تقارير

غضب الوفديين: تجاهل ذكرى فؤاد باشا يُثير سخطًا بعد تفضيل الفنانين على زعماء الأمة

في حدثٍ أثار حفيظة جموع الوفديين، تجاهلت قيادة حزب الوفد وجريدة الوفد الورقية وبوابة الوفد الإلكترونية الاحتفال بالذكرى الرابعة والعشرين لرحيل فؤاد باشا سراج الدين، زعيم الأمة ورئيس الوفد السابق، مما أدى إلى حالة من الاستياء والغضب بين صفوف الأعضاء والموظفين السابقين في الحزب.

تجاهل تاريخي وصدمة للوفديين

جاءت حالة الاستياء هذه بعدما فوجئ الوفديون، اليوم السبت، بإصدار العدد الورقي لجريدة الوفد رقم 11706 بتاريخ 10 أغسطس الحالي. ورغم وجود خبر في صدر صفحته الأولى بعنوان “24 عامًا على رحيل الباشا”، فإن الصفحة كانت تبدو واهية لا تعكس حجم الحدث وأهميته في حياة السياسيين والمقربين من مبادئ الحزب.

للأسف، عوضًا عن التركيز على ذكرى فؤاد باشا سراج الدين، جاءت مفاجأة أكثر إحباطًا عندما اكتشف الوفديون أن نفس العدد يحتوي على صفحة كاملة تتحدث عن الذكرى التاسعة لرحيل الفنان المصري الراحل نور الشريف، تحت عنوان “9 سنوات على رحيل سواق الأتوبيس (نور الشريف)”.

هذه المقارنة المُخزية بين الشخصيتين أصابت العديد من الوفديين بالاستياء، حيث اعتبروا تجاهلهم لزعيمهم التاريخي بمثابة اعتداء على القيم والتقاليد التي تأسس عليها حزب الوفد.

وقفات احتجاجية وبيانات

أطلق العديد من الوفديين من مختلف الفصائل مطالبات بإدانات رسمية، وجاءت ردود الفعل غاضبة ومنددة، حيث طالبوا بتحقيق رسمي في أسباب هذا الإهمال.

كما طالب بعضهم إلي القيام بوقفات احتجاجية أمام مقرات الحزب، عارضين صورًا وشعارات تندد بالتجاهل الممارس ضد تاريخ وفخر الحزب.

وصرح مصدر مسؤول رفيع داخل حزب الوفد، الذي تحدث بشرط عدم ذكر اسمه، عزا ذلك إلى “سوء اختيار رئيس التحرير الحالي، أمجد مصطفى”،

مشيرًا إلى أن الأخير “عاش وتربى بين الفنانين والفنانات طيلة حياته المهنية محرراً في قسم الفن”، واصفًا تربيته بأنها تخدم أولويات بعيدة عن تقاليد الحزب وقيمه.

أهمية فؤاد باشا سراج الدين

ويُعتبر فؤاد باشا سراج الدين شخصية محوربة في تاريخ الحزب، حيث وُلِد في 2 نوفمبر 1911 وتولى رئاسة حزب الوفد في فترات صعبة.

كان سراج الدين نجمًا بارزًا في النضال من أجل حقوق الحريات العامة والديمقراطية، وترك بصمته واضحة في تاريخ مصر الحديث من خلال السعي لتحقيق العدالة الاجتماعية.

وتحت قيادته، عزز حزب الوفد مكانته كقوة سياسية رئيسية في البلاد، مما جعله منارة للعديد من المصريين الباحثين عن التغيير.

وإن إحياء ذكرى رحيله هو تذكير بالأفكار والمبادئ التي نشأ عليها الحزب، ويجب أن تبقى أجياله القادمة على صلة بتاريخه وإنجازاته.

أهداف الحزب وعلاقته بالجمهور

يتطلب الإغفال عن الذكرى العظيمة مراجعة شاملة لقيم الحزب وأهدافه ولتحسين العلاقة مع الجمهور. يجب أن تكون هناك ضمانات لعدم تكرار مثل هذه التجاوزات عبر إدارة خطة إعلامية مبنية على فهم أعمق لتاريخ الحزب ورموزه.

ويُشير العديد من المحللين السياسيين إلى أن التصرفات غير المدروسة من قبل الإدارة الحالية تأتي في وقتٍ يحتاج فيه الحزب إلى دعمٍ متزايد من قاعدته الجماهيرية، وأن الابتعاد عن تراثه وتاريخه هو بمثابة خطوة إلى الوراء.

مسيرة نحو المستقبل

في ضوء هذه الأحداث، من الضروري أن تعيد قيادة حزب الوفد تقييم أولوياتها وممارساتها، حيث يُمكن أن يصبح الاحتفاء بتراث الحزب ورموزه جزءًا من الثقافة السياسية اللازمة لضمان صمود الحزب وعافيته في الساحة السياسية.

وبعد كل ما حدث، يتساءل العديد من الوفديين: هل سيتعلم الحزب من دروس الماضي، أم سيستمر في التجاهل للأصوات المنادية بالعدل وضمان حقوق التاريخ السياسي للبلاد؟ يبدو أن هذا الأمر سيتطلب جهودًا حقيقية من القيادة لإعادة بناء الثقة وتعزيز الروابط مع الأعضاء.

وإن ما حدث هو دعوة للجميع للتأمل في أهمية الاعتراف بالجهود التي بذلها الزعماء السياسيون الذين ساهموا في تشكيل مسار البلاد،

والتأكيد على ضرورة الحفاظ على الموروث الثقافي والسياسي الذي يُعد جزءًا لا يتجزأ من هوية حزب الوفد ومكانته في قلوب المصريين.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button