أحزاب

الرفض يخيم على الوفديين: مبادرة “معًا لإنقاذ الوفد” مفخخة بالمخاوف

في خضم الأجواء السياسية المتوترة داخل حزب الوفد، أثارت مبادرة “معًا لإنقاذ الوفد” التي أطلقها محمود علي، عضو الهيئة العليا للحزب سابقاً، جدلاً شديدًا ورفضًا واسعًا بين القواعد الوفدية.

وتأتي هذه المبادرة بعد العديد من الانتقادات التي وُجهت إلى محمود علي، حيث تتهمه بعض الأوساط بمحاولة العمل لمصالح شخصية.

ويستعرض موقع “أخبار الغد” آراء بعض الوفديين حول هذه المبادرة والتداعيات المتوقعة لها، بالإضافة إلى خلفيات المشهد السياسي المحيط بها.

الخلافات تعصف بالحزب

يقول ياسر محمد، أحد أعضاء الوفد المخضرمين، “المبادرة ليست جديدة، بل تأتي في إطار محاولات للتلاعب بمصالح الحزب. ونرى أن هناك تحركات مبهمة ترتبط باسم الدكتور هاني سري الدين، وهو ما يثير شكوكي”.

وتضيف هالة منصور، ناشطة في صفوف الوفد: “الحزب يحتاج إلى إعادة هيكلة حقيقية وليس مبادرات تهدف إلى رفع أسماء وصناعة قيادات جديدة على حساب الأعضاء”.

الشكوك والتاريخ المُعقد

تعود الشكوك إلى عام 2010، حينما عانت قيادة الحزب من صراعات داخلية مخجلة.

ويقول أسامة رجب، أحد أنصار تأييد البقاء على المبادئ: “محمود علي كان أحد الأسباب الرئيسية وراء سقوط الدكتور محمود أباظة أمام الدكتور السيد البدوي في انتخابات نزيهة لرئاسة الحزب.

التخوف من تصعيد هاني سري الدين

وتتباين الآراء حول تأثير نجاح هذه المبادرة على مستقبل الحزب. حيث يُتوقع البعض أن تؤدي إلى تصعيد الدكتور هاني سري الدين إلى رئاسة الحزب، وهو ما يعتبر تهديدًا واضحًا لهوية الوفد التاريخية.

ويقول مصدر رفيع المستوي في حزب الوفد: “رئيس الحزب يجب أن يكون صورة واضحة عن توجهاته، وليس شخصًا يظل مرتبطًا بمصالح شخصية. ونحن نريد من يقودنا بتحكم ووضوح”.

الرسائل المتبادلة

أحد أنصار محمود علي، والذي فضل عدم ذكر اسمه، وجه رسالة إلى أعضاء الهيئة العليا جاء فيها: “يجب أن نتخلى عن أساليب الهدم، ونعمل معًا من أجل إنقاذ الحزب”.

وعلى الرغم من أن هذه الرسالة تعكس رغبة في الوحدة، إلا أن الشكوك ما زالت تسيطر على نفوس العديد من الوفديين.

ويعتبر أحمد لطفي، الذي يعتبر من الأصوات الشابة في الحزب، أن “المبادرة تحتاج إلى إعادة تقييم من الأساس.

وإذا كانت تهدف إلى تعزيز بالرؤى والمقترحات، فلا مانع، لكن إن كانت تهدف إلى إزاحة بعض القوى القائمة أو مفاوضاتها لتحقيق مصالح شخصية، فلن نقبل ذلك”.

دعوات للتغيير الحقيقي

وفي ظل هذا التوتر، يواصل العديد من الأعضاء طرح أفكار لتغيير حقيقي داخل الحزب، ويقول صلاح كامل، ناشط سياسي: “نحتاج إلى حوار شامل ومفتوح يناقش مشاكل الحزب بعيدًا عن الشخصيات. لا يكفي أي طرح لنعيد الحيوية إلى الوفد، بل يجب أن نلتزم بتوجهات واضحة تعزز الانتماء”.

جسر الثقة بين الأعضاء

يثير الخلاف الداخلي تحديًا كبيرًا لطبيعة الوفد، والذي يظل بحاجة إلى تعزيز الثقة بين أعضائه لتجاوز هذه الأزمات.

ويقول فارس البيومي، أستاذ جامعي ومحلل سياسي: “بدون جسر من الثقة والشفافية، أي جهود لإنقاذ الحزب ستبقى محبطة وغير مثمرة. كل الخطوات يجب أن تكون بمشاركة حقيقية من الأعضاء وليس مجرد دعوات فردية لأشخاص”.

مبادرة وهمية تفتح باب الجدل حول سري الدين

تشهد أروقة حزب الوفد حالياً صراعًا مبكرًا على رئاسة الحزب، حيث يصف الوفديون المبادرة الأخيرة بـ “الوهمية” معتبرين أنها دعاية مبكرة لتعزيز موقف سري الدين للوصول إلى كرسي رئاسة الحزب.

نحو الوفد الجديد

تظل مبادرة “معًا لإنقاذ الوفد” محاطة بالجدل والشوك، وقد تعكس المخاوف الجسيمة من تحويل الحزب إلى مسار بعيد عن قيمه وتاريخه.

وإن الإصرار على رؤية موحدة مع استبعاد المصالح الشخصية قد يمثل الطريق الوحيد نحو منطقة أكثر أمانًا.

يبدو أن الوفديين يتطلعون إلى حالة من الشفافية والمشاركة الفعّالة، وإنقاذ حزبهم من العواصف التي تلوح في الأفق.

وهذا هو وقت العمل من أجل الوفد، وليس مجرد تحسين صورة لبعض الأشخاص. دعم الحزب يعني دعم القيم، والالتزام بالعمل من أجل مصلحة جميع أفراده.

المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى