ثقافة وفنون

محسوبية أم كفاءة .. أسرار ترقية ضياء مكاوي بالهيئة العامة لقصور الثقافة رغم المخالفات

تعتبر الثقافة أحد الأبعاد الأساسية في هوية أي مجتمع، وتساهم الإدارة الثقافية في تعزيز القيم والفنون وتطوير المجتمع.

لكن تثار التساؤلات حول الإدارة الثقافية في الصعيد، خصوصًا مع الأحداث الأخيرة المتعلقة بـ ضياء مكاوي القائم بأعمال رئيس الإدارة المركزية لإقليم وسط الصعيد ومدير فرعي ثقافة أسيوط وسوهاج.

خلال الفترة ما بين 1 يوليو 2019 وحتى 30 يونيو 2020، أصدرت تقارير تقييم له تتضمن أرقامًا تؤشر على عدم كفاءته، ولكن بالرغم من ذلك، تم ترقيته لتولي منصب رئيس إقليم وسط الصعيد الثقافي. فما هي الحقائق وراء هذه التوجهات؟

تقييم الأداء: الأرقام تتحدث

وفقًا للتقرير الصادر حول كفاءة ضياء مكاوي، حصل على درجة 80 خلال فترة التقييم المذكورة، لكن كان هناك توصيات بعدم التجديد له كمدير عام لفرع ثقافة أسيوط.

وتصاعدت التساؤلات حول معايير تقييم الكفاءة وكيف تم تجاهل التوصيات. يقول “أ. ف.”، موظف بثقافة أسيوط: “تلك الدرجة لم تعكس الواقع، فعملنا تحت ضغط كبير من قلة الموارد والفوضى في إدارة الأنشطة”.

شهادة زملاء العمل: صانع المشاكل

أشار العديد من زملاء مكاوي إلى أن أسلوبه في الإدارة قد تسبب في خلق بيئة عمل معقدة.

وتقول “م. ح.”، موظفة بـ”فرع ثقافة أسيوط”: “ضياء كان له علاقات متوترة مع زملائه، وتسبب العديد من المشاكل التي أعاقت تقدم العمل الثقافي”. وقد أكدت عند مراجعه تقرير الكفاءة الخاص به يتبين بأنه “صانع جيد للمشاكل”.

مجازاة وصمة عار: عقوبة التنبية

وفي 6 أغسطس 2020، تم توجيه عقوبة التنبية لمكاوي بموجب الأمر الإداري رقم 407. يقول محمد عبد الكريم، خبير إداري: “من غير المقبول ترقية شخص يتم توبيخه بسبب أدائه. هذا يعد خلطًا للمعايير ويمثل تدهورًا في الثقافة الإدارية”.

وتتساءل العديد من المؤسسات عن كيفية أن يكون هناك تهاون في توجيه العقوبات مع استمرار الأفراد في اتخاذ المناصب.

تقرير كفاءة جديد: تدهور الأداء

خلال الفترة من 1 يناير 2021 حتى 30 يونيو 2021، حصل مكاوي على درجة 65 في تقرير كفاءته، مع توصية بعدم استمراره في الدرجة الوظيفية الحالية.

ولكن رغم ذلك، تم ترشيحه لرئاسة إقليم وسط الصعيد الثقافي. ويقول الدكتور كرم الهلالي، ناقد ثقافي: “إذا كانت التقييمات تظهر تراجعًا في الأداء، كيف يتم اتخاذ مثل هذه القرارات التي تعتبر بمثابة تجارب فاشلة؟”.

تساؤلات حول الترشيح: أين الشفافية؟

وتتزايد الأسئلة حول كيفية ترشيح مكاوي لأعلى المناصب بشرط أن تكون هناك مؤشرات واضحة على عدم كفاءته، ومع ذلك يستمر في الصعود بين الصفوف الإدارية.

تقول الدكتورة سمر طلعت، أستاذة في الثقافة العامة: “يجب أن تكون هناك آليات شفافة تعتمد على الكفاءة والقدرة، وليس على الواسطة أو المحسوبية”.

تأثير التغييرات: قلق من المستقبل

تظل التغييرات الإدارية قادرة على تحريك المياه الراكدة، لكن في حالة ضياء مكاوي، يبدو أن الأثر سلبي.

يقول عماد حمدي، ناشط ثقافي: “تؤثر الإدارة الضعيفة على الفنون والأنشطة الثقافية، مما ينتهي به الأمر إلى حرمان المواطنين من الثقافة الجيدة”.

استغاثة من العاملين: دعوة للتغيير

وقد أعرب العديد من العاملين في فرع ثقافة أسيوط عن استيائهم من الظروف التي يواجهونها تحت إدارة مكاوي.

ويقول “خ. س.”، موظف بأحد المواقع الثقافية: “نعاني جميعًا من قلة الموارد والضغط العالي، مما يؤثر على إنتاجيتنا وإبداعنا”. ويعبر زملاؤه عن رغبتهم في الإصلاح وتوجيه نداء للمعنيين لاتخاذ خطوات إيجابية.

تساؤلات حول ترقية ضياء مكاوي بعد العقوبات الإدارية

وتتزايد الاستفهامات في الأوساط الثقافية بعد صدور الأمر الإداري رقم (407) عن الإدارة العامة للموارد البشرية بالهيئة العامة لقصور الثقافة،

والذي يقضي بمجازاة ضياء مكاوي، مدير عام فرع ثقافة أسيوط، بسبب مخالفته لأحكام القانون وعدم أدائه العمل كما ينبغي.

فقد قام بإصدار أوامر إدارية متجاوزًا سلطة رئيس الإقليم، وهو ما يثير قلق المهتمين بالشأن الثقافي حول كيفية استمراره في مناصب عليا في ظل تلك الانتهاكات.

تقول “س. م.”، موظفة في فرع ثقافة أسيوط: “من غير المعقول أن يُعفى مكاوي من الجزاء رغم ثبوت المخالفات. كيف يُسمح له بالتقدم في المناصب إذا كان لم يُظهر الالتزام بواجباته؟”. وتضيف أن تلك القرارات تشجع على الفساد وتعزز في النفوس الإحباط.

حيث يذكر أنه رغم تقديم مكاوي لتظلم، إلا أن البعض يرون أن رفع العقوبة غير منطقي، إذ كيف يمكن لشخص أن ينتقل من عقوبة إلى ترقيات، مما يؤكد وجود قضايا محسوبية قد تؤثر على مسار الثقافة في الصعيد.

ويشير الدكتور عماد الشرقاوي، خبير في الشأن الثقافي، إلى أن “وجود ممارسات مثل هذه يضعف من صرح الثقافة ويعزز استمرار المشكلات الداخلية. يجب على الهيئات المعنية المراقبة والتأكد من نزاهة العملية الإدارية”.

تساؤلات حول ترقية ضياء مكاوي – “هل هي كفاءة أم محاباة؟”

تتزايد التساؤلات في الأوساط الثقافية حول سر ترشيح ضياء مكاوي، القائم بأعمال رئيس الإدارة المركزية لإقليم وسط الصعيد، لمنصب مدير عام فرعي ثقافة أسيوط وسوهاج.

فقد أثار تقرير الكفاءة الأخير حول أداء مكاوي، الذي حصل على درجة 65، العديد من علامات الاستفهام حول مدى استحقاقه لهذه الترقية، خصوصًا في ظل وجود توصيات بعدم استمراره في منصبه.

وتقول “م. ا.”، موظفة في فرع ثقافة أسيوط: “لقد تفاجأنا جميعًا بخبر ترقيته. إذا كان تقييمه هكذا فكيف يُفترض أن يقود فرعين ثقافيين؟” وتؤكد أن الأداء الثقافي تحت إداراته لم يشهد أي تحسن يذكر.

ومن جانب آخر، يشير الدكتور أحمد القيعي، خبير ثقافي، إلى أن “هناك أبعادًا خلف الكواليس يجب النظر إليها، بما في ذلك إمكانية المحسوبية والتعاون بين البعض لمشاركة المنافع والامتيازات”.

ويعبر القيعي عن قلقه من أن يؤدي هذا النهج إلى تأثيرات سلبية على الثقافة والفنون في الصعيد.

وتتفق آراء الموظفين والمختصين أن إعادة النظر في هذا القرار يعد ضروريًا للحفاظ على مصداقية الإدارة الثقافية.

ويقول “م. ح,”، موظف بأحد فروع الثقافة: “الشفافية والمساءلة هما الأساس، ويجب أن تُبنى القرارات على الكفاءة الفعلية”.

إن تلك التساؤلات تكشف عن أزمة تحتاج إلى معالجة، حيث لا يجب أن يكون النجاح الوظيفي نقطة خلاف سياسية بل نتيجة حقيقية لأداء حقيقي يستحق الثناء.

آراء الجمهور: الثقافة في خطر

لا يقتصر التأثير على الموظفين فقط، بل يمتد إلى الجمهور. تقول عايدة، مواطنة من أسيوط: “نحتاج إلى برامج ثقافية حقيقية تنعش مجتمعنا. لكن مع هذه الإدارة، لا أرى أي أمل”.

وتشير الأصوات إلى حاجة مجتمعات الصعيد للمبادرات الثقافية القوية التي تمسح الفجوات القائمة.

نحو المستقبل: خطوات الإصلاح

يتفق الخبراء على أهمية مراجعة السياسات الإدارية والثقافية في مصر. تقول الدكتورة هالة النمس، مستشارة ثقافية: “يجب أن يتم وضع برامج للتطوير توظف الكفاءات الشابة على الساحة.. نحن بحاجة للنظر إلى الانفتاح على الأفق الثقافي الجديد”.

صراع القيم في الثقافة والإدارة

تسجل تجارب ضياء مكاوي نوعًا من التحدي لقيم المساءلة والكفاءة الأخلاقية في الإدارة. يجب على النظام الثقافي في مصر أن يعتمد على الشفافية والمعايير العالية لتحسين الأداء.

تلك التحديات تجسد صورة حقيقية لما يواجهه العمل الثقافي في الصعيد، والتي تتطلب تضافر الجهود من أجل ازدهار الثقافة في مصر.

لا بد للمسؤولين من مراجعة تلك القرارات بعناية، والعمل على بناء هيكل إداري يعتمد على الكفاءة، لتحقيق النتائج المرجوة في مجتمع يُحتفى فيه بالثقافة كمصدر للإلهام والتغيير.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى