عربي ودولى

انتخابات الجزائر الرئاسية : تحليل شامل للمرشحين وظروف الحملة الانتخابية

الجزائر انطلقت أمس الخميس، الحملة الانتخابية للرئاسيات المبكرة في الجزائر، المزمع إجراؤها في السابع من سبتمبر المقبل. هذه الانتخابات تأتي في ظل ظروف سياسية واقتصادية معقدة،

حيث يسعى المرشحون الثلاثة إلى كسب تأييد الناخبين من خلال طرح برامجهم الانتخابية التي تتراوح بين الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

خلفية الانتخابات:

تأتي هذه الانتخابات بعد قرار الرئيس الحالي عبد المجيد تبون بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة قبل ثلاثة أشهر من موعدها المقرر. القرار الذي أعلن في 21 مارس/آذار 2024، جاء بعد اجتماع رفيع المستوى حضره قادة الدولة من البرلمان والجيش والقضاء.

وفقًا لتصريحات تبون، كان القرار نابعًا من “أسباب تقنية بحتة”، وهو ما أثار تساؤلات وتحليلات سياسية حول دوافعه الحقيقية.

المرشحون الرئيسيون:

  1. عبد المجيد تبون:** الرئيس الحالي للجزائر، الذي تولى الحكم في 2019 بعد فوزه بنسبة 58% من الأصوات. تبون يتمتع بخبرة طويلة في العمل الحكومي، حيث بدأ مسيرته المهنية في السبعينيات وتقلد مناصب عدة، من والي في عدة ولايات إلى وزير للاتصال، والسكن، ثم رئيسًا للوزراء لفترة قصيرة في 2017. خلال فترة رئاسته، ركز على محاربة الفساد وتعزيز دور الدولة في الاقتصاد.
  • ويدير حملته وزير الداخلية والجماعات المحلية في حكومته، إبراهيم مراد، مما يشير إلى اعتماده على شخصيات حكومية ذات خبرة لتنظيم حملته.
  1. أوشيش يوسف:** – جبهة القوى الاشتراكية
    يُعتبر يوسف أصغر المرشحين سناً، حيث بدأ نشاطه السياسي في سن مبكرة داخل جبهة القوى الاشتراكية. شغل عدة مناصب قيادية داخل الحزب، منها أمين وطني للإعلام والاتصال، ورئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية تيزي وزو. يوسف يمتلك خلفية أكاديمية في العلوم السياسية، وتحديداً في العلاقات الدولية، بالإضافة إلى خبرة عملية في الصحافة والبرلمان الجزائري. يُعتبر ترشحه تحدياً كبيراً للمرشحين التقليديين، حيث يركز برنامجه على تجديد النخبة السياسية والإصلاح المؤسسي. و يدير حملته جمال بلول، البرلماني السابق والعضو المخضرم في جبهة القوى الاشتراكية، مما يعكس دعم الحزب الكامل له.

**3. حساني شريف عبد العال – حركة مجتمع السلم
-ويعتبر عبد العالي مرشح التيار الإسلامي الوسطي، ويشغل حاليًا منصب رئيس حركة مجتمع السلم منذ 2023. كانت مسيرته السياسية نشطة داخل هياكل الحركة التنظيمية، حيث تولى عدة مناصب قيادية على المستوى المحلي والوطني. يُعرف عبد العالي بأنه شخص ذو توجهات إصلاحية تسعى إلى تحقيق توازن بين قيم الحركة الإسلامية ومطالب الحداثة، ويدير حملته أحمد صدوق، رئيس الكتلة البرلمانية للحركة، يدير حملته الانتخابية، مما يعكس تجذر الدعم التنظيمي الداخلي لحملته.

القواعد الانتخابية والضوابط:

يلتزم المرشحون بضوابط قانونية صارمة تشمل:

  • الامتناع عن استخدام خطاب الكراهية أو التمييز.
  • منع استخدام الممتلكات العامة أو أماكن العبادة لأغراض دعائية.
  • الحفاظ على التساوي في توزيع الحصص الإعلامية بين المرشحين.

التعداد الانتخابي والمراقبة:

بعد المراجعة الاستثنائية للقوائم الانتخابية، بلغ عدد الناخبين 24 مليونًا و351 ألفًا و551 ناخبًا، منهم 865 ألفًا و490 ناخبًا خارج الجزائر. تعكس هذه الأرقام حجم التحدي أمام المرشحين في الوصول إلى كل شرائح الناخبين، بما في ذلك المغتربين الذين يمثلون جزءًا مهمًا من الكتلة الانتخابية.

التغطية الإعلامية والمراقبة الدولية:

تلقت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات 87 طلبًا من وسائل الإعلام الدولية لتغطية الانتخابات. وتمت الموافقة على 50 طلبًا حتى الآن، في خطوة تعكس اهتمامًا دوليًا بالعملية الانتخابية وشفافيتها.

يرى المحللون أن هذه الانتخابات ستكون بمثابة اختبار لقدرة النظام السياسي في الجزائر على تقديم تغيير حقيقي. يتوقع أن تتسم الحملة الانتخابية بالكثير من التحديات، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة والاحتقان الاجتماعي المتزايد

تعد الانتخابات الرئاسية الجزائرية لعام 2024 نقطة محورية في مسار البلاد السياسي. مع دخول الحملة الانتخابية مرحلتها النهائية، يترقب المواطنون الجزائريون ما سيقدمه المرشحون من برامج واقعية وقابلة للتنفيذ، تلبي احتياجاتهم وتطلعاتهم لمستقبل أفضل

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى