100 ألف فلسطيني في مصر: واقع معقد في ظل أزمة اقتصادية خانقة
تعيش نحو 100 ألف فلسطيني في مصر، العديد منهم هربوا من غزة ليستقروا في البلاد، في ظل ظروف معقدة وصعبة تتطلب اهتمامًا عاجلاً من السلطات المصرية والمجتمع الدولي.
ودفع هؤلاء الفلسطينيون، الذين فروا من النزاع والضغط المستمر في مناطقهم، آلاف الدولارات لشركة “هلا” بهدف الخروج من غزة، لكنهم وجدوا أنفسهم في وضع حرج، حيث يعيش الكثيرون منهم بلا وثائق إقامة رسمية.
يعاني هؤلاء الفلسطينيون من صعوبة كبيرة في تسجيل أبنائهم في المدارس، مما يعني أن جيلًا كاملًا من الأطفال يعيش في فوضى تعليمية، مما يهدد مستقبلهم.
والأمهات مثل فاطمة القناص، التي انتقلت من غزة إلى القاهرة مع أطفالها الثلاثة، تقول: “أريد فقط رؤية أولادي يتعلمون ويستقبلون فرصة لحياة أفضل، لكن النظام هنا يجعل ذلك مستحيلًا”. هذه الشكوى تتصدى من قبل العديد من الأسر الفلسطينية التي تعاني من نفس المشكلة.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه الفلسطينيون في مصر عقبات جمة في الحصول على وظائف. يعتبر العديد منهم عاطلين عن العمل، ويكافحون لتلبية احتياجاتهم الأساسية في بلد يعاني أيضًا من أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود.
ويقول أحمد السقا، فلسطيني يعيش في القاهرة: “نحن لا نطلب الكثير، فقط فرصة للعمل وكسب لقمة العيش. الوضع هنا صعب للغاية، والفرص نادرة”.
نتيجة لذلك، يعيش هؤلاء الفلسطينيون في دوامة من الفقر والعوز، محصورة في منطقة غير مستقرة لا تضمن لهم أي حقوق أو حماية.
ويقول أحد النشطاء الحقوقيين: “يجب أن تتحمل الحكومة المصرية مسؤولياتها تجاه هؤلاء اللاجئين. لا يمكن تحويلهم إلى أرقام في نظام مدني يعاني من عدم الاستقرار”.
وفي الوقت الذي تعاني فيه مصر من أزمات اقتصادية متراكمة، تعتبر حالة الفلسطينيين واحدة من الأبعاد الإنسانية التي تتطلب مساعدة فورية. تزايد حالات انعدام الأمن الغذائي وارتفاع الأسعار جعل الأمر أكثر تعقيدًا، مما يتطلب اهتمامًا حكوميًا ودوليًا أكبر.
لكن، على الرغم من الظروف القاسية، تراهن أسر فلسطينية على التكيف والعمل من خلال تشكيل مجتمعات صغيرة تتعاون مع بعضها البعض. توفر بعض المنظمات غير الحكومية مساعدات عاجلة للفلسطينيين مثل الطعام والملابس، بينما يدعو النشطاء إلى توفير فرص العمل وبرامج التعليم للأطفال.
تسعى بعض المنظمات إلى التحدث باسم الفلسطينيين في القاهرة، مثل “جمعية الأمل”، التي أطلقت العديد من المبادرات لدعم الفلسطينيين من خلال توفير دروس تعليمية وتوزيع المساعدات الغذائية.
وتقول مديرة الجمعية، سارة العزاوي: “نحن نعمل جاهدين لتحسين ظروف هؤلاء الفلسطينيين في مصر. التعليم هو المفتاح لمستقبلهم، ونحاول تقديم الدعم الممكن”.
إن واقع هؤلاء الفلسطينيين في مصر يسلط الضوء على الحاجة الملحة لحلول عملية وعاجلة من قبل الحكومة المصرية ومنظمات المجتمع المدني.
وإن دعمهم والتعليم لهم هو حديث الساعة، ويجب ألا يُترك هؤلاء الأشخاص لمواجهة الحياة بمفردهم في ظل أزمة إنسانية خانقة.
في النهاية، الأمل لا يزال موجودًا، ومع المساعدة المناسبة، يمكن أن يتحول الواقع القاسي إلى فرصة جديدة للفلسطينيين لتحقيق مستقبل أفضل في مصر.