية واستراتيجيات لتطهير المياه والتقليل من التلوث. إذا لم نتجه لهذا الاتجاه، فسوف نواجه كارثة”.

تُعبر حليمة منصور، منظمات غير حكومية، عن حاجة المجتمع للمشاركة في تطوير الحلول البيئية: “يجب أن نكون صوتًا للمشاكل البيئية لنصل إلى جهات اتخاذ القرار. نحن بحاجة إلى العمل معًا”.

تأكيد على الحاجة للتغيير

تظل الدعوات لتحسين الأوضاع البيئية قائمة. يصرح محمد رشدي، ناشط إعلامي: “التلوث البيئي لا يدمر صحتنا فقط، بل يؤثر أيضًا على مستقبل الأجيال القادمة. يجب أن تتخذ الحكومة خطوات فعلية لتغيير الوضع”.

يجب أن تتضمن الاستراتيجيات الحكومية تحسين جودة الهواء ورفع الوعي حول مخاطر زراعة المحاصيل باستخدام مياه ملوثة. التساؤلات حول كيفية الاستجابة لهذه التحديات ستظل قائمة.

صرخات المصريين ضد تلوث الهواء والزراعة بمياه الصرف

تشكل قضايا التلوث البيئي باستخدام مياه الصرف وتلوث الهواء تهديدات حقيقية لصحة المواطنين.

ويتطلب الوضع تحركًا فوريًا وفعالًا من الأطراف المعنية كافة. من الحكومة إلى المجتمع المدني، الغرض واحد: حماية صحة الأجيال الحالية والمستقبلية من آثار التلوث.

إن الأمل يكمن في التغيير، ومع وجود أفراد واعيين ومبادرين لتحقيق ذلك الهدف، يمكن لمصر أن تسير نحو بيئة أكثر أمانًا وصحة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى