ثقافة وفنون

فعاليات متنوعة في معرض إسطنبول للكتاب العربي وحضور قوي لغزة

حضرت غزة بقوة في معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي، مع انطلاقته الأولى والذي يستمر حتى 18 أغسطس/ آب الجاري تحت شعار “الكتاب مستقبل”.ويتضمن المعرض نحو 100 فعالية ثقافية وفنية متنوعة، وعقد ندوات فكرية وحفلات توقيع كتب وأمسيات شعرية، ومن المتوقع أن يشهد المعرض عدة فعاليات عن فلسطين وغزة، في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية على القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وينظم المعرض “اتحاد الناشرين الأتراك” بالتعاون مع “الجمعية الدولية لناشري الكتب العربية” و”جمعية الناشرين الأتراك”، إلى تعزيز حضور اللغة العربية في المجتمع التركي وتوطيد الروابط الثقافية بين تركيا والعالم العربي، وذلك من خلال مخاطبة ملايين العرب المقيمين في تركيا، بالإضافة إلى المواطنين الأتراك المجيدين للغة العربية أو ذوي الأصول العربية.

وشهدت الساعات الأولى للمعرض توافد الآلاف من الزوار الذين حرصوا على حضور الجلسة الافتتاحية التي تميزت بحضور بارز لشخصيات رفيعة، من بينهم والي إسطنبول داود غول، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ الدكتور علي القره داغي، ورئيس الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي مهدي الجميلي، بالإضافة إلى الأكاديمي والمستشار السابق لرئيس حزب العدالة والتنمية التركي، ياسين أقطاي.

ويساهم المعرض في تعزيز حضور اللغة العربية في تركيا والدول المجاورة. كما أكدوا أهمية الحدث في بناء جسور التواصل الثقافي بين العرب المقيمين في تركيا وثقافتهم، مما يسهم في الحفاظ على هويتهم اللغوية والثقافية التي قد تواجه تحديات في أماكن إقاماتهم.

وقال المنسق العام لمعرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي، محمد أغير أقجا في كلمته إن اختيار عنوان “الكتاب مستقبل” شعارا جاء انطلاقا من الإيمان بأن مستقبل الشعوب يكمن في القراءة والكتابة ونور العلم. وأضاف “نحن نؤمن بأن الثقافة هي الرابط الذي يجمعنا، وعندما تكون الثقافة هي الأساس لعلاقاتنا، فإننا سنمضي قدما بتناغم مع أشقائنا العرب واللاجئين في تركيا”.

من جانبه أعرب رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة إسطنبول، أرهان أركان، عن فخره بالدعم الذي تقدمه الغرفة للمعرض، معبّرا عن سعادته بوصوله إلى دورته التاسعة. وأكد أركان أن اللغة العربية تحتل مكانة خاصة في قلوب الأتراك، كونها لغة الإسلام والقرآن الكريم، ولغة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وأضاف أن هذا المؤتمر لا يقتصر على التبادل الثقافي فحسب، بل يسهم في تعزيز جسور التعاون الاقتصادي والسياحي بين تركيا والعالم العربي.

حضور قوي لغزة

تضمن المعرض فعاليات لتسليط الضوء على الأوضاع الراهنة في قطاع غزة، حيث يتعرض الشعب الفلسطيني لإبادة جماعية مستمرة منذ أكثر من 10 أشهر. ومن أبرز هذه الفعاليات، جلسة خاصة بعنوان “طوفان الأقصى: الآفاق والتحديات”، التي تستعرض التحديات المستقبلية للقضية الفلسطينية.

كما حظيت رفوف دور النشر المشاركة بمجموعة متميزة من الكتب التي تركز على القضية الفلسطينية، من بينها “القضية الفلسطينية والمجتمع الأميركي” للمفكر إدوارد سعيد. وكذلك “موسوعة اليهودية والصهيونية وإسرائيل” و”مقدمة لدراسة الصراع العربي الإسرائيلي” لعبد الوهاب المسيري، إلى جانب “الشوك والقرنفل” لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار وغيرهم.

وفي كلمته، أكد رئيس مجلس إدارة الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي، مهدي الجميلي، أن المعرض يخدم الثقافة العربية، ورسالة الأمة العربية والإسلامية. كما وجّه تحية خاصة لشعب غزة الذي يدافع عن كرامة الأمة، مشددا على أن تضحياته تفوق ما تحملته الأمة من قبل. وأضاف الجميلي “نقول لهم إن عزاءنا أن هذا الجهد الصغير الذي نبذله هنا يكمل جهدكم العظيم، ويسهم في إيصال صوتكم وبناء أجيال تسير على خطاكم”.

ويشارك في المعرض أكثر من 300 دار نشر تمثل 30 دولة حول العالم بـ150 ألف عنوان، إلى فتح قنوات تواصل ثقافية جديدة وتوسيع دائرة المعرفة لدى الجمهور المهتم بالثقافة العربية في تركيا.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى