
أضرب بلا رحمة في وجه الكذب الصارخ والرياء المسموم الذي تفوّه به أفيخاي أدرعي، المتحدث بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي، في تغريدته الوقحة.
تلك التغريدة التي لا يمكن وصفها إلا بالإستفزاز والتضليل الواضح، تمثل محاولة مستميتة لإقحام الدين في سياق دعائي قذر يخدم مصالح الاحتلال الإسرائيلي، وهو أمر لا يمكن السكوت عليه.
أفيخاي أدرعي ليس سوى بوق إعلامي يُروج لأجندات سياسية قذرة تحت غطاء ديني، ويتلاعب بالمفاهيم لتلميع صورة الاحتلال.
تصرفاته ليست مجرد كلمات عابرة على منصة “إكس”، بل هي وسيلة لترويج فكر استعماري يقوم على الزيف وادعاء الاعتدال، بينما الحقيقة تكمن في الأفعال التي يمارسها الجيش الذي ينطق باسمه؛ جيش لا يتوقف عن ارتكاب المجازر في حق الشعب الفلسطيني الأعزل.
ما جاء في تغريدته الأخيرة ليس إلا محاولة ساذجة لتفريق العرب عبر تقسيم الطوائف ودعم سياسات تدمير وحدة الأمة.
تلك التلميحات المبطنة التي يدعو فيها إلى التفريق بين المسلمين ليست سوى غطاء رخيص لمآرب احتلالية دموية، وهنا أُواجهه بحد السيف؛ لن تنطلي محاولات ذر الرماد في العيون علينا، ولن يستطيع أدرعي أن يخدعنا بتبرير الاحتلال الدموي تحت ستار الدين.
في شهر رمضان المبارك، ذلك الشهر المعروف عنه بأنه شهر الرحمة والمغفرة، يحاول أدرعي استغلال الأجواء الروحانية ليُظهر الاحتلال بوجه “إنساني” زائف.
يتحدث عن “الرحمة” في رمضان، بينما جيشه القاتل لا يتوقف عن هدم المنازل، وقتل الأطفال والشيوخ في فلسطين. كيف يمكن لهذا الشخص أن يتحدث عن الرحمة، وهو يمثل جيشًا لا يعرف سوى القتل والتدمير؟
أفيخاي أدرعي يتحدث بلسان الواعظ، لكنه في الحقيقة لا يحمل إلا نفاقًا صريحًا .. جيشه يواصل ارتكاب الفظائع في كل زاوية من فلسطين، بينما يقف أدرعي ليُحاضرنا عن “القيم”. أي نفاق هذا؟ وهل يمكن لمن يغمس يديه في دماء الأبرياء أن يتحدث عن السلام؟
وبينما أرفض بشدة ما يمثله حزب الله من أيديولوجية إسلامية سياسية، وأعلن بلا مواربة أنني لا أؤيد الإسلام السياسي بأي شكل من الأشكال، سواء كان سنيًا أو شيعيًا، إلا أنني لا أسمح أن تُستغل هذه المواقف لإضعاف الأمة الإسلامية أو تبرير جرائم الاحتلال.
الشيعة، بجزء من تحالفاتهم الفكرية والسياسية، ربما يكونون جزءًا من هذا المخطط التوسعي الذي يسعى إلى تفتيت الأمة الإسلامية، لكن هذا لا يعني أن أدرعي يمتلك أي حق في استخدام هذا الصراع الداخلي لمصلحته.
إن استغلال أدرعي للدين كغطاء لدعايته القذرة هو أمر مستهجن .. من يحاول زرع الفتنة بين العرب والمسلمين، سواء كان ذلك من خلال تغريدة أو بيان، لا يمكن أن يكون إلا عدواً يسعى لتفتيت وحدة الأمة.
أرفض تمامًا أن يتم التلاعب بالدين لأغراض سياسية، وأدين بشدة محاولات أدرعي لاستغلال شهر رمضان ليزرع الفتنة بين المسلمين.
أفضح هنا محاولاته المستميتة لتلميع صورة جيشه القاتل عبر هجومه على حركات المقاومة، خاصة في سياق حديثه عن “رمضان بلا حزب الله أو حماس”.
كيف يمكن للقاتل أن يتحدث عن الرحمة والسلام؟ أدرعي يحاول الترويج لفكرة أن جيشه يمثل الاستقرار والأمن، بينما الحقيقة هي أن جيشه هو من يُطلق الصواريخ على البيوت الآمنة في غزة ويقتل الأبرياء.
لن أسمح لأي شخص، سواء أدرعي أو غيره، بتشويه الإسلام أو تفريق المسلمين .. نعم، أنا أختلف مع الشيعة ولا أؤيد حزب الله، لكن هذا لا يعني أنني سأغض الطرف عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي أو أقبل أن تُستخدم الطائفية كأداة لتشويه صورة المقاومة.
إن محاولة أدرعي للربط بين حركات المقاومة والإرهاب هي كذبة مفضوحة .. المقاومة هي حق مشروع لكل شعب يعاني من الاحتلال، وأفيخاي أدرعي يعلم جيدًا أن جيشه هو الإرهابي الحقيقي، جيش لا يعرف سوى القتل والتدمير والاحتلال.
في كل مرة يحاول أدرعي أن يتحدث عن السلام، يسقط قناع الإنسانية الزائف الذي يحاول ارتداءه، ويُظهر وجه الاحتلال البشع.
أعلن هنا، بكل وضوح، أنني لا أقبل بأي محاولات لاستغلال الدين لتحقيق مكاسب سياسية أو لتبرير الاحتلال. أرفض تمامًا أن يتم تشويه صورة المقاومة أو زرع الفتنة بين العرب والمسلمين.
وأقول لأفيخاي أدرعي: كل محاولاتك لزرع الكراهية والتحريض بين المسلمين ستفشل، فالأمة الإسلامية أذكى من أن تقع في فخاك.
الاحتلال الإسرائيلي هو العدو الأول للشعوب العربية، ولن ينجح أدرعي أو غيره في إخفاء هذه الحقيقة .. نعم، أنا أرفض الإسلام السياسي، وأنتقد حزب الله والشيعة، لكن هذا لا يعني أنني سأسمح بأن تُستخدم هذه الخلافات لتبرير الاحتلال أو تشويه صورة المقاومة.
أختتم بأنني أقول بوضوح مهما حاول أفيخاي أدرعي التلاعب بالعقول، فإن الشعب العربي يعرف جيدًا من هو العدو الحقيقي .. ولا مكان لأكاذيبك بيننا، ولن تمرر أكاذيبك على شعوبنا.