دراسة تكشف تأثير أحداث السابع من أكتوبر على زيادة استهلاك المواد المسببة للإدمان في إسرائيل
أظهرت دراسة جديدة أجراها فريق المركز العبري للإدمان والصحة النفسية أن أحداث السابع من أكتوبر الماضي أثرت بشكل ملحوظ على معدلات استهلاك المواد المسببة للإدمان،
حيث سجلت الدراسة ارتفاعًا بنسبة تقارب 25% في استهلاك المخدرات بين المستوطنين في إسرائيل.
وفقا للدراسة، التي شملت عينة واسعة من المستوطنين، تبين أن واحدًا من كل أربعة مستوطنين (25%) يكشف أنه يتعاطى المخدرات، مقارنةً بواحد من كل سبعة (14.3%) قبل أحداث الهجوم الذي وقع في السابع من أكتوبر.
أوضحت الدراسة أن المشاعر المتزايدة من القلق والاضطراب النفسي بسبب الأحداث السياسية والأمنية قد ساهمت في تزايد الاعتماد على المواد المسببة للإدمان كوسيلة للهروب من الضغوط النفسية.
ولفتت إلى أن التوترات المرتبطة بالأحداث الأخيرة والتي شهدتها البلاد قد أدت إلى تفاقم الأوضاع النفسية للفئات المختلفة، مما زاد من استخدام المخدرات كوسيلة للتكيف مع تلك الظروف الصعبة.
قال الدكتور “أفيرام كوهين”، أحد المشرفين على الدراسة، إن نتائج هذه الدراسة تعكس حاجة ملحة لوضع استراتيجيات فعالة للتعامل مع أزمة الإدمان المتزايدة.
وأكد أن هذه الأرقام ترسم صورة واضحة للضغط النفسي الذي يعاني منه المجتمع، داعيًا الحكومة ووكالات الصحة النفسية إلى تكثيف الجهود للتصدي لهذه الظاهرة المتنامية.
كما سلطت الدراسة الضوء على التغيرات في أنماط التعاطي بين الفئات العمرية المختلفة، حيث أظهر الشباب في عمر ما بين 18 و30 عامًا أعلى معدلات الاستخدام، مما يدعو إلى القلق حول صحة هذه الفئة الحيوية من المجتمع.
إضافةً إلى ذلك، أظهرت نتائج الدراسة أن الآثار المرتبطة بزيادة استهلاك المخدرات تشمل أيضًا تدهورًا في العلاقات الاجتماعية والأسرية،
حيث أشار العديد من المشاركين إلى أنهم واجهوا مشكلات في الصداقات، وكذلك تراجع دعم الأهل والمقربين بسبب الإدمان.
في ضوء هذه النتائج، توصي الدراسة بضرورة إنشاء برامج تثقيفية وورشة عمل تهدف إلى رفع الوعي حول المخاطر المرتبطة بإدمان المخدرات،
إلى جانب توفير الدعم النفسي اللازم للمساعدة في التعامل مع التحديات النفسية الناتجة عن الأحداث السياسية.
وحذرت الدراسة من أن استمرار هذا الاتجاه يمكن أن يؤدي إلى أزمة إدمان أكبر في المستقبل، مما يستدعي تضافر الجهود من جميع الأطراف المعنية لمعالجة هذه الظاهرة بشكل فعال.
تأتي هذه الدراسة في وقت تشهد فيه البلاد أوقاتًا عصيبة بسبب الاضطرابات المستمرة.
وقد نشرت أخبار متباينة حول تأثير الأحداث السياسية على الحالة النفسية للسكان، مما يعكس حجم التحديات التي تواجه المجتمع الإسرائيلي في هذه الفترة العصيبة.
يتطلع المسؤولون في الحكومة ووزارات الصحة إلى اتخاذ التدابير اللازمة بناءً على نتائج هذه الدراسة، من أجل التصدي لموجة الإدمان المتزايدة وتخفيف تأثير الأحداث النفسية السلبية على المجتمع.