بعد التابلت: هل تصبح أجهزة البصمة سبوبة جديدة تزهق أموال التعليم ؟
في إطار تطوير التعليم وتحسين جودة العملية التعليمية، أعلنت وزارة التربية والتعليم المصرية عن مشروع شراء نحو مليون جهاز بصمة لتوثيق حضور الطلاب في المدارس.
ويأتي هذا المشروع بعد تجربة استخدام التابلت، ويستهدف تعزيز الانضباط والشفافية في الحضور الدراسي.
ولكن، يطرح العديد من المواطنين والخبراء تساؤلات حول جدوى هذا المشروع، ومدى تأثيره على العملية التعليمية.
الأرقام تتحدث: مليون جهاز بمليارات الجنيهات
توضح التقارير أن تكلفة المشروع قد تصل إلى مليارات الجنيهات، مما يثير المخاوف حول الفساد وإهدار المال العام.
ويقول أحمد مصطفى، مدير إحدى المدارس الخاصة: “شراء مليون جهاز بصمة ليس بالأمر السهل، وينبغي أن يُراقب كل جنيه يُنفق في هذا المشروع. نحتاج إلى شفافية كاملة”.
الجدوى التعليمية: هل ستعمل الأجهزة على تحسين التعليم؟
يعبر العديد من الخبراء عن قلقهم من أن الأجهزة التكنولوجية وحدها لن تحل مشاكل التعليم في مصر.
يقول الدكتور سامي عبدالله، الخبير التعليمي: “التعليم يجب أن يُبنى على أسس قوية من المنهجية والتدريس الجيد قبل التركيز على الحضور. نحن بحاجة إلى مزيد من المعلمين المدربين، وليس مجرد أجهزة”.
آراء المواطنين: تجارب مختلطة مع التابلت
بعد تجربة التابلت التي تم تعميمها منذ سنوات، شهدت العديد من المدارس انتقادات حول سوء استخدام الأجهزة.
وتقول فاطمة الشحات، أم لأحد الطلاب: “المدرسة كانت تمتلك التابلت، لكن لم يكن هناك أي تعليم فعلي. فقط استُخدم الجهاز كلعبة”. تعكس هذه التجارب مخاوف الأهالي من أن مشروع أجهزة البصمة قد يكون مصيرًا مشابهًا.
تأثيرات الأجهزة على الطلاب: الانتقادات مستمرة
يحذر خبراء الصحة النفسية من أن الاعتماد الزائد على التكنولوجيا قد يؤثر سلبًا على عقول الطلاب.
يقول الدكتور عماد الشناوي، أخصائي نفسي: “التأكيد على الحضور عبر أجهزة البصمة قد يجعل الطلاب يشعرون بالضغط المستمر، مما يؤدي إلى القلق والاضطراب النفسي”.
أُسس تنفيذ المشروع: هل هي متينة؟
تطرح آراء المختصين تساؤلات حول كيفية تنفيذ مشروع أجهزة البصمة. هل سيكون هناك تدريب كافٍ للمعلمين على استخدام التكنولوجيا الجديدة؟ أم سيكون الجهاز عبئًا إضافيًا عليهم؟
الدكتورة ليلى عزيز، أستاذة التربية، تقول: “نحتاج إلى خطة تنفيذية واضحة. علينا أن نفهم كيفية دمج هذه التكنولوجيا في التعليم بطريقة تخدم الأهداف التعليمية”.
الاستثمار في المدارس: هل يُعتبر إضافة حقيقية؟
بينما يُظهر المشروع بادرة للتكنولوجيا في التعليم، تتزايد المخاوف حول قدرة المدارس على التعامل مع المشاريع الكبيرة.
ويقول محمد سمير، رئيس مجلس أمناء إحدي المدارس: “الأموال التي تُصرف يجب أن تُستثمر بشكل جيد. يجب أن يُستخدم الفائض لتطوير البنية التحتية وتدريب المعلمين، وليس لشراء مزيد من الأجهزة”.
تجارب دولية: هل تنجح البصمة في منظومة التعليم؟
تتجه أنظار المسؤولين في التعليم المصري لنماذج دولية تحاول الاستفادة من استخدام تكنولوجيا البصمة.
حيث تُستخدم هذه الأجهزة في العديد من الدول لتوثيق الحضور. ومع ذلك، يؤكد الخبراء أنه يجب الاستفادة من التجارب الناجحة وتفادي التجارب الفاشلة في بعض البلدان.
نداء للأصوات الشجاعة: ضرورة التمسك بالشفافية
تُعد جودة التعليم ومراقبة صرف الأموال العامة من الأمور الحيوية للمجتمع. لذا، يُطالب المواطنون بالتحاليل المالية والمراقبة الصارمة على نفوذ تلك المشاريع.
وتضيف أمينة وائل، ناشطة في الشأن التعليمي: “نحن بحاجة إلى الشفافية في كيفية إنفاق هذه الأموال، وضمان أنها ستعود بالنفع على أبنائنا”.
استعدادات المدارس: التحديات تلوح في الأفق
وتُشير التوقعات إلى أن المدارس ستواجه تحديات كبيرة في تركيب الأجهزة وتدريب المعلمين عليها.
ويقول كريم عبده، مدير مدرسة حكومية: “تحديات الدخول في تجربة جديدة دائمًا ما تكون صعبة. لكن إذا كان الهدف هو تحسين التعليم، يجب أن نكون مستعدين للمضي قدمًا”.
الأمل في مستقبل أفضل للتعليم
بينما يُسجل الدخل التكنولوجي في التعليم المصري هدفًا نبيلًا، يبقى أن تتضاف الجهود لضمان أن هذه الأجهزة ستخدم فعليًا في تحسين مستوى التعليم.
والأمل معقود على أن يتم تعزيز الكوادر التعليمية وتوفير بيئة تعليمية ملائمة، كي لا تظل الأجهزة مجرد أدوات لتدوين الحضور، بل دوائر متصلة بعملية تعلم شاملة.
وإن مستقبل التعليم في مصر يعتمد على كيفية تحليل التكنولوجيات الجديدة وتطبيقها بشكل يخدم راحتنا العلمية، مما يتيح للمواطنين المساهمة في تحسين مجتمعاتهم عبر التعليم الجيد.