أزمة التعليم في مصر: المواطنون يكشفون النقاب عن فشل وزارة التربية والتعليم ونتائجه الكارثية
في ظل الأزمات المتكررة التي تُهدد مستقبل التعليم في مصر، تتزايد أصوات المواطنين للتعبير عن قلقهم الجاد إزاء القرارات المتخذة من قبل وزارة التربية والتعليم.
ويُعد هذا المجال أحد أعمدة المجتمع، ولكن يبدو أنه في حالة انهيار ينذر بعواقب وخيمة.
ومن خلال استقصاء آراء عدد من المواطنين أجراها موقع “أخبار الغد“، تتكشف تداعيات القرارات العشوائية التي تُتخذ دون دراسة، مما يُظهِر شعورًا عامًّا بخيبة الأمل تجاه النظام التعليمي.
فوضى في القرارات
“قرارات وزير التربية والتعليم غير مدروسة، وحاجة عك في عك”، هكذا بدأت “منى السيد”، مدرسة في إحدى المدارس الحكومية، حديثها. تشير منى إلى أن القرارات المتخذة تعكس فوضى واضحة وتدني مستويات التنظيم.
وتضيف: “يبدو أن الهدف الحقيقي هو التغطية على نتيجة الثانوية العامة التي حصلت فيها أخطاء جسيمة. الكل يعامل وكأننا في اختبار فجائي، والمستفيد الوحيد هو من يملك النفوذ”.
هذه الآراء تتكرر بين الكثير من المواطنين، حيث يُعبّر “محمد علي”، ولي أمر أحد الطلاب، قائلًا: “لا أستطيع أن أفهم كيف يمكن للوزارة أن تُخطيء بهذا الشكل، ثم تأتي لتُقيم نظامًا تعليميًا بهذه الطريقة. الكل يدفع الثمن، بينما يتحمل الطلاب العواقب”.
فشل المنظومة التعليمية
ليس خافيًا أن منظومة التعليم في مصر تُعاني من العديد من المشاكل. “منظومة فاشلة بمعنى الكلمة”، يقول “سعيد حسن”، طالب في مرحلة الثانوية العامة.
ويضيف: “تجد كليات خاصة نزلت بالمجموع، وأصبح الطلاب الذين يضمنون أن أسرهم تستطيع دفع الرسوم، لا يذاكرون جيّدًا، ثم يتخرج هؤلاء ليصبحوا دكاترة ومهندسين فاشلين. نحن بحاجة إلى نظام يحترم ذكاء الطلاب، وليس نظامًا يعتمد على المال”.
“نافذة الفساد“، هذا ما يصفه “شريف منصور”، موظف حكومي. يُشير إلى أنه يشهد فسادًا منتشرًا في الجامعات والكليات الخاصة، حيث تُعطى الأولوية للمال على الكفاءة.
ويقول: “من المتوقع في أي بلد مؤسساتي أن تكون هناك معايير صارمة للقبول، لكن في واقعنا، يبدو أن المال له الكلمة العليا”.
تداعيات سلبية
يؤكد الكثيرون أن هذا الوضع الحالي له تداعيات سلبية على المجتمع ككل. “الفشل في النظام التعليمي يعني أن الشاب باحث عن وظيفة سيصبح مسؤولًا، وهذا يهدد مستقبل الرؤية في التنمية”، تقول “هالة محمود”، خريجة كلية التربية.
وتضيف: “الفوضى في التعليم تُسبب مخرجات ضعيفة لا تفيد البلاد. كيف نتوقع نهوضًا إذا كانت الأسس مُعطلة؟”.
الشهادات الأكاديمية والمستوى العملي
“بعد أن تخرجت، لم أستطع الحصول على وظيفة”، يقول “أيمن الشناوي”، خريج إحدى الجامعات الخاصة.
ويضيف: “الشهادات الأكاديمية لم تُعطِني المهارات اللازمة، وهذا يرجع إلى فشل المنظومة التعليمية في توفير تجربة تعليمية حقيقية”.
ويعرب العديد من الخريجين عن استيائهم من جودة التعليم، مؤكدين أن الدروس التي تلقوها لم تُعِدّهم لمواجهة تحديات سوق العمل.
“لا يكفي الحصول على الشهادة. يجب أن تقدم الجامعات أكثر من ذلك ليتمكن الطلاب من النجاح في حياتهم العملية”، تقول “منار فؤاد”، خريجة كلية الهندسة.
الأمل في التغيير
على الرغم من هذه الأزمات، تشير العديد من الأصوات إلى الحاجة إلى الإصلاح. يقول “علي مصطفى”، ناشط في مجال التعليم: “يجب على الوزارة أن تستمع لصوت الناس.
التحدث عن القضايا بشكل علني هو خطوة مهمة نحو الإصلاح. الكل ينتظر بترقب لمعرفة إذا كان هناك نية حقيقية للتغيير”.
وينبغي على الوزارة أن تُظهر التزامها بإجراء تغييرات جذرية في النظام التعليمي، تبدأ من المراحل الأساسية وحتى التعليم العالي.
“علينا أن نبني نظامًا تعليميًا يركز على الكفاءة ويضع جانبًا الفساد”، تقول “فاطمة الزهراء”، معلمة.
إصلاح التعليم في مصر: ضرورة ملحة لمستقبل مشرق
إن التعليم هو مفتاح مستقبل مصر، ويجب أن يتمحور التركيز حول إعادة بناء النظام التعليمي من خلال خطوات فعّالة ومسؤولة.
إن حالة الإحباط والقلق بين المواطنين تعكس أبعاد الأزمة. إذا استمرت الأمور على هذا المنوال، سيكون من الصعب رؤية أي تقدم حقيقي في المجتمع.
ينبغي على الجهات المعنية أن تتسم بالشجاعة لتجديد المنظومة التعليمية، ولعل تحديات المناهج والأساليب التعليمية تأخذ فرصة العاملين في هذا المجال المساهمة في تغيير حقيقي يُلبي احتياجات الطلاب ويحقق آمال الأمة.