عبدالمجيد تبون: مصر منعت الجزائر من التدخل العسكري في غزة
أعرب الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون عن أمله في تقديم دعم عسكري للفلسطينيين، مؤكدًا في تصريحات صحفية أن الجزائر كانت ترغب في دعم القضية الفلسطينية بشكل أكبر، غير أن هناك قيودًا دبلوماسية حالت دون ذلك.
وتحدث الرئيس تبون عن تقديره للدور الذي لعبته مصر في منع أي تدخل عسكري جزائري محتمل في قطاع غزة.
جاءت تصريحات تبون في خضم تصاعد التوترات في المنطقة بعد الأحداث الأخيرة في غزة، حيث تعاني الأراضي الفلسطينية من تبعات العدوان المتكرر.
وقد أكدت الجزائر، التي لطالما دعمت حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، أن دعمها سيكون ضمن إطار الالتزام بالأسس الدبلوماسية والاحترام التام للسيادة الوطنية.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم في قصر المرادية، قال تبون: “مصر كانت دائمًا عنصر استقرار في المنطقة، وقد لعبت دورًا حاسمًا في التهدئة والحد من أي تصعيد عسكري قد يؤدي إلى مزيد من الدماء”.
وتابع: “على الرغم من رغبتنا في تقديم الدعم العسكري، إلا أن الوضع الحالي يتطلب منا التحلي بالحكمة وتحديد خطواتنا بعناية، خاصة في ظل الأوضاع السياسية الحساسة في المنطقة”.
وعبّر الرئيس الجزائري عن قلقه العميق إزاء معاناة الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الجزائر تعتزم الحصول على دعم دولي أكبر لقضية فلسطين من خلال تحركات دبلوماسية نشطة. كما دعا المجتمع الدولي إلى ضرورة العمل على إيجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية.
تحظى العلاقات الجزائرية المصرية بالتقدير في الساحة العربية، حيث تلتقي رؤية البلدين بشأن أهمية الدعم العربي للفلسطينيين.
وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر قدمت دعمًا طويل الأمد للقضية الفلسطينية، سواء من خلال توفير المساعدات الإنسانية أو المواقف السياسية.
بالرغم من حقيقة أن الجزائر تمتلك القدرة على تقديم المساعدة العسكرية، إلا أن الرئيس تبون كان واضحًا في أن توفير هذا النوع من الدعم يجب أن يكون محكومًا بمبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
وأوضح: “علينا كجزائريين العمل بروح التضامن العربي، ولكن في إطار القانون الدولي والاحترام المتبادل”.
كما تحدث تبون عن أهمية تعزيز التضامن العربي ودعم الوحدة الوطنية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الوقت قد حان لتجاوز الخلافات الداخلية الفلسطينية والعمل نحو تحقيق أهداف مشتركة من أجل حرية الشعب الفلسطيني.
إلى جانب ذلك، شهدت الساحة الجزائرية ردود فعل متباينة على التصريحات السابقة. فقد أكدت مجموعة من السياسيين والمحللين أن توقيت الإعلان مهم، مؤكدين على أهمية تجنب التصعيد والحفاظ على استقرار المنطقة.
وتبقى الجزائر ملتزمة بدعم القضية الفلسطينية ولكن مع التركيز على الحلول الدبلوماسية والتعاون البناء بين الدول العربية، مما يفتح المجال أمام فرص جديدة للمبادرات العربية تجاه الوضع الفلسطيني.