عربي ودولى

استقالة نعمت شفيق من رئاسة جامعة كولومبيا بعد انتقادات لدورها في قمع الاحتجاجات المناهضة للحرب على غزة

قدمت نعمت شفيق، رئيسة جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة، استقالتها اليوم، وذلك بعد أشهر من تعرضها لانتقادات متزايدة من قبل نشطاء وطلاب على خلفية دورها في قمع الاحتجاجات الطلابية الرافضة للحرب على غزة.

واستقالة شفيق، التي أثارت ردود فعل متباينة بين المؤيدين والمعارضين، تأتي في وقت تشهد فيه الجامعات الأميركية تزايدًا في الوعي السياسي وارتفاع أصوات الطلاب المناهضين للحروب والنزاعات العسكرية.

منذ أسابيع، شهدت جامعة كولومبيا مظاهرات واسعة نظمها طلاب وهيئات أكاديمية، حيث احتجوا على الصراع المستمر في غزة ورفضوا التصريحات الرسمية للجامعة التي اعتبروها غير كافية في دعم حقوق الفلسطينيين.

وكان هناك شعور عام أن الإدارة الجامعية تعمل على قمع الأصوات المناهضة للحرب، وهو ما أدانته عدة منظمات حقوقية محلية ودولية.

خلال تلك الفترة، واجهت شفيق انتقادات حادة بشأن كيفية تعاملها مع النشاطات الطلابية. حيث عبّر العديد من الطلاب عن استيائهم من القيود المفروضة على حقهم في التعبير عن آرائهم، وفي بعض الحالات، تم الكشف عن ممارسات تهدف إلى الحد من حرية التعبير، مما أثار غضب عدد كبير من حركات الطلاب.

فيما يتعلق بأسباب استقالتها، صرحت شفيق بأنه من الضروري أنها تُفضل ترك المنصب لتوفير بيئة أكاديمية أكثر دعمًا للحرية الأكاديمية والتعبير عن الرأي. وقالت في بيانها: “أعتقد أن التعليم يجب أن يكون مكانًا آمنًا وحيويًا يتم فيه تبادل الأفكار، على الرغم من خطورتها”.

استقالتها أثارت ردود فعل متباينة بين الطلاب، حيث اعتبرها البعض خطوة إيجابية نحو تحقيق حرية التعبير في الحرم الجامعي. كانت “عائشة القحطاني”، طالبة دراسات عليا في جامعة كولومبيا،

وقد ذكرت في تصريحات صحفية: “استقالة شفيق هي بداية جديدة للجامعة. يجب أن تكون الجامعات ساحات للنقاش والتعبير، ولابد أن يتم احترام أصوات الطلاب”.

وفي المقابل، أعرب بعض أعضاء هيئة التدريس عن مشاعر القلق حول مستقبل القيادة الجامعية، حيث وصفوا رحيل شفيق بأنه خطوة غير موفقة في وقت تحتاج فيه الجامعة إلى وجود قائد قوي يتعامل مع الظروف المتغيرة في العالم.

قال “جون سميث”، أحد أعضاء هيئة التدريس، إن “استقالة سيدة ذات خبرة مثل نعمت شفيق قد تخلق حالة من عدم الاستقرار في الجامعة.

ونحن بحاجة إلى الاستمرار في الدفع نحو بناء جسر للتواصل بين الطلاب والإدارة، خاصة في الأوقات العصيبة”.

في الأثناء، تُظهر الأحداث الأخيرة في جامعة كولومبيا تسليط الضوء على الدور المتزايد للطلاب في المناقشات السياسية والاجتماعية في الحرم الجامعي.

ويبدو أن التوترات بين الإدارة وحقوق الطلاب ستظل على السطح، مما يستدعي إجراء تحديثات واستراتيجيات للحوار من أجل تحقيق بيئة أفضل لجميع الأطراف المعنية.

وتظل التساؤلات قائمة حول من سيخلف شفيق في رئاسة الجامعة وكيف ستتعامل الإدارة الجديدة مع الظواهر الاجتماعية والسياسية المتزايدة على الساحة الجامعية، حيث تتطلب المرحلة القادمة مزيدًا من الفهم والتفاهم بين الإدارة والطلاب لتحقيق التوازن المطلوب.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى