شرطة الاحتلال تمنع الشيخ عكرمة صبري من دخول المسجد الأقصى لمدة 6 أشهر بسبب نعيه إسماعيل هنية
أصدرت شرطة الاحتلال الإسرائيلي قرارًا يمنع خطيب المسجد الأقصى، عكرمة صبري، من دخول المسجد لمدة ستة أشهر، وذلك على خلفية نعيه الشهيد إسماعيل هنية خلال خطبة الجمعة الأخيرة.
ويأتي هذا القرار في سياق توترات متزايدة حول مكانة المسجد الأقصى، الذي يعتبر رمزًا دينيًا وحضاريًا مهمًا لدى الفلسطينيين.
خلال خطبته، أشاد الشيخ عكرمة صبري بنضال الشهيد إسماعيل، الذي ارتقى في الأحداث الأخيرة، حيث عبر عن حزنه وألمه لاستشهاد أحد أبناء الشعب الفلسطيني. وعبّر عن تضامنه مع عائلته ورفضه للاحتلال وأعماله القمعية، مما أثار استياء السلطات الإسرائيلية. وتعتبر خطبة الجمعة في المسجد الأقصى بمثابة منصة للتعبير عن القضايا الوطنية والدينية، حيث يُعد الشيخ صبري أحد أبرز الأصوات المنادية بحقوق الفلسطينيين.
كان لهذا القرار وقعٌ مؤلم على الكثيرين من المصلين في المسجد، الذين يعتبرون الشيخ صبري رمزًا من رموز الدفاع عن الحق الفلسطيني، ويقوم بدور بارز في تعزيز الهوية الدينية والوطنية في القدس. وعقب صدور قرار المنع، أدانت العديد من الهيئات والجمعيات الفلسطينية هذا الإجراء، معتبرةً أنه استمرار لسياسة القمع والتضييق على حق الفلسطينيين في العبادة والتعبير.
وفي تصريح له بعد صدور قرار المنع، أكد الشيخ صبري أنه لن يتراجع عن مواقفه المشروعة، مشددًا على أهمية استمرار النضال من أجل حقوق الشعب الفلسطيني. وصرح بأنه سيستمر في الدعوة إلى العدالة والسلام، معبرًا عن قناعته بأن ما يقوم به الاحتلال لن يُثنيه عن أداء واجبه الديني والوطني.
تشير التقارير إلى أن السلطات الإسرائيلية قد زادت من إجراءاتها الأمنية والقمعية تجاه المصلين ورجال الدين في المسجد الأقصى في الفترة الأخيرة، حيث تكررت حالات الاعتقالات والمنع عن الدخول، وذلك في محاولة لخنق أي صوت يُعبر عن المقاومة أو التضامن مع القضايا الفلسطينية. ويعتبر مراقبون أن هذه السياسات تأتي في سياق المساعي الإسرائيلية لفرض السيطرة المطلقة على القدس والمقدسات الإسلامية.
ويُعتبر المسجد الأقصى مكانًا مقدسًا للمسلمين، لكنه في الوقت نفسه منطقة نزاع سياسي وديني معقدة، حيث يسعى الاحتلال إلى تغيير الواقع فيها، ما أدى إلى تصاعد الاحتجاجات والمواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال. ويُظهر هذا القرار مرة أخرى كيف أن كل دعوة للعدالة أو التعزية في شهداء الوطن يمكن أن تلقى قمعًا وتضييقًا من قِبَل الاحتلال.
اختتم الشيخ عكرمة صبري تأكيداته على أهمية الوحدة بين الفلسطينيين لمواجهة التحديات، مؤكدًا أن إرادة الشعب الفلسطيني لن تنكسر أمام ممارسات الاحتلال. وأعرب عن أمله في أن يُعيد الجميع النظر في الظروف الصعبة التي يواجهونها، وأن يُوحِّدوا جهودهم للدفاع عن حقهم في أداء شعائرهم الدينية بحرية.
إن منع الشيخ عكرمة صبري من دخول المسجد الأقصى، ليس مجرد إجراء إداري، بل هو جزء من حرب طويلة على هوية الشعب الفلسطيني وحقوقه في عاصمته الأبدية. ويُعتبر هذا القرار مؤشرًا آخر على التوترات المتزايدة في المدينة المقدسة، حيث يبقى الأقصى مركزًا للاحتجاجات والنضالات المشتركة للشعب الفلسطيني من أجل حريته وكرامته.