محافظات

مطروح تحت الحصار: أزمة المياه العذبة تهدد الحياة

تواجه مدينة مطروح أزمة حادة تتعلق بندرة المياه العذبة، ظاهرة تفاقمت بشكل كبير منذ بدء المشاريع التنموية في مدينة الحمام ومدينة العلمين المجاورتين.

وعلى الرغم من أن هذه المشاريع توفر المياه العذبة للعديد من المناطق على بعد ستين كيلو مترًا، إلا أن الوضع في مطروح بات مأساويًا، حيث يعاني المواطنون والمصطافون من أزمة مياه خانقة تهدد حياتهم وصحتهم.

في هذا التقرير، يستعرض موقع “أخبار الغد” تداعيات هذه الأزمة على المواطنين، تأثيرها على الحياة اليومية، والمخاطر الصحية المتعلقة باستخدام المياه المالحة.

مشهد الأزمة

بدت شوارع مدينة مطروح هادئة نسبيًا، إلا أن السكان يعرفون أن وراء هذا الهدوء يكمن معاناة مستمرة.

وتُظهر أغلب الأحياء الشعبية علامات نقص المياه، حيث تعتمد كثير من الأسر على الصهاريج الخاصة لشراء المياه.

“أنا لازم أشتري الميّة، وإذا اتأخرت يوم أو اثنين بكون في أزمة كبيرة في البيت”، تقول “سعاد” ربة المنزل التي تعيش في مطروح.

وفي حديث موقع “أخبار الغد” مع عدد من المواطنين، أكدوا أن الأوضاع تتدهور بشكل مستمر.

حيث يصل سعر طن المياه المباعة من قبل الشركات الخاصة إلى حوالي 1600 جنيه، وهو ما يمثل عبئًا ماليًا كبيرًا على الأسر التي تعاني بالفعل من ظروف اقتصادية صعبة.

الأسباب الرئيسية لأزمة المياه

تتعدد الأسباب التي أدت إلى هذه الأزمة، وتتمثل في:

الاستثمارات في المشاريع التنموية: يبدو أن تركيز الحكومة على المشاريع الكبرى مثل مدينة العلمين والحمام قد أدرّ عليها فوائد من حيث توفير المياه، إلا أنها في الوقت نفسه تجاهلت مشكلة نقص المياه في مطروح.

إهمال البنية التحتية: هناك نقص واضح في استثمارات الحكومة في تطوير بنية المياه والصرف الصحي في مطروح، وضعف شبكات التوزيع وعمليات الصيانة.

الاعتماد على المياه المالحة: تُستخدم المياه المالحة بشكل متزايد، مما يؤدي أيضًا إلى عواقب صحية خطيرة على السكان، حيث أن هذه المياه تحتوي على مستويات مرتفعة من الأملاح التي تتسبب في مشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى.

التأثيرات اليومية على المواطنين

تُضطر الأسر في مطروح للتكيف مع نقص المياه العذبة عبر استراتيجيات غير فعّالة. على سبيل المثال، يقوم عدد من السكان بجمع مياه الأمطار في الأوقات المناسبة، مما يُعد إجراءً غير مضمونة الصحة.

كما تمثل التكلفة المرتبطة بشراء المياه عبئًا فائقًا على ميزانية الأسر، مما يقلل من قدرتهم على توفير احتياجاتهم الأساسية الأخرى.

الصحة والمياه المالحة

أوضح العديد من الأطباء والمختصين أن الاعتماد على المياه المالحة قد أسفر عن تفشي عدد من الأمراض.

وتقول الدكتورة “هدى”، مختصة في الأمراض الباطنية: “الأمراض التي نشهدها بين المواطنين بسبب استهلاك المياه المالحة تتضمن مشاكل في الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى الأمراض الجلدية.”

ردود الفعل من المسؤولين

وفي محاولة للكشف عن موقف الحكومة من هذه الأزمة، اتصلنا بأحد المسؤولين في محافظة مطروح، والذي أكد جديّة الحكومة في معالجة الأمر.

وذكر: “نحن نعمل على تحسين شبكات المياه في المدينة، لكننا بحاجة إلى وقت وميزانية.”

إلا أن العديد من المواطنين عبروا عن عدم رضاهم عن هذه التصريحات، مؤكدين أن الأفعال تحتاج إلى نتائج سريعة وملموسة.

الحلول المتاحة

هناك حاجة لخطوات عاجلة لمعالجة أزمة المياه العذبة في مطروح، من بينها:

تطوير بنية المياه: ينبغي تخصيص المزيد من الميزانيات لتحسين بنية توزيع المياه في مدن مثل مطروح.

تحلية المياه: الاستثمار في إنشاء محطات تحلية لضمان توفر المياه العذبة بطريقة مستدامة.

ترشيد استهلاك المياه: تعزيز الوعي العام حول أهمية ترشيد استهلاك المياه وتحسين تقنيات الزراعة المستخدمة.

تحسين الوصول إلى الخدمات الصحية: توفير خدمات صحية مضمونة للمواطنين الذين يتعرضون للأمراض بسبب المياه المالحة.

البحث عن شراكات القطاع الخاص: تشجيع الاستثمار في مشروع تطوير بنية المياه عن طريق الشراكة مع الشركات الخاصة.

مطروح في أزمة: المياه العذبة تنذر بكارثة!

تُعد أزمة المياه العذبة في مطروح قضية عميقة تمس الحياة اليومية للمواطنين. ويجب أن تكون الحكومة على علم بأن ترك هذه المشكلات دون حل لا يعكس فقط ضعف الإدارة بل يعرض سلامة المواطنين للخطر.

لا بد من العمل معًا، موارد مائية ومدنية، للتأكد من أن كل مواطن في مطروح ينعم بحياة كريمة ومنتجة يمكنهم من خلالها التغلب على التحديات بدلًا من مواجهة المأساة اليومية لنقص المياه.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى