سعد زغلول: رائد العمل السياسي المصري في القرن العشرين
سعد زغلول هو شخصية بارزة في التاريخ المصري، حيث كان رجل دولة وسياسيًا ومؤسس حزب الوفد، ويُعتبر من أبرز القادة المصريين في أوائل القرن العشرين.
بدأ حياته المهنية كموظف حكومي، ثم عمل محاميًا وقاضيًا، وتولى منصب وزير التعليم ووزير العدل، كما كان نائبًا وزعيمًا للمعارضة
وقد تولى رئاسة البرلمان، حيث لعب دورًا رئيسيًا في قيادة الوفد الذي تفاوض على استقلال مصر عن الاستعمار البريطاني.
وُلد سعد زغلول في قرية إبيانة التابعة لمديرية الغربية (محافظة كفر الشيخ حاليًا) خلال فترة حكم الخديوي سعيد.
تباينت الآراء حول تاريخ ميلاده، لكن يُعتقد أنه وُلد في يوليو 1858، بينما ذكر ابن شقيقته أنه وُلد في نوفمبر 1856.
هناك أيضًا تقدير آخر يرجح ميلاده في يونيو 1860 بناءً على سجلات دراسته في الحقوق بباريس.
نشأ سعد في عائلة ريفية، حيث كان والده إبراهيم عمدة القرية ويمتلك أراضٍ زراعية. فقد والده في سن مبكرة، وتولى أخوه الأكبر وخاله تربيته. كان يتمتع بذكاء وفصاحة، لكنه عُرف أيضًا بعناده.
تلقى سعد تعليمه في الأزهر، حيث درس على يد كبار العلماء، وبرز في مجالات متعددة.
وتزوج في سن الخامسة والثلاثين من ابنة رئيس الوزراء مصطفى فهمي، ولم يُرزق بأبناء، لكنه تبنى طفلين.
كتب سعد يومياته على مدى عشرين عامًا، حيث نُشرت لأول مرة في عام 1985، وتضمنت اعترافات شخصية،
بما في ذلك إدمانه للقمار. كما كتب عن علاقته باللورد البريطاني كرومر، وأشار إلى تأثير الثورة على قضيته.
تأثر سعد بفكر جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، وأصبح ناشطًا في مجال الإصلاح. بدأ مسيرته السياسية كمحامٍ، ثم انتقل إلى القضاء،
حيث شغل مناصب رفيعة. تولى وزارات التعليم والعدل، ثم أصبح رئيسًا للوزراء في عام 1924 بعد فوز حزبه في الانتخابات.
عايش ثورتين في تاريخ بلاده، مما أثرى تجربته السياسية وزاد من تعقيد المشهد السياسي الذي واجهه.
توفي سعد زغلول في 23 أغسطس 1927، وشيع جثمانه في اليوم التالي. بعد تسع سنوات، نُقل جثمانه إلى ضريح يحمل اسمه بجوار منزله الذي تحول إلى متحف.
وتختلف آراء المؤرخين والباحثين حول دوره وتأثيره، لكن لا يمكن إنكار أهمية سعد زغلول كواحد من الرواد الذين ساهموا في تشكيل ملامح السياسة المصرية الحديثة.
سيبقى إرثه ومساهمته في النضال من أجل حرية مصر مستقراً في ذاكرة الشعب المصري التاريخية.