في ١٣ أغسطس ٢٠٢٢ رحل عن دنيانا أخي وتوأم الروح د. عصام العريان في محبس الظلم بسجن العقرب سيئ السمعة.
زاملته سنين طوالا بكلية طب قصر العيني بمرحلتي البكالوريوس والماجستير،
ثم في نقابة الأطباء، ثم في مجلس الشعب بعد ثورة يناير ٢٠١١، فضلا عن مشاركتنا في العمل الدعوي بجماعة الإخوان المسلمين منذ نهاية سبعينات القرن الماضي حتى رحيله عن دنيانا الفانية.
تميز د. عصام عن أقرانه منذ المرحلة الجامعية بعدة مميزات منها:
١. الربانية صلة بالله وبالقرآن الكريم. حفظ القرآن في باكر حياته وظل في قلبه وعلى لسانه في صلواته إماما وفي السنن الرواتب التي كانت جزءا ثابتا في برنامجه اليومي.
٢. الحرص على التعلم والتحصيل رغم أصعب الظروف، فقد حصل على درجة بكالوريوس الطب والجراحة ثم على درجة الماجستير في طب المعامل، والدرجات الجامعية الأولى ( ليسانس وبكالوريوس ) في الحقوق والآداب والشريعة، و حصل على بعض منها في ذات الوقت، فربما صادف ان أدى الامتحان في كليتين وفي ذات اليوم.
٣. المواهب المتعددة فقد كان إداريا ناجحا في نقابة الأطباء وفي القسم السياسي بجماعة الإخوان المسلمين وفي المكتب الإداري بمحافظة الجيزة وكل ذلك وغيره في ذات الوقت. كما كان محاضرا في الأمور الدعوية والسياسية والاجتماعية يصل بفكرته إلى المستمعين في يسر وسهولة.
٤ .كان رحمه الله صاحب بسمة وضحوكا مع القريب والبعيد، فمكن الله له الوصول إلى قلوب من تعامل معه.
٥. وفي أسرته مع زوجه وأولاده كان نموذجا لرب الأسرة الناجح، يتابع أحوالهم في الدراسة وفي حفظهم للقرآن، كما كان في عائلته مع إخوته وأولادهم كبيرا للعائلة رغم كونه أصغر إخوته سنا (آخر العنقود).
٦. وقد كان رحمه الله أول نقيب لي في الأسر الإخوانية، وقام بمهمته خير قيام، أخوة وتعليما وتوجيها.
قلت ولازلت اقول: قد كان لي ثلاثة أساتذة ممن هم في مثل عمري:
- د. عصام العريان رحمه الله وبخاصة في الناحية السياسية
- د. سناء أبو زيد رحمه الله في الجوانب التربوية والسنن العملية
- د. عبد المنعم ابو الفتوح فك الله أسره وبصفة خاصة في الانفتاح والعمل العام والتعامل المتميز مع الآخر.
رحم الله اخي د. عصام العريان ورفع درجاته في الجنة وعوضني وعوض أهله و جماعة الإخوان المسلمين وسائر محبيه خيرا.
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات