ملفات وتقارير

جيش الاحتلال الإسرائيلي يزيد من استخدام الطائرات المسيرة: تهديد جديد للسلامة في الأراضي الفلسطينية

أكد مصدر في المقاومة الفلسطينية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد ضاعف في الأيام الأخيرة من استخدام سلاح الطائرات المسيرة، مما يثير قلقًا كبيرًا حول الأمان والسلامة في المناطق الفلسطينية.

وأشار المصدر إلى أن هذه الطائرات تقوم بمهام استخبارية متعددة تشمل الرصد والتتبع، بل وحتى استهداف واغتيال المدنيين العزّل، حيث تتعرض خيامهم لقصف متعمد. كما تم رصد نشاط استخباري غير مسبوق في سماء منطقة مواصي خانيونس والأطراف الشمالية من محافظة رفح، بالإضافة إلى الجزء الغربي من معسكرات وسط القطاع، حيث تتحرك العشرات من الطائرات المسيرة بلا هوادة.

وتُعتبر الطائرات المسيرة من أخطر الأسلحة التي استخدمها جيش الاحتلال منذ بداية العدوان على غزة في السابع من أكتوبر 2023، حيث إنها تتمتع بقدرات استخبارية دقيقة تمكنها من تتبع الأهداف ورصدها وتنفيذ عمليات اغتيال بشكل متجدد.

وفي هذا السياق، أكد المصدر: “إن استخدام جيش الاحتلال للطائرات المسيرة يمثّل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، ويستوجب محاسبة دولية على هذا الاستهداف المتعمد للمدنيين”.

جيش الاحتلال يسلط الضوء على أنواع الطائرات المسيرة المستخدمة في عدوانه على غزة

في تقرير شامل، كشفت مصادر دفاعية عن تفاصيل متعلقة بالطائرات المسيرة التي يعتمد عليها جيش الاحتلال في عملياته العسكرية في قطاع غزة، مشيرةً إلى التكنولوجيا المتقدمة والمهام الاستراتيجية التي تؤديها.

تستند المعلومات إلى تحليل موقع “إسرائيل ديفنس”، الذي يوضح أن جيش الاحتلال يمتلك مجموعة متنوعة من الطائرات المسيرة، تتفوق على مثيلاتها عالمياً. تنقسم هذه الطائرات إلى قسمين رئيسيين: الطائرات المأهولة والطائرات غير المأهولة.

تتميز الطائرات المسيرة المأهولة، التي تشكل العمود الفقري للقدرات الجوية الاحتلالية، بأنها أمريكية الصنع وتتميز بحجمها الكبير، مما يمكنها من نقل الأفراد، حيث يمكن أن تحمل ما بين 90 إلى 130 جنديًا أو مظليًا. وتُعَد هذه الطائرات ذات قدرات استثنائية في تنفيذ مهام متعددة، تشمل الدعم المباشر للقوات على الأرض، استراتيجيات القيادة والسيطرة، والتصميم الفعال لعمليات النيران المدفعية والجوية.

ومن المهام الرئيسية التي تكلف بها هذه الطائرات، تقديم الدعم اللوجستي، وتنفيذ المهام القتالية، وتوجيه القوات البرية سواء بالتقدم أو الانسحاب، مما يعكس الأهمية الاستراتيجية لهذه الطائرات في العمليات العسكرية المستمرة.

“إن قدرة الطائرات المسيرة على دعم العمليات العسكرية المتنوعة تعكس مدى التقدم التكنولوجي الذي يسعى الجيش إلى تحقيقه في مساعيه لتحقيق التفوق العسكري”، قال أحد الخبراء العسكريين المطلعين على هذه التكنولوجيا.

أحدث الطائرات المسيرة ترتقي بمستوى التكنولوجيا العسكرية في عمليات الاستطلاع

تُعزز الطائرات المسيرة غير المأهولة من فعالية العمليات العسكرية بفضل قدراتها المتطورة في الاستطلاع والمراقبة، حيث تتضمن مجموعة متنوعة من الطائرات مثل “سيسنا 208″، “كوكيا”، “تزوفيت”، “نخشون”، “بوينغ 707″ و”سي 130”.

تتميز هذه الطائرات بقدرتها على التحليق بارتفاعات تتراوح بين 7 إلى 15 ألف قدم، مما يمنحها ميزة في الطيران لفترات طويلة دون الحاجة للعودة إلى القواعد العسكرية للتزود بالوقود. هذه الحدود العالية تُتيح لها القيام بمهام ميدانية معقدة ودقيقة.

تتعدد مهام الطائرات المسيرة، حيث تعتبر أدوات حيوية في تمشيط الميدان ورصد التحركات قبل دخول الفرق العسكرية. كما يمكنها إطلاق النار، إلقاء القنابل الصغيرة، وكذلك صواريخ موجهة من طراز “جو- أرض” و”جو- جو”. تُدار هذه الطائرات الصغيرة والمتوسطة من قبل القوات المنتشرة على الأرض، ما يمنحها مرونة أكبر في التعامل مع المواقف الميدانية المختلفة.

“تعتبر الطائرات المسيرة جزءًا أساسيًا من استراتيجيتنا العسكرية الحديثة، فهي تساعدنا في تحقيق السيطرة على الأرض وتوفير المعلومات الحيوية في الوقت المناسب”، قال أحد الضباط العسكريين. “لقد أصبحت هذه التكنولوجيا ضرورية لتحقيق نجاح العمليات العسكرية في البيئات المعقدة.”

وتُصنف هذه الطائرات إلى ثلاث فئات:

  1. الطائرات ذات الارتفاعات العالية: من أشهرها “هيرون”، “هيرمز 900″، و”هيرمز 450”. وتتمثل مهامها في التنسيق وتبادل المعلومات بين المحطات الأرضية ومحطات الفيديو، إضافة إلى تنفيذ مهام التجسس، مثل تتبع بصمات الصوت، والتعرف على المشتبه بهم من خلال بصمة العين، وهي مزودة بكاميرات تلفزيونية نهارية وأخرى حرارية للرصد الليلي.
  2. الحوامات متوسطة الحجم: ومن أبرزها “أوربيتر”، “سكاي لارك”، و”ووندر بي”. وتُستخدم هذه الطائرات في تنفيذ عمليات انتحارية من خلال تفجيرها في الهدف المستهدف. وتستعملها وحدات المشاة والقوات الخاصة الإسرائيلية، بالإضافة إلى كتائب المدفعية.
  3. الطائرات المسيرة الصغيرة: مثل “ماترس 600″، “مافيك”، و”كواد كابتر”، وتُعد من أخطر الطائرات المسيرة في العالم نظرًا لصغر حجمها وقدرتها على حمل رشاشات تطلق النار على أهداف قريبة وبعيدة بدقة قاتلة، إلى جانب إمكانيتها في إطلاق قنابل تفجيرية، أو تنفيذ مهام انتحارية.

واستأنف الاحتلال الإسرائيلي، فجر 18 آذار/مارس 2025، عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود الاتفاق مرارًا طوال الشهرين الماضيين.

ويتزامن هذا مع مواصلة قوات الاحتلال، بدعم أمريكي مطلق، ارتكاب إبادة جماعية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 في قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط نحو 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى ما يزيد على 14 ألف مفقود.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى