ارتفاع أسعار الأدوية: صرخات المواطنين تنادي بإنقاذ صحة المرضى
تتوالى الأنباء عن الارتفاعات المتزايدة في أسعار الأدوية، حيث أعلنت شعبة الأدوية عن زيادة أسعار 1600 صنف من الأدوية اعتبارًا من الشهر المقبل.
وهذه الارتفاعات أثارت غضب المواطنين في مصر، ويدق موقع “أخبار الغد” ناقوس الخطر حول المتاجرة بحياة المرضى وصحتهم،
مما جعل العديد من المهتمين بالشأن الصحي يستنكرون هذه الارتفاعات ويعبرون عن مخاوفهم.
صدمة الزيادة
تعيش البلاد حالة من الإحباط بعد ورود أنباء حول ارتفاع أسعار الأدوية مرة أخرى. ويقول محمد عبد الله، موظف حكومي في الأربعين من عمره: “لا يكفي ارتفاع أسعار الغذاء والسلع الأساسية، ليظهر لنا الآن ارتفاع جديد في أسعار الأدوية. من الذي سيستطيع تحمل ذلك؟”.
أما سلوى فؤاد، ربة منزل، فتقول بشكل قاطع: “الأدوية ليست ترفاً، إنها ضرورة حيوية. نحن في وضع سيء جدًا، والمرضى هم من يدفعون الثمن”.
صوت المهنة
مع الزيادة الجديدة المعلن عنها، أطلق عدد من الأطباء والمختصين في المجال الصحي تحذيرات من التأثير السلبي لهذه الزيادات على صحة الناس.
وتقول الدكتورة ندى إسماعيل، طبيبة متخصصة: “هذه الزيادة ستؤدي إلى تدهور كبير في صحة المرضى، حيث لن يتمكن الكثير منهم من الحصول على أدويتهم”.
وتعبر عن قلقها من أن بعض المرضى سيضطرون للبحث عن بدائل غير مضمونة أو تقليل الجرعات، مما يعرض حياتهم للخطر.
وتضيف الدكتورة ندى: “صحة المواطن يجب أن تكون أولوية، ولا يجب أن تكون الأدوية مصدر ربح تجاري”.
المتاجرة بحياة المرضى
تستمر حالة الغضب في التفشي، حيث يتساءل الكثيرون عن أسباب هذه الزيادات المستمرة.
ويقول أحمد حافظ، مختص اقتصادي: “عندما نتحدث عن ارتفاع أسعار الأدوية، فنحن نتحدث عن المتاجرة بحياة المرضى.
وأصبحت الأدوية وسيلة لتحقيق أرباح طائلة على حساب صحة الناس، وهذا لا يمكن السكوت عنه”.
ويشير إلى أن الحكومة يجب أن تتدخل بشكل أكبر لضبط هذا السوق، وتنظيم أسعار الأدوية بشكل يضمن حقوق المواطنين. “يجب أن يكون هناك استراتيجية واضحة لدعم الأدوية الأساسية، ليتمكن المواطنون من الحصول عليها بلا عناء”.
صرخات الآباء والأمهات
لم يكن تأثير زيادة الأسعار محصورًا فقط في الأفراد، بل شمل حتى الأسر بأكملها. وتقول فاطمة علي، أم لطفلين يعاني أحدهما من مرض مزمن: “كلما زادت الأسعار، زادت الأعباء المالية علينا. كيف لنا أن نؤمن الأدوية اللازمة لصحة أطفالنا؟”.
بينما يروي السيد عزيز، وهو أب لثلاثة أبناء ويعاني من مرض مزمن، كيف أثر هذا الوضع على حالته النفسية: “أشعر بالخوف من عدم القدرة على تلبية احتياجات أولادي. وهذه الضغوط تؤثر على صحتنا النفسية أيضًا، لا يمكننا العمل بشكل طبيعي عندما يكون لدينا هذا التوتر”.
تعبيرات الفوضى في السوق
تشير بعض التقارير إلى أن الأدوية التي تم الإعلان عن ارتفاع أسعارها تشمل بعض الأدوية الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها.
ويقول الدكتور سامي جلال، مختص في تحليل السوق الصيدلاني: “زيادة الأسعار في هذه الأنواع من الأدوية قد تؤدي إلى تعقيد الموقف وتوسيع الفجوة بين الأغنياء والفقراء”.
ويضيف: “الأسواق تحتاج إلى تنظيم وتحكم أفضل، وعلى الحكومة أن تلعب دورها في حماية المواطنين. ليس هناك مبرر منطقي لزيادة الأسعار بهذا الشكل المتصاعد”.
الآراء الشعبية تتوالى
تناولت وسائل التواصل الاجتماعي ضجيج هذا القرار وكانت الآراء غالبيتها تعكس استياءً عامًا. كتب أحد النشطاء: “هل سنظل صامتين أمام هذه الانتهاكات؟ فالأدوية ليست مجرد منتج يمكن التحكم بأسعاره حسب العرض والطلب، بل هي حق إنساني يحتاجه كل مريض”.
وساهمت هذه التعليقات في دفع المواطنين للتعبير عن غضبهم عبر التظاهرات والاعتصامات التي تطالب بالحد من ارتفاع أسعار الأدوية.
الأدوية والحقوق الأساسية
تجدر الإشارة إلى أن حق الحصول على الأدوية الأساسية هو حق من حقوق الإنسان. ويقول الدكتور يحيى سامي، مختص حقوق الإنسان: “من الصعب السكوت عن حق المواطن في الصحة عندما نرى هذه الارتفاعات.
يجب أن تعمل الحكومة على خلق إطار عمل واضح يضمن تأمين الأدوية بأسعار معقولة”.
ويشدد الدكتور يحيى على ضرورة التعاون بين الحكومة والمجتمع المدني لحماية حقوق جميع المواطنين، خاصة الأكثر عرضة للأزمات الصحية.
دعوة إلى العمل العربي
الأمر الذي يجب أن نستوعبه جميعًا هو أن هذه القضية ليست محصورة في مصر فقط، بل تشمل جميع الدول العربية.
ويقول ممدوح عادل، صحفي ومراقب للأوضاع الصحية في العالم العربي: “نحتاج إلى حوار عربي شامل حول كيفية التعامل مع قضايا ارتفاع أسعار الأدوية.
إذا كانت حكوماتنا لا تستطع التعامل مع هذا الأمر، يجب على الشعوب أن تكون لها كلمة في ذلك”.
أسعار الدواء: أزمة إنسانية تتطلب حلاً عاجلاً
تزداد حالة الإحباط والقلق على الصحة العامة مع كل ارتفاع جديد لأسعار الأدوية. من المهم أن يتفاعل القطاع الحكومي مع أصوات المواطنين والمختصين في هذا الشأن، فالأدوية حق من حقوق الإنسان، ولا ينبغي أن يكون الحصول عليها عبئًا إضافيًا على المرضى وأسرهم.
فتسليط الضوء على قضية أسعار الأدوية يجب أن يكون بداية لحوار مفتوح وفعّال يؤدي إلى إصلاحات حقيقية وملموسة تضمن حصول الجميع على الأدوية اللازمة دون عناء.
ولا يمكننا الاستمرار في التعايش مع هذا الواقع المؤلم، ونحن بحاجة إلى خطوات جادة ودقيقة لحماية صحة المواطن المصري.