خاص لـ “أخبار الغد” .. غضب داخل جامعة أسيوط بسبب تعنتها مع الطلاب المبتكرين
في حادثة تبرز التحديات التي تواجه الأنشطة الطلابية في مصر، شهدت جامعة أسيوط حالة من الارتباك عندما رفض نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب السماح بصرف أتوبيس مجاني لنقل فريق “أسيوط موتورسبورت”،
المشارك في مسابقة رالي السيارات الكهربائية المقام في مدينة العلمين الجديدة. تتضارب الأمور بين رغبة الجامعة في دعم الأنشطة الطلابية وواقع تنفيذ هذه الأنشطة.
إصرار على التمويل
تأتي المسابقة في إطار أنشطة معمل “ihub” التابع لكلية الهندسة جامعة عين شمس، بتمويل من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا.
وبدلاً من دعم الجهود الطلابية وتسليط الضوء على طاقاتهم الابتكارية، جاء قرار نائب رئيس الجامعة يحمل شروطًا تعجيزية، حيث أصر على ضرورة دفع إيجار الأتوبيس المقدّم مسبقًا، وهو ما أثار استياء الطالبين والمشرفين على الفريق.
“لا يوجد بالمجان”، هكذا كان رد نائب رئيس الجامعة، مُظهرًا موقفًا صارمًا تجاه الموارد المستخدمة للنقل، وهو ما جعل عميد كلية الهندسة يرفض تحمل تكاليف الأتوبيس، مما عكس وجود فجوة بين الإدارة واحتياجات الطلاب.
استغاثة الطلاب
في ظل هذه الظروف، اضطر المشرفون على الفريق للبحث عن حل بديل في وقت قصير جدًا، حيث كانت المسابقة على بُعد ساعات قليلة فقط.
وجاء ذلك بعد أن استغاثوا بأحد النقابات بمحافظة أسيوط لتحمل تكلفة الأتوبيس، ليؤكدوا بذلك على حاجة الطلاب للدعم وتكاتف جهود جميع الجهات المعنية.
“لقد بذلنا مجهودًا كبيرًا في التحضير لهذه المسابقة، وكان من المحبط أن نواجه عقبة في اللحظة الأخيرة بسبب مسائل تمويلية”، يقول أحد طلاب كلية الهندسة المشاركين في الفريق.
أصوات من الطلاب والمشرفين
تتزايد الآراء حول ضرورة إعادة النظر في الأسلوب الإداري للجامعة، ويؤكد مصدر رفيع المستوي بكلية هندسة أسيوط “رفض ذكر أسمة” “إذا كنا نريد تطوير قدرات الطلاب والمساهمة في الابتكارات، يجب أن نوفر لهم كل الدعم الممكن، وليس فقط الشروط المالية التعجيزية”.
من جهة أخرى، ترى “علا العوضي”، طالبة “نحن جميعًا في نفس القارب، ولا يجب أن نكون محاصرين بيزنيسات تؤثر على شغفنا ودراستنا. نحتاج إلى نظر مدروس من أولئك في المناصب العليا”.
تأثير الأحداث على روح الفريق
تؤثر هذه الأحداث بشكل ملحوظ على الروح المعنوية للفريق، حيث كان من المفترض أن تمثل المسابقة فرصة طموحة لتعزيز المهارات والمعرفة.
ويقول “أيمن الشناوي”، طالب آخر “من المهم أن نشعر بدعم المدرسة، أما الوضع الحالي فهو يجعلنا نشعر بأننا غير مهمين. نحن هنا لنثبت أننا نستطيع تحقيق إنجازات”.
أزمة التمويل لطلاب أسيوط موتورسبورت: مشوار التحدي إلى رالي السيارات الكهربائية
بين التفاؤل والقلق، يستعد فريق “أسيوط موتورسبورت” من طلاب كلية الهندسة للمشاركة في التصفيات النهائية لرالي السيارات الكهربائية المقام في مدينة العلمين الجديدة. لكن ظروفًا غير متوقعة، تتعلق بالتمويل، وضعتهم أمام تحدٍ جديد قبل ساعات فقط من انطلاق المسابقة.
استغاثة في اللحظة الأخيرة
مع اقتراب موعد انطلاق المسابقة في مساء يوم 11 أغسطس 2024، كان أعضاء فريق العمل المكون من 25 طالبًا بحاجة ماسة إلى وسيلة نقل لنقلهم من جامعة أسيوط إلى مدينة العلمين الجديدة.
لكنهم واجهوا عقبة كبيرة عندما لم تُخصص الجامعة أي ميزانية لدعم الفريق، مما كان يتطلب من الطلاب البحث عن حلول بديلة.
“ما فعله نائب رئيس الجامعة جعلنا نشعر بالإحباط، لدرجة أننا اضطررنا للاستغاثة بأحد النقابات في أسيوط لتحمل تكلفة الأتوبيس في اللحظة الأخيرة”،
قال “حسن فكري”، أحد الطلاب وهذا ما يوضح كيف كانت الظروف تشكل تحديًا حقيقيًا للعمل الجماعي الذي كان متوقعًا من إدارة الجامعة.
تمويل مستقل ومسؤولية جماعية
تجدر الإشارة إلى أن جميع تكاليف السيارة التي تأهلت للمنافسة تكبدها الطلاب بأنفسهم، بينما لم تدفع الجامعة أي قرش لتمويل المشروع.
“نحن هنا نصنع الانتماء، كنا نعتقد أن الجامعة ستدعمنا في هذا الجهد، لكننا فوجئنا بأننا مضطرون للتكفل بكل شيء بأنفسنا”، يضيف حسن.
هذا الواقع يعكس إدراك الفريق لأهمية الانتماء والالتزام، ويعطي مؤشرًا على كيف يمكن للشغف والجهود الفردية أن تثمر جهودًا قد تبدو ممنوعة من البيروقراطية التعليمية.
التحدي والانتصار
في الوقت الذي تشتد فيه الضغوط على الطلاب، يظهر تكاتفهم كقوة دافعة. “نشارك في هذا الرالي لأننا نؤمن بأفكارنا وبقدرتنا على تقديم شيء جيد لمصر.
نحن نعمل بجد ونسعى لتحقيق الأفضل، وهذا ما يعزز شعورنا بالفخر والانتماء لهذا المشروع”، تقول “علا شعبان”، طالبة
“إذا كان الأمر يتعلق بالهتافات والمناسبات الكبرى، نجد الأتوبيسات تأتي بالمجان، لكن عندما نحتاج للدعم في مشروع يساهم في رفع اسم الجامعة، يتضح أن الأمور مختلفة”، أضاف الطالب “يوسف فؤاد”.
آراء المهتمين بالتعليم
تسلط هذه الحالة الضوء على إشكالات كبيرة في دعم الأنشطة الطلابية. “إذا كنا منفتحين على الابتكار والإبداع، يجب أن نشجع الطلاب ونوفر لهم الدعم”، يقول “د. سامي شريف”، أستاذ جامعي وناشط في مجال التعليم العالي ويضيف: “يجب أن تُعطَى الجامعة أولوية لدعم المشاريع التي تعزز من مهاراتهم وابتكاراتهم”.
تعتبر الأزمة فرصة للحديث عن أهمية التفاعل بين الإدارة الجامعية واحتياجات الطلاب.
“إذا لم يتم التعامل مع هذه المواضيع بجدية، سنضعف أفكار شبابنا ونحرمهم من الفرص”، يقول “شريف هاني”، ناشط في مجال التعليم العالي.
آراء خبراء التعليم
يتحدث العديد من الخبراء عن أهمية دعم الأنشطة الطلابية، حيث يقول “د. سامي شريف”، أستاذ التعليم العالي: “إن إعاقة الأنشطة الطلابية بسبب الأعباء المالية أو التعقيدات البيروقراطية هي خطوة عكسية. يجب علينا تعزيز مفهوم التعاون ودعم الابتكارات في الجامعات”.
ويضيف: “ينبغي للجامعات أن تدرك أهمية استثمار الموارد في توجيه الطلاب وتشجيعهم، وهذا سيكون له تأثير إيجابي على الثقافة العلمية في مصر”.
الدروس المستفادة
الحادثة الأخيرة تعد درسًا واضحًا للعاملين في إدارة الجامعات بشكل عام. إذا كانت الجامعات تعوّل على طلابها لتحقيق أهدافها، يجب أن تكون هناك استجابة فورية وسريعة لتلبية احتياجات هؤلاء الطلاب وتوفير البيئة المناسبة لهم.
طلبة جامعة أسيوط: الإرادة والعزيمة في مواجهة تحديات الدعم المؤسسي نحو الابتكار والتميز
إن حالة الإرباك التي شهدتها جامعة أسيوط تبين بشكل واضح التحديات التي تواجه الأنشطة الطلابية في ظل الأوضاع الحالية.
يعيش الطلبة فترة صعبة بينما يتطلعون لبناء مستقبل مشرق يعتمد على مهاراتهم وإبداعاتهم.
من المهم أن تلتزم الجامعات بتوفير بيئة تعليمية تدعم الابتكار وتعمل على إزالة العوائق التي تعترض طريق الطلاب، مما يجعلهم قادرين على المنافسة وتحقيق انجازات على الساحة الوطنية والدولية.
وبغض النظر عن الصعوبات التي واجهها الفريق، إلا أن أعضاء “أسيوط موتورسبورت” يظهرون قوة الإرادة والعزيمة، مُبدين رغبتهم في الانطلاق نحو التصفيات النهائية بالرالي بغض النظر عن العقبات.
ومن الواضح أن الدعم المؤسسي يُعد عنصرًا حيويًا، ويجب على الجامعة أن تلتفت أكثر لاحتياجات وإبداعات طلابها.
توضح هذه الحكاية أهمية تعزيز ثقافة الدعم والابتكار في الجامعات، حيث يتجاوز دور الجامعة مجرد تقديم المعلومات، بل يمتد ليشمل التحفيز على العمل الجماعي والابتكار.
إن نجاح هؤلاء الطلاب في تحقيق هدفهم رغم العقبات سيكون مثالًا يُحتذى به لمستقبل التعليم وللأجيال القادمة.