حوارات وتحقيقات

حوار لأخبار الغد يجريه الصحفي أيمن نور مع مسؤول لبناني رفيع

  • رد المقاومة قد يطول مفاعل ديمونا وكافة المطارات الاسرائيلية
  • امريكا طلبت من ايران عن طريق مصر منحها مهلة قبل الرد
  • ناتنياهو يرتكب أفعالا نازية بحق الفلسطينيين كالتي فعلها هتلر ضد اليهود

حوار أجراه أيمن نور


منذ سنوات طويلة لم أسعى لممارسة دوري كصحفيّ ومحاور اليوم تحديدا استجمعت كل مهاراتي الصحفية والإعلامية اثناء مكالمة هاتفية

غير مرتب لها ان تكون حوارا صحافيا- مع مسئول لبناني حالي

البداية: كانت حديث عام من جانبي حول المجزرة المرعبة التي ارتكبتها إسرائيل صباح السبت في مدرسة في غزّة -كانت مركزاً لإيواء النازحين– وهل هدّدت ومازالت تهدد هذه المجزره بإطاحة آخر فرصة لتجنّب الانفجار الإقليمي الواسع ام انها أججت احتمال وقوع هذا الانفجار بقوّة غير مسبوقة ؟؟‼️.

وكان رأي المسئول اللبناني -والصديق العزيز- أن التعمّد في افتعال المجزرة بدا فاضحاً ،بقدر عدد الضحايا ونوعية الإصابات التي اهتزّ له العالم ،

فقد كشفت المشاهد الحيّة للمجزرة زيف التبريرات التي ساقها العدوان الإسرائيلي إذ أثبتت الفيديوات المصورة لحظة المجزرة أنّ أي مسلح لم يكن بين الضحايا ولا بين الجرحى فأكثرية الضحايا والمصابين كانوا من الأطفال والنساء والرجال العزّل.


وتبعا لوحشيّة المجزرة التي أشعلت موجة تنديد واستنكار دولية وعربية واسعة أكدت أن بنيامين نتنياهو اقدم على هذه المجزرة بهدف الإطاحة بفرصة المفاوضات الجديدة المقرره في الدوحة الخميس المقبل

والتي وضعت الولايات المتحدة الأميركية ثقلها الديبلوماسي بالتنسيق مع مصر وقطر لتحويلها الفرصة الأخيرة لإحداث اختراق يشكل منفذا لإنقاذ المنطقة من اشتعال حرب واسعة.


سألته: هل بات موعد الخميس في الدوحه في حكم الملغي؟!

رد قائلا:
مع ان موعد الخميس -لم يلغ بعد -فان تداعيات المجزرة اثارت غيوماً كثيفة وظلالاً من التشاؤم الشديد حول إمكانات تحقيق أي نتيجة إيجابية في المفاوضات -لو عقدت-. كما أن التداعيات المتلازمة للتشكيك في المفاوضات بعد المجزرة تتصل بتصاعد المخاوف مجدداً من تسريع رد كل من إيران و”حزب الله” على اغتيال إسماعيل هنية في طهران وفؤاد شكر في الضاحية الجنوبيّة لبيروت

سألته : الرد الايراني بات يحوطه الكثير من الغموض والالتباس بل والشك لدي المواطن العربي؟


اتفهم هذه المشاعر لدي المواطن العربي لكني اعتقد ان المسئول دائما لديه حسابات اكثر تعقيدا وترتيبات عسكرية وسياسية ومعلومات استخباراتية قد تجعل قراره ليس بالسرعة التي ينتظرها المواطن العربي

، ولكن المجزرة الأخيرة في غزة قد تكون أثّرت بقوة على الموعد المفترض للرد واستعجلته
فقد إختار العدو الإسرائيلي موعد صلاة الفجر ليرتكب أبشع مجازره ضد المواطنين في هذه المدرسة التي كان من المّفترض أن تُشكل للمدنيين ملاذًا آمنًا بعد أن هجّرتهم من منازلهم يد الغدر والإجرام،

غدت مدفنا للأبرياء على أيدي كيان غاصب يستحق صفة «الكيان النازي المُجرّم»، الذي يتعاطى مع الفلسطينيين كما تعاطى النازيون مع اليهود في الحرب العالمية الثانية.

وما يُبرّر هذا القول هو المنهجية التي يتبعها الكيان في كل مجازره يرتكبها ضد المدنيين الفلسطينيين، مما يحّولها إلى «إبادة» يجب محاكمته عليها.

كيف تفسر ضعف ردّ الفعل الدولي على المجزره؟

قال:-
استغرب بقدر كبير قيام بعض إعلامنا العربي (ربما بغير عمد) الترويج ان العالم لم يرمش له جفن
امام هذه المجزره وبالطبع لا انفي ضعف الموقف العربي والدولي اذاء ما جري لكنّ هذا لا يحملنا لتجاوز الادانات العربية والدولية التي اعقبت نشر صور وفيديوهات المجزره

و لعل أصدق ردّة فعل كانت لفرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الأممية لحقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية، التي تساءلت: «كيف يتقبل العالم هذه الإبادة»؟ كما علق مفوض «الأونروا» بالقول «إنه يوم آخر من الرعب في غزة بعد قصف مدرسة أخرى وتقارير عن مقتل العشرات بينهم نساء وأطفال ومسنون».

لماذا تأخرت هذه الادانات التي بدت خجولة؟
الإدانات العالمية لم تتأخّر، كثيرا

حتى ولو أن وسائل الإعلام العالمية تجاهلت الحدث في ساعاته الأولى.

فمسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي قال في تصريح له: «أشعر بالرعب من صور مدرسة إيواء في غزة تعرضت لضربة إسرائيلية»! كذلك علّق وزير الخارجية البريطاني قائلًا: «أشعر بالرعب جراء الغارة الإسرائيلية على مدرسة التابعين في غزة».

وتوالت الإدانات من كلٍ من بلجيكا وروسيا وتركياولعلّ التصريحات البلجيكية هي الأكثر تعبيرا عن الإجرام الإسرائيلي، إذ قالت وزيرة الخارجية البلجيكية: «نَدين بشدة الهجوم على مدرسة في غزة الذي خلف مقتل 100 نازح على الأقل»، وهو ما يُشكّل تأكيدا على النيّة الإجرامية

مّا المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، فقد صرّح أن «جريمة مدرسة التابعين نموذج واضح وصريح لتهديد الأمن والسلم الدوليين». وهذه الادانات لا تنفي بطبيعة الحال وجود«تقاعس من المجتمع الدولي تجاه محاسبة إسرائيل»،
فقطاع غزة يعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة بسبب الانتهاكات الإسرائيلية».

وماذا عن الموقف العربي؟

دانت قطر بشدّة قصف الاحتلال الإسرائيلي وكذلك فعلت سلطنة عُمان التي طالبت المجتمع الدولي بوقف الاعتداءات الإسرائيلية ومحاسبة الاحتلال وفرض عقوبات دولية على «إسرائيل».

أمّا مصر فقد دانت الجريمة واعتبرت أن «قتل الفلسطينيين عمداً دليل قاطع على غياب الإرادة السياسية لدى «الإسرائيلي» لإنهاء الحرب». و من جهّتها دانت وزارة الخارجية اللبنانية بشدّة الجريمة واعتبرتها جريمة موصوفة.


كما دانت حركة فتح المجزرة «الدموية الشنعاء التي ارتكبها الاحتلال في مدرسة التابعين» وقالت أنها «تمثل ذروة الإرهاب والإجرام لدى حكومة الاحتلال». وكذلك دانت حماس المجزرة وعتبرتها تأكيدا واضحا من «الحكومة الصهيونية على مضيها في حرب الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني».

هل الرهان علي الداخل الاسرائيلي انتهي؟!


اللافتً هو ردّة فعل عائلات
الأسرى «الإسرائيليين» الذين اتهموا نتنياهو بإفشال صفقة التبادل عبر هذه الجريمة إرضاءً لسموتريتش وبن غفير المتعطشين للدماء.
سياسة الهروب الى الأمام

سالت المصدر السياسي البناني والمسئول البارز

هل وقف إطلاق النار يعني الغاء الرد؟!
قال:الرد لا علاقة له بوقف إطلاق النار».
وماذا عن طبيعة ومستوى الرد المتوقع

افصح المصدر
قائلا:-
لست عسكريا وفي حدود توقعاتي -وليس معلوماتي-
هناك عِدّة مواقع في الأراضي المحتلّة مصنّفة استراتيجيا تحت مرمى صواريخ محور المقاومة، من بينها كل مطارات العدو ومرافئه ومُفاعله النووي (ديمونا).

وعن سبب التأخير في الردّ،


يقول المصدر: في البدء كان التأخير جزءا من الحرب النفسية التي مارستها المقاومة على العدو والتي أعطت مفعولا كبيرا. أمّا الأن، فإن التأخير هو تأخير تكتيكي يدخل في خانة تعظيم النتائج على المستوى العسكري، ولكن أيضا السياسي من ناحية تحصين مكاسب الشعب الفلسطيني في غزّة.

سألت المسئول اللبناني والسياسي الكبير عن تفسيره للتصعيد الاسرائيلي الاخير بعد مزبحه فجر السبت

قال :-
التصعيد الإسرائيلي في هذه المرحلة هو هروب للأمام من خلال مواصلة الحرب، وإفشال مفاوضات وقف إطلاق النار في غزّة، والسبب بحسب المصدر يعود إلى الأفق المسدودة أمام رئيس وزراء العدو نتنياهو، الذي يعلم أكثر من أي وقتٍ مضى أن مستقبله السياسي انتهى، ولكن أيضا السجن بانتظاره عند انتهاء الحرب. لذا يحاول الهروب إلى الأمام من خلال فرض شروط تفاوضية جديدة بحجّة التغيرات الميدانية، وهذه الشروط غير قابلة للتنفيذ نظرا إلى عدم تطابقها والواقع على الأرض. وبالتالي فإن الأكثر احتمالا هو محاولة نتنياهو جرّ الولايات المتحدة الأميركية إلى مواجهة لا تريدها أصلا.


سألت المسؤول اللبناني؛ هل تصدق الحكومة اللبنانية الموقف الامريكي وتصريحات وزير الخارجية الأميركي؟!

قال :-
بحسب المعلومات، ان هناك سعيا أميركيا لإقناع إيران بخفض سقف ردّها على العدو الإسرائيلي، في مقابل الإطاحة بنتنياهو الذي أصبح يشكّل عبئا كبيرا على الإدارة الأميركية الحالية.
ونُقل لي عن الإدارة الأميركية أن واشنطن طلبت من الجمهورية الإسلامية في إيران عن طريق مصر والأردن التهدئة لتفادي حرب كبرى «يخطط لها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو». وما يزيد القناعة في هذا السيناريو هو تصريح السفير الأميركي لدى «إسرائيل» الذي قال: «الأيام المقبلة حاسمة لمنع انزلاق المنطقة إلى صراع لا مصلحة لأحد فيه».‼️

سألته هل انت راضي عن الموقف الأميركي والدولي؟!

قال:-
أمام هول ما يرتكبه العدو الإسرائيلي في غزة من جرائم موصوفة ضد الإنسانيّة، لا تعني كل المواقف الدولية التي تقف عند حدود الإدانة والشجب،

فالعدو الهمجي يستمر في قصف المدنيين رافضا كل مساعي التهدئة والعودة إلى المفاوضات، وفي المقابل تبدو الدبلوماسية عاجزة عن دفع حكومة نتنياهو الى وقف عدوانها.فما يجري في غزة هو حرب ابادة حقيقية تدور وسط صمت الغرب الداعم لتل أبيب،

بإفلاتها من العقاب على ما تقترفه من مجازر وقتل متعمد ضد الشعب الفلسطيني. فما حصل في مدرسة التابعين في غزة ليست إلا جريمة جديدة في سجل المجزرة التي ترتكبها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني على مرأى من العالم أجمع، وإن صدرت بعض بيانات الإدانة من فرنسا واليونسيف،

وغيرها فيما المطلوب هو تحرّك جدّي لوقف الإبادة. وفي هذا السياق، جدّد لبنان إدانته لكل إرتكابات العدو الإسرائيلي الذي يمعن في حرب الإبادة بشكل ممنهج ومنظم ضد الشعب الفلسطيني،

وآخر فصولها الاعتداء السافر على مدرسة “التابعين” في غزة، بموازاة تهرّبه من كل محاولات وقف إطلاق النار، وضرب كل القوانين والأعراف الدولية،

ما يستلزم تحركاً فاعلاً لوقف هذه المذبحة المستمرة بحق الشعب الفلسطيني دون أي رادع، وتقديم كل المسؤولين عما يحصل إلى المحاسبة الدولية. بالتزامن،

سألت المصدر اللبناني عن موقف مجلس الأمن مما يجري في غزة، وما هو موقف الدول التي تزعم محاربة الإرهاب وهل يوجد افظع من هكذا ارهاب وإجرام؟وتساءلت ما جدوى المساعي القائمة في المنطقة لتجنّب تصادم إقليمي كبير فيما إسرائيل مستمرة بعدوانها في غزة كما في جنوب لبنان، وما زال الشارع العربي يسأل عن الرد الموعود ؟‼️

أجاب قائلا:-
لبنان و ايران فرملت ردّها الذي كان مرتقباً خلال أيام فاسحة المجال أمام الاتصالات علّها توقف الجنون الإسرائيلي.
و من جهته، وسّع حزب الله من دائرة استهدافاته، وشهدت جبهة الجنوب تصعيداً لافتاً، تمثّل بالهجوم عبر سرب من المسيّرات الانقضاضية على شمال الأراضي المحتلة،

ما يوضع في إطار إبقاء الجبهة مشتعلة حتى ولو تأخّر الرد المشترك لجبهات الإسناد.وأضاف: “لا يمكن أن نتجاهل ما يتعرض له جنوب لبنان من قصف ودمار بشكل يومي”.أيام مفصلية بانتظار المنطقة عشية الاجتماع المرتقب الخميس المقبل، والى ذلك الحين لا شيء يضمن ما يمكن أن تقترفه اليد الإسرائيلية المغمّسة بالدم الفلسطيني من دون أي محاسبة.
(انتهى الحوار)

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى