د.أيمن نور يُوجّه رسالة عاجلة لمعارضة الداخل والخارج
وجّه الدكتور أيمن نور رئيس حزب غد الثورة رسالة إلى المعارضة المصرية في الداخل والخارج حول ما طرأ من تحولات سياسية وتاريخية شهدتها المنطقة مؤخرا. جاء ذلك في تغريدة على حسابه الشخصي بموقع إكس أوضح فيها أهمية المزاوجة بين التمسك بالمبدئية بشكل لا يتصادم مع الحكمة، و يتكامل معها، في صياغة القرارات والخيارات السياسية المصيرية.
ولفت الدكتور أيمن نور في تغريدته إلى أن هذه المبدئية تتطلب نظرة عميقة وعقلانية للمتغيرات والتطورات، وتظل محورية في فهم السياقات الزمنية المختلفة، وقال ربما ما كان مقبولا أو له سند ولو ضعيف منذ عقد من الزمان غالبا ليس هو الخيار الصحيح الآن.
وجاء نص التغريدة كالآتي:
اعرف داخل وخارج مصر نماذج مختلفة وقليلة لسياسيين بعضهم محنكين و بعضهم مخلصين و بعضهم مجتهدين بعضهم كلاسيكيين و بعضهم مجددين، لكن معظم هؤلاء -المخلصين- لا يجمعون هذه المواصفات و الاستحقاقات لما ينبغي أن يكون عليه السياسي -خاصة- في أوقات الأزمات
تجسد شخصيات مثل مصطفى النحاس باشا هذا التوازن الدقيق، حيث عملت ضمن قيود واعتبارات عصرها، ساعيةً لتحقيق أفضل المكاسب الممكنة لبلدها رغم التحديات المحيطة.
إن التغيرات في تقييماتهم ، لم تكن سوى تجسيد لحقيقة أن السياسة تتطلب في بعض الأحيان صلابة، وفي أحيان أخرى مرونة، لتتكيف مع المتغيرات في سبيل تحقيق مصالح الوطن والمواطنين.
لكن، وللأسف، يعاني قلة قليلة من قصار النظر في زمننا الحالي ، من عجز عن إدراك ما وراء الأحداث السياسية، حيث يظنون أنهم يمتلكون الحقيقة. ويحتكرون الواقع والمستقبل، في المقابل، نجد آخرين -هم الاسوأ-يسعون للمزايدة على قضايا أكبر منهم، وكأنهم يخوضون معارك لم يتسلحوا بعد بالعدة اللازمة لها.
واسوأ الجميع ، تلك الأصوات المهزوزة، التي تعبر عن شعور لديها بهزيمة دائمة، تفتقر إلى الوعي التاريخي الذي يسمح لها بفهم أهمية التضحيات التي بذلها أسلافنا. واخواننا حتي في ثورتنا المجيدة في يناير ٢٠١١.التي لم تفشل وإن لم تنجح بعد!!
فلتكن ثورة 1919 مثالاً حياً على ذلك، حيث لولا شجاعة المصريين في تلك اللحظة، لما تحقق لهم ، تصريح 28 فبراير، ولا لكان لهم حقهم في دستور 1923. كما كانت ثورة الطلاب والشباب في عام 1935 هي ألأخرى نقطة تحول أساسية، حيث ساهمت في تحسين موقف المفاوض المصري، وهو ما أتاح لمصطفى النحاس باشا تحقيق معاهدة 1936، التي وصفها في حين إبرامها وتوقيعه عليها بمعاهدة الشرف والكرامة.
و بعد خمسة عشر عاماً، أعاد التقييم لتلك المعاهدة ليصفها بمعاهدة الذل والعار.هذه المرونة في المواقف لا تعكس ارتباكا بل شجاعة في المراجعة وتؤكد عبقرية هذا السياسي الوطني، الذي قال مقولته الشهيرة: “من أجل مصر وقعت المعاهدة، ومن أجل مصر ألغي المعاهدة”.
إن هذا هو النموذج الحقيقي للسياسي الوطني الذي يضع مصلحة بلده فوق كل اعتبار، ويستند إلى الحقائق المتاحة دون إصرار على موقف قد يكون صحيحاً في زمنه، لكن لم يعد كذلك في زمن آخر. فليس هناك سياسي وطني يحب نفسه أكثر من الحقيقة أو أكثر من مصالح وطنه ومواطنيه. إن التاريخ، بما يحمله من دروس، يدعونا للتعلم من الأخطاء السابقة، لنبني معاً غداً مشرقاً يستند إلى الحكمة والمبدئية. وليكن فيما بيننا دائماً متسعاً لنا جميعا