محافظات

نيران الفساد تشتعل في حي العجمي بالإسكندرية: المواطنين يستغيثون بمحافظهم الجديد لإنقاذهم

بعد تعهدات محافظ الإسكندرية الجديد بتحسين الأوضاع في المدينة، يبدو أن الأمل يتلاشى سريعًا في ظل استمرار مظاهر الفساد والفوضى.

حيث تتجلى هذه الصورة بشكل واضح في حي العجمي، حيث لا يزال سوق الهانوفيل يمثل بؤرة واضحة للفساد، يتحدى الجميع برموز البلطجة والتعدي على الحقوق العامة.

صوت المواطن

“بعد أن تعشمنا خيرًا في المحافظ الجديد، ولكن يبدو أن الفساد أقوى من أي محافظ ومن أي حكومة”، بهذه العبارة استهل “محمد عبد الله”، أحد سكان حي العجمي، حديثه. “فلا يزال البلطجية يحتلون الطريق وكأنهم محميون من قبل القانون”.

ويشير محمد إلى وجود سيارة تابعة لحي العجمي متواجدة في المنطقة، ولكنها لا تساهم في حماية المواطنين بل تتجاهل المخالفات بشكل صارخ.

حالة من السخط تسود بين السكان، حول عدم قدرة الأجهزة المحلية على فرض النظام والقانون.

“هذه السيارة وكأنها تشير للبلطجية بأنهم موضع دعم! كأنهم يقولون لهم استمروا، لا يوجد ما يمنعكم”، يضيف “علي مصطفى”، أحد التجار في السوق.

الفوضى تتعاظم

مع تزايد حالات التعدي والفوضى، كتب العديد من المواطنين نداءً للمحافظ الجديد، مطالبين بزيارة مفاجئة لحى العجمي.

“نأمل أن يأتي ليكتشف الفساد والتعديات على الطريق العام بنفسه”، تقول “سارة أسامة”، وهي طالبة جامعية تسكن في المنطقة.

وأكدت أن الأشغالات زادت بشكل غير طبيعي وأن الخدمات انخفضت بشكل ملحوظ. “يا سيادة المحافظ، نحن نحتاج إلى دعمكم”.

“إن الوضع هنا يتطلب تدخلًا حقيقيًا وليس مجرد وعود”, قالت “فاطمة الزهراء” التي تملك محلًا في حي العجمي، وذكرت بكل أسف أن زبائنها يواجهون صعوبة في الوصول بسبب البلطجة.

دعوات للتغيير

تتكرر صرخات المواطنين عن الحاجة إلى قيادة أكثر قوة في الإدارة المحلية. “نرجو تعيين رئيس حي يكون لديه شخصية قوية وإدارية قادرة على مواجهة الموظفين الفاسدين والمرتشين”، يطالب “عبد الرحمن”، ناشط محلي. الأوضاع تتطلب شخصًا يدرك التحديات ويكون مستعدًا للعمل على إنهاء حالات فساد بائنة.

يضيف “هاني سعيد”، صاحب مطعم في المنطقة: “نحن من نعاني ولا أحد يستمع لنا. يجب على الحكومة أن تفهم أننا نريد لتحسين حياتنا اليومية، لا مزيد من التلاعب”.

أعوان المحافظ الأسبق

تستمر المطالبات بالتخلص من “أعوان المحافظ الأسبق” الذين حاولوا تأسيس إمبراطوريات فساد، كما يصفها المواطنون.

“أتمنى من الفريق أحمد خالد، محافظ الإسكندرية، أن يتخذ خطوات جادة للقضاء على هذا الفساد المتفشي.

لا يمكن النهوض بالإسكندرية مع وجود هؤلاء الذين لا يهتمون بمصالح الناس”، يقول “إسماعيل يوسف”، ناشط سياسي.

الواقع الاجتماعي

في ظل كل هذه التحديات، يواجه سكان حي العجمي واقعًا اجتماعيًا صعبًا. تراهم يتحدثون عن الانهيار التدريجي لكافة مؤسسات الدولة واستشراء الفساد بطرق غير مسبوقة.

هذا يتضح من خلال تراجع مستويات الخدمات العامة مثل النظافة، الصرف الصحي، والمرافق العامة.

أما “دعاء” ذات الـ 24 عامًا التي تتمنى أن ترى وطنًا أفضل، فتقول: “الشباب هنا محبطون والمستقبل غامض. إذا استمر الفساد، فماذا نتوقع؟ أريد أن أرى مدينتي الأفضل”.

الإسكندرية تعول على التغيير: الشعب ينتظر تحرك المحافظ الجديد لمواجهة الفساد في حي العجمي

ويبقى المواطنون في الإسكندرية، وخصوصاً في حي العجمي، على أمل أن تلقى شكاواهم آذانًا صاغية. إن الخلل الحاصل في الأجهزة المحلية ومظاهر الفساد يُعتبر تحديًا كبيرًا أمام الحكومة الحالية.

والجميع ينتظر التحرك الفوري من المحافظ الجديد، مع التأكيد على ضرورة حسن اختيار المسؤولين القادرين على استعادة القانون والنظام والاهتمام بمصالح المواطنين. إن صوت الشعب هو من يجب أن يُسمع، وهو الجسر الوحيد نحو تحقيق التغيير.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى