مقالات ورأى

محمد عماد صابر يكتب : هل نملك أوراقا لإستكمال الصراع!

يملكون ولا نملك، يفعلون ولا نفعل، يهاجمون ولا ندفع.. لقد انحازت لهم الأغلبية خوفا أو طمعا، عسكروا الدولة، استولوا على المؤسسات والنقابات والجمعيات والأندية ومراكز الشباب والمدارس والجامعات.

احتلال عسكري بمعنى الكلمة، بل صارت الأكمنة والبوابات أينما ذهبت، ما الذي حدث؟ هل هذا حقا الجيش المصري خير أجناد الأرض؛ الذي كانت له الهيبة والمهابة لدرجة القداسة لدى البعض؟

أم أننا في كابوس من كوابيس روايات الرائع أحمد خالد توفيق، وسنستيقظ قريبا لنجد الأشياء أفضل؟ هل انتهى الصراع لصالحهم؟ وما نحن فيه نهاية المباراة والحسم الأخير؟ هل انصرف الجمهور يأسا من تعديل النتيجة؟ أم ما زالت المباراة قائمة لم تنته، وما زالت لنا فرص التعويض والتسديد والتهديف؟

أجواء صعبة ومؤلمة يعانيها غالبية الشباب الثوري المصري الذي لم يهنأ بثورته، بل فوجئ في نشوة النصر بمرارة الهزيمة والانكسار وضياع الثورةوسرقة الحلم.

ثم كانت المذابح والسلخانات وما زالت.. قتلى وجرحى وأسرى، سجون ومحاكم ومظالم، وأحكام ومشانق وإعدامات.. وكأنه فيلم يوم القيامة الذي شاهدته عدة مرات.

ما سبق لسان حال الأكثريه من أبناء وأنصار ثورة يناير، أجمل ما فعلة المصريون منذ ثورة 1919، لكن كعادة سكان هذه المنطقة من العالم، الحلو لا يكتمل.

أقول وبيقين من واقع تجاربي الحياتية وقراءاتي التاريخية، بل من قلب انتكاسة يناير نفسها والتي بدأت بعد تنحي مبارك مباشرة: نعم نملك الكثير من الأوراق لاستكمال النضال واستعادة حقوقنا العادلة والمشروعة في حياة حرة كريمة تليق بنا، كشعب ضمن شعوب العالم الإنساني المتحضر.

نملك تجربة ثرية بالدروس والعبر والنتائج، سلبية كانت أو إيجابية.. نملك تجربة عملية في أرض الواقع، بعدما كنا لا نملك إلا تاريخا مزورا ومكتوبا لصالح البعض.

نملك رؤية واضحة وضوح الشمس، بعد كشف الغطاء وسقوط الأقنعة عن مؤسسات وهيئات وجهات وأحزاب وكيانات وجماعات وشخصيات، بل ودول ودويلات وممالك وإمارات، بعيدا عن الأوهام والشعارات والخطب والمقالات والصور والأحضان والقبلات.

نملك جيلا من الشباب عاش تجربة تعد بالسنوات وتكافئ في الرصيد العقود، جيلا نضجته قسوة التجربة، وصهرته حرارة السجون، وعلمّته جهالة الساسة والقضاة والشرطة، ولم يغيّب عقلَه وضميره فسادُ الإعلام.

نملك فكرة واضحة عن الفارق بين التنافس السياسي في ظل أنظمة الاستبداد، والصراع على السلطة تحت وطأه انظمة القتل والدم والذبح، وفي أيهما ندخل وأيهما نتجنب وما هي بدائل التغيير في كل منهما..

نملك وثائق وشواهد على من باع وفرّط، ومن خان وهادن، ومن ظلم وحكم، ومن قتل وسفك، ومن حرض وشتم، ومن أهدر وأسرف وسرق.

نملك الأمل، ويملكون اليأس، نملك الأجر ويملكون الوزر، نملك الشجاعة ويملكون الرعب والخوف، نملك اليوم والغد ويملكون الأمس، نملك الحق ويملكون الزور والزيف.

الخلاصة: المباراة لم تنته وما زالت في الملعب، والجمهور لم ينصرف بل ينتظر ليشارك ويدعم، الأهم أن نواصل بروح الفريق حتى نصل إلى المرمى، ونحرز الأهداف معا.

د. محمد عماد صابر

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى