تحديات النساء: دعوة ملحّة لتغيير العقليات وتعزيز الدعم الاجتماعي
تتعرض النساء في مصر لتحديات متزايدة تواصل فرض قيود على مشاركتهن الفعالة في المجتمع.
ولا يزال التحامل التاريخي يشكّل عقبة حقيقية أمام تقدم النساء في العديد من الأوساط. ويؤكد خبراء ومختصون على ضرورة العمل الجاد لتغيير هذه العقليات السائدة.
ينبغي على المجتمع أن يزيد من فعاليته في دعم النساء من خلال تعزيز المرونة الاجتماعية ونشر الوعي بحقوق المرأة.
ويعتقد الكثيرون أن التغيير يبدأ من الأسرة والمدارس والمؤسسات المجتمعية التي يمكن أن تلعب دورًا حيويًا في التعليم والتوعية.
وتأتي هذه الدعوة في وقت يتزايد فيه الوعي والتضامن من أجل حقوق المرأة، مما يدعو الجميع إلى العمل معًا لبناء مجتمع أكثر مساواة وإنصافًا لجميع أفراده.
حيث تسعى مصر، تحت رؤية 2030، إلى تعزيز دور المرأة في مختلف المجالات، على رأسها الجانب السياسي.
ويُعتبر تمكين المرأة جزءًا أساسيًا من التنمية المستدامة، حيث يُتوقع أن تلعب النساء دورًا أكبر في عملية صنع القرار.
ويستعرض موقع “أخبار الغد” آراء المواطنين والمختصين حول التغيرات التي يشهدها دور المرأة في الساحة السياسية المصرية.
تحديات تنفيذ تمكين المرأة: زينب علي تدعو لتغيير العقليات
حيث تواجه النساء في مصر عددًا من التحديات التي تعيق مشاركتهن الفعّالة في المجتمع، وقد أكدت زينب علي، ناشطة مجتمعية: لا يزال هناك تحيز تاريخي تجاه النساء في بعض الأوساط. ويجب أن نعمل على تغيير هذه العقليات
وتشير زينب إلى أهمية دور المجتمع في تعزيز دعم النساء، حيث تضيف: “يتعين على المجتمع زيادة فعاليته في دعم النساء، بحيث يُعزز المرونة الاجتماعية وينشر الوعي بحقوق المرأة”.
تأتي هذه التصريحات في وقت تزداد فيه الأصوات المناصرة للمرأة، مما يبرز الحاجة الملحة لتحسين الظروف وتحقيق المساواة. يتجه الأنظار الآن إلى مبادرات محتملة للمساهمة في تعزيز دور المرأة في جميع المجالات.
الوضع الراهن للمرأة في السياسة
تشير الإحصائيات إلى أن نسبة تمثيل النساء في البرلمان المصري قد ارتفعت مؤخراً، لكن لا تزال هذه النسبة دون الطموحات.
وتقول الدكتورة سعاد النمر، أستاذة العلوم السياسية: “دخول النساء في المجال السياسي يعد جزءاً من تعزيز الديمقراطية. ونحن بحاجة إلى دعم أكبر لتوسيع هذه المشاركة وتحقيق التوازن المطلوب”.
وتشير بعض النساء الحاضرات في الساحة السياسية، مثل مروة هاني، الناشطة السياسية، إلى الصعوبات التي يواجهنها. “على الرغم من أننا شهدنا تقدمًا في تمثيل النساء في بعض المناصب، إلا أن هناك تحديات اجتماعية وثقافية تحجم من دورنا”.
الإطار القانوني والتعزيزات الحكومية
عززت الحكومة المصرية من جهودها لتمكين النساء، حيث أصدرت مجموعة من القوانين والقرارات التي تستهدف دعم مشاركة النساء في العمل السياسي.
وتكشف الدكتورة رانيا فؤاد، مستشارة قانونية، عن أهمية هذه المبادرات: “القوانين يجب أن تُترجم إلى سياسات فعالة. إنه من الضروري أن تكون لدينا آليات لرصد تنفيذ هذه القوانين على أرض الواقع”.
وتضيف: “نحتاج إلى برامج تدريبية وورش عمل للنساء الراغبات في دخول المعترك السياسي، لتزويدهن بالمعرفة والمهارات اللازمة”.
تجارب ناجحة لنساء مؤثرات
هناك العديد من النساء اللاتي تمكنن من تحقيق نجاحات ملحوظة في المجال السياسي. منهن مثلاً النائبة شيرين فوزي، التي تشغل منصبًا في البرلمان المصري، حيث تؤكد على أهمية دور النساء في السياسة.
وتقول: “نحن بحاجة لصوت نسائي قوي في القضايا المهمة، مثل التعليم والصحة. نعمل جاهدين لرفع تمثيل المرأة في جميع المجالات”.
تُعتبر هذه النماذج مصدر إلهام للعديد من النساء الأخريات. تقول سلمى جمال، طالبة جامعية: “إن رؤية نماذج ناجحة مثل شيرين تدفعني للتفكير في السياسة كمجال محتمل لمستقبلي. أريد أن أكون جزءًا من التغيير في مجتمعي”.
الأثر الاجتماعي والثقافي لتمكين المرأة
تؤكد الدراسات أن تمكين المرأة سياسيًا يساهم في تطوير المجتمع بشكل عام. تقول الدكتورة ليلى إسماعيل، أستاذة الاجتماع: “عندما تتواجد النساء في مواقع القرار، يُصبح هناك تأثير على سياسات التعليم والرعاية الصحية وحماية حقوق الإنسان”.
وتشير إلى أن هذا التأثير يأتي نتيجة لوجود رؤى جديدة وتوجهات قد تغير من طريقة التفكير السائدة في المجتمع. “إن وجود النساء في مواقع قيادية يساعد على تشجيع حوار منفتح وتبادل الخبرات”.
المبادرات المجتمعية
تمتلك العديد من المنظمات غير الحكومية مبادرات تدعم النساء في السياسة. تقول هالة فؤاد، مديرة إحدي المنظمات النسائية: “لقد أطلقنا برامج تدريبية تستهدف تمكين النساء من المشاركة في العمل السياسي. نحن نؤمن بأن لدينا طاقات كامنة يمكن أن تسهم في التطوير”.
تشير إلى أهمية الشراكة مع الحكومة لتحقيق الأهداف, إذ تساهم هذه المبادرات في تحفيز المزيد من النساء للمشاركة في الانتخابات وتولي المناصب العامة.
رؤية 2030 ومشاركة النساء
تأتي رؤية 2030 كإطار عمل يشجع النساء على الانخراط في العملية السياسية. يقول الدكتور محمد حلمي، خبير استراتيجي: “هذه الرؤية تمثل دليلاً على التزام الحكومة بجعل المرأة جزءًا من جهود التنمية. يجب أن نتطلع لتحقيق أهداف واضحة ومؤشرات محددة لمشاركة النساء”.
وأضاف: “من الضروري أن تُعزز هذه الرؤية التعهدات التزامًا بتأمين بيئة سياسة آمنة للمرأة، تضمن أن تكون لديها الفرصة للمشاركة الفعّالة”.
آراء المواطنين حول التغيرات
تتباين آراء المواطنين تجاه دور المرأة في السياسة. تقول مريم حسين، موظفة حكومية: “أعتقد أنه من الضروري دعم المرأة وفتح المجال لها في السياسة، فهي تستطيع تقديم أفكار مبتكرة وتغيير وجهات النظر التقليدية”.
بينما يعلّق عادل فوزي، موظف في القطاع الخاص: “يجب ألّا يكون التمكين فقط شعاراً، بل يجب أن نرى أفعالاً حقيقية على الأرض”.
المرأة المصرية: الفرصة التاريخية لتغيير المشهد السياسي تحت مظلة رؤية 2030
مع اقتراب رؤية 2030، تظل أمام المرأة المصرية فرصة تاريخية لدخول الساحة السياسية بقوة.
ويتطلب الأمر تغييرات جذرية في التفكير والدعم المجتمعي، فضلاً عن المبادرات الحكومية الحقيقية.
تُظهر آراء المواطنين والمختصين ضرورة العمل سويًا لتحقيق التوازن المطلوب، وتفعيل سياسات تضمن تمكين المرأة وتمثيلها في مواقع صنع القرار. وإن الامتثال للرؤية هو الفرصة لتعزيز صوت المرأة كجزء من بناء مصر المستقبل.