محللون سياسيون: نتنياهو هو المسؤول الرئيسي عن فشل أي مفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة
المحللون السياسيون: نتنياهو والفشل في تحقيق السلام يهددان مستقبل فلسطين
أكد محللون سياسيون أن رئيس حكومة الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن إفشال أي مفاوضات، بينما أظهرت المقاومة المرونة اللازمة للتوصل إلى اتفاق. وذكر الباحث الدولي نعمان توفيق العابد أن المفاوضات التي جرت في قطر خلال يومين حول التهدئة وتبادل الأسرى، على الرغم من أنه يجب أن تكون لمناقشة وقف العدوان وسحب القوات وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، كانت مسبوقة بخطوات من نتنياهو وحكومته لنسف المفاوضات قبل بدايتها.
وأضاف: إن استمرار المجازر بحق شعبنا في قطاع غزة، وعمليات القتل والاقتحامات في مدن الضفة الغربية، والطقوس التلمودية في باحات المسجد الأقصى، تؤكد أن نتنياهو وحكومته النازية لا يعتزمون نجاح هذه الجولة كما في السابق، بل يسعون فقط لزيادة حجم العدوان وانعدام الأمن في فلسطين والمنطقة وربما في العالم.
وتابع: “عندما تدخلت أمريكا عسكرياً ودبلوماسياً في المنطقة لحماية دولة الاحتلال تحت ذريعة الرد على عدوانها على عواصم الدول، من بيروت إلى صنعاء، ودمشق إلى طهران، فقد أعطت الإدارة الحالية الضوء الأخضر للاحتلال لمتابعة اعتداءاته، مما يعكس عدم جديتها في إجراء مفاوضات جديدة لوقف العدوان، والانسحاب، وتبادل الأسرى، وإعادة الإعمار، وتحقيق مسار سياسي للدولة الفلسطينية المستقلة.”
رأى أن مقاطعة فصائل المقاومة الفلسطينية لهذه الجولة كانت صائبة لتجنب أن تكون شريكة في استغلال نتنياهو لهذه المفاوضات لمواصلة قتل شعبنا. وأكد أن هذه الخطوة تأخرت، فلا يمكن إجراء مفاوضات في ظل ذبح شعبنا، وبدون تعهد واضح من الاحتلال وأمريكا بوقف العدوان وانسحاب القوات وعودة النازحين.
“هذه مفاوضات بين دولة الاحتلال وأمريكا لبحث كيفية فرض شروط استسلام على شعبنا، ومحاولة تحقيق ذلك عبر الدبلوماسية بعد فشلها في ذلك عبر المذابح والإبادة الجماعية. كما تهدف إلى تقليل الذرائع التي يمكن أن يستخدمها إيران و’حزب الله’ للرد على دولة الاحتلال بسبب هذه المفاوضات. لذا، من غير المتوقع أن تؤدي هذه الجولة إلى وقف العدوان أو سحب كامل القوات الإسرائيلية، إلا إذا تغيرت نية أمريكا نحو إنهاء هذه المجازر ورغبتها في تحقيق نصر شامل لدولة الاحتلال في المنطقة.”
أكد المحلل السياسي ياسر مناع أنه “كما توقعت، لم تسفر جولة المفاوضات التي انتهت اليوم في الدوحة عن نتائج إيجابية ملموسة، مما يتيح المزيد من الوقت لأمريكا ودولة الاحتلال لمواصلة الإبادة الجماعية لشعبنا، وكذلك للاستعدادات العسكرية في المنطقة إما للرد على أي هجوم محتمل أو لتوجيه ضربة استباقية لحزب الله وربما إيران واليمن.”
قال مناع بشأن المفاوضات إن هناك أمثلة على حركات تحرير نجحت في التفاوض مع المستعمر دون التنازل عن مصالحها الأساسية، مما أعاد الأمل لشعوبها. ومع ذلك، تعتبر شريحة واسعة من الناس أن التجربة الفلسطينية تسير في اتجاه مغاير، حيث اعتبروها غير فعّالة وسلبية، بل حتى كارثية.
أكد أن “7 أكتوبر أتاح فرصة لتصحيح مسار هذه التجربة، لكن غياب موقف داخلي موحد يصعب تشكيل فريق تفاوض فلسطيني متماسك.”
“إذا كانت المفاوضات خلال الأشهر العشرة الماضية لم تحقق تقدمًا، لماذا لا تتفاوض حركة حماس بشكل مباشر ضمن فريق توافقي برعاية دولة معينة لإنهاء الحرب؟”
“يجب أن نأخذ في الاعتبار أن الموقف الإسرائيلي يشكل عائقًا أمام أي اتفاق، لكن التاريخ يُظهر أن هناك تجارب محدودة الظروف، مثل المفاوضات التي جرت في السجون، نجحت فيها عملية التفاوض.”