النائب العام الإسرائيلي يطلب من نتنياهو تشكيل لجنة تحقيق لتجاوز مذكرة “الجنائية” الدولية.
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أن النائبة العامة لحكومة الاحتلال، غالي بهاراف ميارا، عقدت لقاءات مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بشأن منع المحكمة الجنائية الدولية من إصدار أوامر اعتقال ضده ، حيث ضغطت عليه من أجل تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الوضع الإنساني في غزة.
ويواجه نتنياهو ووزير حربه يوآف غالانت مذكرات اعتقال من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب عدة جرائم، بما في ذلك “تجويع المدنيين الفلسطينيين كأسلوب من أساليب الحرب”، و”التسبب عمدا في معاناة شديدة للسكان الفلسطينيين، و”توجيه هجمات ضد السكان المدنيين عمدا”، و”الإبادة و القتل… في سياق الوفيات الناجمة عن الجوع”، و”الاضطهاد” و”أعمال غير إنسانية أخرى”.
وقالت صحيفة/جروزاليم بوست/ العبرية: إنه إذا أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق الرجلين، فسوف يواجهان مشاكل خطيرة في السفر إلى الخارج إلى أي دولة قبلت اختصاص المحكمة الجنائية الدولية.
ويشمل هذا العديد من الدول الغربية الكبرى مثل المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، ولكن ليس الولايات المتحدة بشكل خاص.
وأوضحت أن “المحكمة الجنائية الدولية لا تهدف إلى مقاضاة الأشخاص في البلدان التي تتمتع بأنظمة قضائية مستقلة وعاملة؛ وفي تلك الحالات، فإن الهدف من إنشائها هو السماح للقضاء المحلي بفرصة مقاضاة المجرمين”.
وأشارت إلى أن بهاراف ميارا، تضغط على نتنياهو لتشكيل لجنة تحقيق مستقلة كوسيلة للالتفاف على المحكمة الجنائية الدولية ومنعها من إصدار أوامر اعتقال.
ولفتت إلى أن نتنياهو يعارض تشكيل مثل هذه اللجنة. ومع ذلك، قيل له إن اللجنة لكي تكون مقنعة، يجب أن تكون مستقلة.
وبموجب القانون الإسرائيلي، يرأس هذه اللجان قاض متقاعد من المحكمة العليا، وهو الذي يختار الأعضاء المتبقين.
ورأت صحيفة /هآرتس/ العبرية، أن هذه واحدة من القضايا الأساسية التي يخشاها، نتنياهو لأنه يعني اختيار رئيسة المحكمة العليا السابقة إستر حايوت لتراس اللجنة. ومع ذلك، قالت /هآرتس/ أيضًا إن نتنياهو يخشى أن يؤدي إنشاء لجنة أضعف تسيطر عليها الحكومة إلى ردود فعل شعبية عنيفة.
وذكرت صحيفة /يديعوت أحرونوت/ العبرية، أن نتنياهو يستعد للإعلان عن تشكيل لجنة مستقلة، رغم أن مكتبه نفى التقرير.
وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، طلب إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب يوآف غالانت، بدعوى “ارتكاب جرائم حرب”.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد 40 ألفا وخمسة شهداء، وإصابة 92 ألفا و401 آخرين، ونزوح 90% من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.