مفاوضات الدوحة.. المحطة الأخيرة لتجنب الصراع في المنطقة
تتجه الأنظار نحو مفاوضات الدوحة، التي تعتبر “المحطة الأخيرة” لتجنب تفاقم الصراع في غزة ولبنان. الولايات المتحدة كثّفت جهودها الدبلوماسية في الساعات الأخيرة، حيث أرسلت بريت ماكغورك، مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، إلى القاهرة ثم إلى الدوحة، في محاولة لتهيئة الأجواء لإنجاح المفاوضات. كما وصل وليام بيرنز، رئيس وكالة الاستخبارات المركزية، إلى الدوحة للتحضير للجولة الأولى من المفاوضات.
وفي بيروت، بدأ الموفد الأمريكي آموس هوكشتاين جولته بتحذير من الانزلاق نحو مواجهة عسكرية كبرى، مشيرًا إلى أهمية التفاوض كحل نهائي للصراعات. هوكشتاين أكد على ضرورة الحفاظ على الهدوء في الجبهة الجنوبية للبنان، مشددًا على أن مفاوضات الدوحة قد تفتح الباب لحل دبلوماسي شامل، ليس فقط في غزة، ولكن أيضًا في لبنان.
المفاوضات في الدوحة تجري تحت ضغط زمني شديد، حيث تسعى الأطراف إلى تجنب تصعيد قد يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة في المنطقة. يحاول الوسطاء الأميركيون تحقيق تقدم ملموس خلال هذه الجولة، على الرغم من غياب ممثلين لحركة حماس عن الاجتماع المباشر، لكنهم أبدوا استعدادهم للتواصل مع الوسطاء بعد انتهاء الجولة.
الوضع المتأزم يستدعي الحذر، وتُعتبر هذه المفاوضات الفرصة الأخيرة لتفادي الانفجار الكبير وفتح نافذة للحل الدبلوماسي الذي يمكن أن يؤدي إلى تهدئة طويلة الأمد في الشرق الأوسط. توجد جهود أميركية قطرية ومصرية لمنع تقويض الاتفاق المنتظر.
من جانبه، شدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أمس الأربعاء، على أهمية التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، وحثا جميع الأطراف على عدم تقويض الجهود الرامية إلى تهدئة التوترات في المنطقة، عشية المحادثات التي تستضيفها الدوحة اليوم الخميس.
وجاء في بيان نشرته وزارة الخارجية الأميركية على موقعها الإلكتروني، أن بلينكن ورئيس الوزراء القطري أكدا خلال اتصال هاتفي أنه “لا ينبغي لأي طرف في المنطقة اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض جهود التوصل لاتفاق”. كما أكدا على البيان المشترك للقادة من الولايات المتحدة وقطر ومصر.
وشكر بلينكن رئيس الوزراء القطري على الدور الحاسم الذي تلعبه بلاده في العمل من أجل تحقيق السلام الدائم في المنطقة. واستضافت الدوحة اليوم الخميس مفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد عدوان إسرائيلي مستمر منذ عشرة أشهر، وفي ظل تصعيد إقليمي بين إسرائيل من جهة وإيران وحلفائها من محور المقاومة من جهة أخرى.
كما أجرى بلينكن اتصالاً مع نظيره المصري بدر عبد العاطي. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها إن الاتصال تناول “العمل على التوصل لوقف إطلاق النار على غزة”، حيث بحث الوزيران نتائج اتصالاتهما وجهودهما في هذا الشأن.
وأكد عبد العاطي خلال الاتصال على “ضرورة وسرعة التوصل إلى وقف فوري وشامل لإطلاق النار على غزة، ونفاذ كامل للمساعدات الإنسانية” إلى القطاع. كما شدد على ضرورة “التعاطي الإيجابي مع جهود الوساطة المصرية القطرية الأميركية، والانخراط بجدية وإرادة سياسية حقيقية في مفاوضات وقف إطلاق النار باعتبارها السبيل الوحيد لوقف التصعيد في المنطقة واحتواء محاولات توسيع دائرة الصراع”.
تبقى شروط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العقبة الكبرى أمام أي تهدئة في المنطقة. وفي هذا السياق، قالت هيئة البث العبرية إن “رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو متمسك بشرطين في المفاوضات”. أوضحت الهيئة أن “الشرطين اللذين يتمسك بهما نتنياهو هما البقاء في محور ‘فيلادلفي’ وتفتيش العائدين إلى شمال قطاع غزة”. وأضافت أن “ممثلين للموساد والشاباك والجيش ناقشوا الترتيبات الأمنية في محور فيلادلفي تمهيدًا للصفقة”.