عربي ودولى

محمد العبار يستعد للاستحواذ على منطقة لاثرون الليبية .. أبعاد جديدة للتوسع الإماراتي

في خطوة تثير الكثير من الجدل، أعلن رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار، المعروف بمساهماته المالية المثيرة للجدل في المستوطنات الإسرائيلية،

عن استعداده لشراء منطقة لاثرون الليبية المطلة على البحر المتوسط من اللواء المتمرد خليفة حفتر.

وتأتي هذه الخطوة بعد فترة وجيزة من شراءه لرأس الحكمة المصرية، مما يسلط الضوء على المشاريع الاستراتيجية التي تطمح إليها الإمارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

تقع لاثرون أو “أريثرون” على ساحل الجبل الأخضر، غرب مدينة درنة، وتبعد عنها قرابة 40 كيلومترًا.

وتتميز القرية الساحلية بملامحها الطبيعية الرائعة ومناخها المعتدل، كما أن المنطقة غنية بالآثار التي تعود للإغريق والرومان والبيزنطيين.

ويعتبر موقع لاثرون ذو أهمية تاريخية، مما يجعلها جذابة للاستثمار في القطاع السياحي والثقافي.

وتكشف التقارير أن العبار يهدف إلى تطوير المنطقة وإقامة مشاريع سياحية متكاملة تستفيد من البنية التحتية الغنية بالمواقع الأثرية والطبيعة الساحرة لشاطئ خليج رأس الهلال.

ويقول الدكتور سامي يوسف، مختص في الشأن الاقتصادي: “شراء العبار لمنطقة لاثرون يعكس اهتمام الإمارات بتوسيع نفوذها الاقتصادي في البحر الأبيض المتوسط. ويمكن أن يسهم هذا الاستثمار في تعزيز السياحة في ليبيا، مما يوفر فرص عمل جديدة”.

ولكن هذه الخطوة ليست خالية من القلق والجدل. هناك مخاوف من أن مثل هذه الاستثمارات قد تعزز من النزاع القائم في ليبيا، حيث تتواصل الاشتباكات بين القوات المدعومة من حفتر والقوات المدافعة عن حكومة الوحدة الوطنية.

ويؤكد العديد من الباحثين أن هذه العمليات قد تؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني في البلاد.

وتقول فاطمة الجازوي، ناشطة سياسية من بنغازي: “نعتبر أن الاستثمارات الخارجية يجب أن تكون قادرة على دعم الاستقرار، وليس تعزيزه. علينا أن نكون حذرين باستمرار في كيفية التعامل مع مثل هذه الاستثمارات”.

بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر محمد العبار مشهورًا في مجالات الاستثمار والإعمار، وقد قام بعمليات استثمارية في أوروبا وآسيا، ما يثير التساؤلات حول نواياه في الأراضي الليبية.

ويُنظر إلى العبار كواحد من أبرز رجال الأعمال في الإمارات، لكن التاريخ يعكس بعض الجوانب المثيرة للجدل في تحركاته الاستثمارية.

من المتوقع أن تسفر هذه الصفقة عن تأثيرات متعددة تتعلق بالعلاقات السياسية والاقتصادية في المنطقة.

لذلك، يترقب المراقبون الخطوات المقبلة للعبار وما إذا كانت هذه الخطوة ستساعد ليبيا في تحقيق الاستقرار الاقتصادي، أم ستكون سبباً إضافياً لتعقيد الأوضاع.

وفي هذا السياق، أكد خبراء الاقتصاد أن تعزيز الاستثمار في لاثرون يمكن أن يمنح ليبيا فرصة مبتكرة لزيادة النشاط السياحي، والذي ارتبط تقليديًا بالآثار والعمارة القديمة. لكن التحديات السياسية والأمنية تبقى العائق الرئيسي أمام تحقيق هذه الطموحات.

مع وضع الأبعاد الجغرافية والتاريخية لاثرون في الاعتبار، فإن مستقبل هذه القرية الصغيرة يعتمد على كيفية تعامل الأطراف السياسية المحلية والدولية مع هذا الاستثمار.

وفي ظل تطلعات العبار ونفوذ الإمارات المتزايد، فإن الساعات والأيام المقبلة ستكشف عن الرسائل المخفية وراء هذه التحركات، ويظل التساؤل الأهم: هل سيحقق هذا الاستثمار الاستقرار أم أنه سيساهم في تعزيز التوترات؟

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى