الذكرى السنوية لوفاة فؤاد باشا سراج الدين: شخصية تاريخية بارزة ومؤسس حزب الوفد الجديد
يحتفل الشعب المصري اليوم، 9 أغسطس، بذكرى وفاة أحد أبرز الشخصيات السياسية في تاريخ مصر الحديث، فؤاد باشا سراج الدين، الذي وافته المنية في مثل هذا اليوم عام 2000.
لقد كان فؤاد سراج الدين شخصية محورية في الحياة السياسية والاجتماعية في مصر، وكان له دور كبير في تشكيل معالم الحياة الحزبية والسياسية في البلاد.
النشأة والمولد
وُلد فؤاد سراج الدين في 2 نوفمبر عام 1911 لعائلة سراج الدين الشهيرة ذات تاريخ وطني عريق والتي تُعتبر واحدة من العائلات العريقة في مصر.
نشأ في بيئة ثقافية وسياسية خصبة، حيث كانت عائلته تنتمي بجذورها إلى التيار الوطني، مما ولّد لديه اهتمامًا مبكرًا بالشأن العام والسياسة. منذ صغره، تجلى ولعه بالسياسة، وكان يشارك في الأنشطة الطلابية ويظهر اهتمامًا بالقضايا الوطنية.
بداياته السياسية
سجل سراج الدين بداية مسيرته السياسية من خلال انضمامه لحزب الوفد، الذي كان يعد القوة السياسية الرئيسية في مصر خلال الفترات المتعددة في أوائل القرن العشرين.
ومع مضي الوقت، تميز فؤاد باشا سراج الدين بموهبته القيادية وذكائه السياسي، مما جعله يرتقي في سلم الحزب ويصبح من أبرز قياداته.
في فترة الخمسينات، كان لسراج الدين دور كبير في تنظيم صفوف الحزب وتحديثه ليتناسب مع التغيرات الاجتماعية والسياسية في المجتمع المصري. وقد ساهم في تأسيس حزب الوفد الجديد بعد أحداث 1952، مما عزز من تأثيره على المجتمع المصري.
دوره في الحياة السياسية
اعتُبر فؤاد باشا سراج الدين رمزًا من رموز الجيل الثوري الذي ساهم في إحداث التغيرات السياسية في البلاد.
ومن خلال رئاسة حزب الوفد، قام بدور بارز في مواجهة النظام السياسي الذي أسس بعد ثورة 1952. وتمثل إسهاماته أيضًا في العديد من المبادرات السياسية والنقابية التي سعت إلى تعزيز الديمقراطية والحرية السياسية.
أثبت سراج الدين قدرته على بناء تحالفات مع شخصيات سياسية مماثلة، ومن خلال هذه التحالفات، تمكن من تقديم رؤى جديدة تعكس احتياجات الشعب المصري وتطلعاته.
كما كان له أثر كبير في تحسين حياة المواطنين وتعزيز دور المرأة في المجتمع، حيث دعم قضايا حقوق المرأة والمشاركة السياسية.
إسهاماته الثقافية والفكرية
لم يتوقف فؤاد باشا سراج الدين عند حدود السياسة فقط، بل كان له دور بارز في الثقافة والإعلام. نشر العديد من المقالات والدراسات التي تناولت معالم الحياة المصرية، وأثرى النقاشات الثقافية بآرائه الجريئة.
كما أسس سراج الدين العديد من المراكز الثقافية التي تعنى بتطوير الثقافة والتعليم في مصر، بالتعاون مع مجموعة من المثقفين المصريين، مما ساهم في إرساء قاعدة قوية للثقافة المصرية.
وكان له تأثير كبير أيضاً على الأجيال اللاحقة من السياسيين والمفكرين، الذين استفادوا من رؤاه وأفكاره.
تراثه وبصمته على التاريخ المصري
تشكل حياة فؤاد باشا سراج الدين نموذجًا ملهمًا للكثيرين، حيث تمكن من ترك بصمة كبيرة في تاريخ مصر. يعد سراج الدين كتبًا ودراسات لم يُنظر إليها فقط كتراث ثقافي، بل كمنارات للزعماء والسياسيين الذين يتطلعون إلى تحقيق أهداف وطنية.
وبفضل إسهاماته، أصبح هناك الوعي بأهمية المشاركة السياسية ووحدة الصف، والذي دعا إليه سراج الدين من خلال خطاباته التي تواصل صداها عبر الزمن.
لقد أثر في المسيرة السياسية، مما جعله شخصية تحظى بالاحترام في سجلات التاريخ المصري.
التحية والذكرى
عندما يتم الحديث عن فؤاد باشا سراج الدين، تكون ذكرى إنجازاته حاضرة في الأذهان، حيث يبقى اسم سراج الدين مرتبطًا بقيم التقدم والحرية.
ويُعتبر احتفال الذكرى السنوية لوفاته فرصة لتجديد الالتزام بالقيم والمبادئ التي عاش من أجلها، وترسيخ في الأذهان أهمية العمل السياسي المبني على الالتزام بالمصلحة العامة.
لا يسع الشعب المصري إلا أن ينعي فؤاد باشا سراج الدين كشخصية تاريخية رائعة أفنت نفسها في خدمة الوطن، حيث يبقى تراثه حيًا ومشارًا إليه في كل ما يتعلق بالنضال من أجل مصر حرة ومستقلة.
إحياء ذكرى فؤاد باشا سراج الدين: إرث تاريخي يجسد الروح الوطنية
يصادف يوم 9 أغسطس ذكرى وفاة أحد أبرز الشخصيات السياسية في تاريخ مصر الحديث، فؤاد باشا سراج الدين، الذي رحل عن عالمنا عام 2000.
ويُعد إرثه التاريخي حجر الزاوية في بناء وطننا وتطوره، حيث ترك بصمة لا تُنسى في مجال السياسة والحكم.
وإن رحيل هذه الشخصية العريقة يحمل في طياته دعوة لتجديد التزامنا بالمحافظة على تاريخنا وأصولنا، وتعزيز الروح الوطنية والإلتزام بالقيم الثقافية التي تقوي هويتنا الوطنية.
البدايات المهنية والفكرية
في بداية حياته المهنية، عمل كوكيل للنائب العام ومحامٍ من 1930 إلى 1935، فكان يتعامل مع العديد من القضايا المهمة التي تعكس رغبة الشباب المصري في التغيير والإصلاح.
ومثل هذه الخلفية القانونية أعدته بشكل جيد للانخراط في النشاط السياسي، حيث انضم إلى الهيئة الوفدية عام 1935 ثم إلى الهيئة البرلمانية عام 1936.
وفي عام 1946، أصبح عضوًا في الوفد المصري، ومن ثم تولى منصب السكرتير العام للوفد عام 1949، مما يعكس ثقة الحزب في قدراته القيادية.
مسيرة سياسية حافلة بالإنجازات
تولى فؤاد سراج الدين العديد من المناصب الوزارية في الحكومات المصرية المتعاقبة، حيث تم تعيينه وزيرًا للزراعة في 31 مارس 1942.
وفي هذا المنصب، عمل على تحقيق الاستقرار الزراعي وتطوير قطاع الزراعة الذي يُعدّ أحد دعائم الاقتصاد المصري.
كما تولى مسؤوليات أخرى منها وزير الشؤون الاجتماعية ووزير الداخلية في يوليو 1942. كان له دور بارز في تقديم السياسات التي تستهدف تحسين حياة المواطنين، وعزز من إجراءات الأمن الاجتماعي.
وفي يوليو 1949، شغل منصب وزير المواصلات، حيث قام بتطوير البنية التحتية للطرق والنقل، مما ساعد في تعزيز حركة التجارة داخل البلاد.
ولعب أيضًا دورًا محوريًا كزعيم للمعارضة الوفدية في مجلس الشيوخ عام 1946، حيث حاول توحيد صفوف المعارضة لمواجهة التحديات السياسية.
دور فؤاد سراج الدين في بناء وطنه
فؤاد سراج الدين لم يكن مجرد وزير أو سياسي، بل كان رمزًا للروح الوطنية وشخصًا شغوفًا بخدمة بلاده. كانت رؤيته السياسية تتمحور حول تحقيق العدالة الاجتماعية وتطوير الديمقراطية، وكان دائمًا ما يدعو إلى أهمية العمل الجماعي في تحقيق الرؤية الوطنية.
إن إيمانه بقيمة التعليم والثقافة كعوامل رئيسية للتنمية الاجتماعية جعلت منه شخصية محورية في تطوير السياسة التعليمية والثقافية في مصر. وقد ساهم بشكل كبير في إنشاء مؤسسات ثقافية وتعليمية تعزز من الوعي الوطني وتساهم في الارتقاء بالمجتمع.
محطة في التاريخ
تعتبر مسيرة فؤاد بيه سراج الدين محطة مهمة في تاريخ مصر، حيث عايش العديد من الأحداث السياسية المؤثرة منها الاستقلال عن الاحتلال البريطاني والصراعات السياسية التي تلت ذلك، وكان له دور فعّال في العديد من المنعطفات الحاسمة. كما ساهمت أفكاره ونضاله من أجل حقوق المواطن والخدمات الاجتماعية في تشكيل رؤية جديدة لمصر.
تكريم الذاكرة وإحياء الأثر
اليوم، ونحن نستذكر فؤاد باشا سراج الدين، نجد أنفسنا أمام مسؤولية كبيرة للمحافظة على إرثه ومبادئه.
وإذ تأتي هذه الذكرى لتذكر جميع الأجيال بضرورة الالتزام بتطوير وطننا بقوة الروح الوطنية، وتعزيز القيم الثقافية التي تدعم هويتنا الوطنية.
علينا أن نستلهم من تاريخه ونمرّر ذلك للأجيال القادمة، فالتاريخ هو المرآة التي تعكس ماضي الأمم، ويجب أن تكون لدى كل فرد إرادة للمساهمة في تشكيل مستقبل أفضل لمصر.
استلهام الدروس والعبر
إن ذكرى فؤاد باشا سراج الدين هي دعوة للجميع للعودة إلى جذور الهوية الوطنية وفهم قيمة الانتماء إلى الوطن. يجب أن نتذكر دائمًا أن بناء الوطن يحتاج إلى عمل جماعي مخلص ووعي ثقافي عميق.
بهذه الروح، يمكن للجميع أن يلعبوا دورًا في تطوير المجتمع وتعزيز القيم الإنسانية التي يتطلع إليها شعب مصر. إن التمسك بالشعارات التي عاش من أجلها سراج الدين، مثل “الحرية، العدالة، والمساواة” يجب أن تكون محور اهتمام الجميع.
فؤاد باشا سراج الدين: رحلة سياسية مليئة بالتحديات والإسهامات
يُعتبر فؤاد باشا سراج الدين واحدًا من أبرز الشخصيات التاريخية في الحياة السياسية المصرية. وُلد في 2 نوفمبر 1911، وكان له دور لا يُنسى في تاريخ مصر الحديث.
عادت شهرته وظهوره السياسي على الساحة في عام 1978، حيث تولى رئاسة حزب الوفد واستمر في القيادة حتى وفاته في 9 أغسطس 2000. تعكس مسيرته رحلة حافلة من المواقف السياسية الصعبة، بما في ذلك الاعتقالات المتكررة والمواجهات مع الأنظمة الحاكمة.
العودة إلى الحياة السياسية في 1978
عام 1978 كان نقطة تحول كبيرة في حياة فؤاد سراج الدين، إذ تم انتخابه رئيسًا لحزب الوفد. من هنا، بدأ في تحديث الحزب وتطويره ليتلاءم مع احتياجات الشعب المصري في ذلك الوقت.
وعمل على إعادة هيكلة الحزب وإعادة تنشيط وجوده في الساحة السياسية بعد عقود من التحديات التي واجهته، مما عزز من دوره كقائد وطني يسعى لتحقيق تطلعات الشعب.
الاعتقالات والتحديات السياسية
لم تكن رحلة سراج الدين سهلة، حيث واجه العديد من التحديات السياسية في خضم تاريخ مصر الحديث. تم اعتقاله في عدة مناسبات، حيث بدأت تلك الاعتقالات في مارس 1952 عندما عُرف بانتقاداته الصريحة للنظام الحاكم، وتم الإفراج عنه في يوليو من نفس العام.
وفي سبتمبر من نفس العام، تم اعتقاله مرة ثانية، وأُطلق سراحه في ديسمبر، مما يبين تأثيره الفعال كمواطن مصري شجاع.
تواصلت التحديات، فتم اعتقاله أيضًا في يناير 1953، حيث قبع في السجن الحربي لمدة ثمانية أشهر، وكانت تلك فترة كانت الحكومة تنظم فيها الأمور الإدارية بعد سلسلة من الاضطرابات.
مع ازدياد الحالة السياسية توترًا، خضع فؤاد سراج الدين لمحاكمة أمام ما سميت بمحكمة الثورة في يناير عام 1954. وواجه حكمًا بالسجن لمدة 15 عامًا في مارس 1954، ولكنه أُطلق سراحه في أوائل 1956. إن هذه الأحداث تُظهر بوضوح مدى التوترات السياسية في تلك الفترة.
استمرت فترة اعتقاله بعد ذلك، حيث تعرّض للاعتقال في أكتوبر 1961 ونوفمبر 1965، وكذلك في يونيو 1967، حيث قضى فترات متفاوتة في السجن المصري. ومع ذلك، لم تُثنِه تلك المحن عن مواصلة كفاحه السياسي، بل زادت من تصميمه على العمل من أجل حقوق الشعب المصري.
إسهاماته القانونية والحكومية
لم يكن فؤاد سراج الدين مجرد شخصية سياسية، بل كان له إسهامات قانونية هامة أدت إلى تحسين أوضاع العمال والمجتمع في مصر. من بين القوانين الرئيسية التي قام بها كانت:
- قوانين العمال عام 1943: جلبت هذه القوانين تحسينات كبيرة في حقوق العمال ووسعت نطاق الحماية لهم.
- قانون النقابات العمالية: ساهم هذا القانون في تنظيم العلاقة بين العمال وأرباب العمل وفتح المجال أمامهم لتكوين نقابات تُمثلهم.
- قانون عقد العمل الفردي: وضع إطارًا قانونيًا لعقد العمل بين العامل وصاحب العمل، مما عزز من حقوق كليهما.
- قانون الضمان الاجتماعي: عمل هذا القانون على توفير الحماية الاجتماعية للعاملين، ما يعزز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
- قانون تنظيم هيئات الشرطة: ساهم في تحديد دور الشرطة وعلاقتها بالمجتمع، مما كان له تأثير إيجابي في تعزيز الأمن والاستقرار.
تلك الإنجازات القانونية تعتبر علامة فارقة في مسيرته وتؤكد التزامه العميق بتحسين حياة المواطنين المصريين وتعزيز حقوقهم.
فترة رئاسته لحزب الوفد والتأثير السياسي
بعد عودته للظهور في الساحة السياسية عام 1978، عمل فؤاد سراج الدين على إعادة روح حزب الوفد. كان له دور بارز في تجديد العمل السياسي ورفع الوعي بالحقائق الاجتماعية والاقتصادية. قاد الحزب بحكمة ونزاهة، وواجه العديد من التحديات، ولكن بفضل قيادته تمت إعادة هيكلة الحزب ليصبح قوة سياسية قادرة على مواجهة التحديات.
استمر فؤاد سراج الدين في تطوير أفكار الحزب السياسية، وكان له دور كبير في توجيه أنظار الحزب نحو القضايا التي تمس حياة المواطن المصري بشكل مباشر، مثل الاقتصاد والتعليم والرعاية الصحية.
العلاقات الخارجية والتعاون الإقليمي
خلال فترة رئاسته لحزب الوفد، عمل سراج الدين على تعزيز الروابط مع الأحزاب السياسية الأخرى في المنطقة. واعتبر أن تعزيز التعاون مع الدول العربية كان أساسيًا لمواجهة التحديات المشتركة وتحقيق الأمن والتنمية.
ساهم في تقديم مقترحات استهدفت دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان، مما عكس رؤيته الثاقبة للطريق الذي يجب أن تسير فيه مصر والدول العربية.
التراث والتأثير المستقبلي
توفي فؤاد باشا سراج الدين في 9 أغسطس 2000، ولكن إرثه لا يزال حيًا في قلوب المصريين. إن فكرته عن الوطنية والعدالة الاجتماعية تظل متجذرة في أفكار حزب الوفد وجميع الأحزاب التي تسعى لتحقيق التنمية المستدامة في مصر.
تعتبر سيرته الذاتية مثار للإلهام للعديد من الناشطين والسياسيين الجدد، حيث تلهمهم للقضاء على الفساد وتعزيز المشاركة السياسية. إن السعي نحو منظومة ديمقراطية حقيقية لا يزال محور النقاش في مصر اليوم، ورؤية سراج الدين تبقى نبراسًا يُضيء الطريق للعديد.
فؤاد باشا سراج الدين: رائد الكفاح الوطني وإرثه في تاريخ مصر الحديث
يصادف يوم 9 أغسطس ذكرى وفاة أحد أبرز الشخصيات السياسية في تاريخ مصر الحديث، فؤاد باشا سراج الدين، الذي أفنى حياته في خدمة الوطن. وُلد في 2 نوفمبر 1911، تجسد إرث فؤاد سراج الدين في مجموعة من الإنجازات السياسية والاقتصادية التي ساهمت في تشكيل مسار مصر. تمثل حياته ودوره السياسي مثالًا يحتذى به في الالتزام الوطني والعطاء.
تاريخ من النضال
يعتبر فؤاد سراج الدين واحدًا من الأسماء البارزة في الحركة الوطنية المصرية. شارك بشكل فعال في تشكيل الأحداث السياسية من خلال تأسيس عيد الشرطة يوم 25 يناير 1952، الذي يأتي تخليدًا لذكرى إضراب الشرطة المصرية رفضًا للإنذار البريطاني. هذه الخطوة لم تكن مجرد احتفال، بل كانت تعبيرًا عن رفض الاستعمار وإرادة الشعب المصري في استعادة سيادته.
دور فؤاد سراج الدين في الاقتصاد
في مجال الاقتصاد، كان لفؤاد سراج الدين دور بارز في التحولات المالية. إذ أسس وأمَّم البنك الأهلي الإنجليزي، وقام بتحويله إلى البنك المركزي المصري، وهو ما ساعد في تنظيم القطاع المالي وتعزيز السيادة المالية للبلاد. كان لهذا القرار أثر كبير على استقرار النظام المالي المصري وضمان استقلالية السياسة النقدية.
لقد نجح سراج الدين في عدة إصلاحات اقتصادية، حيث أدرك أهمية الاقتصاد الوطني القوي كأساس لتحقيق الاستقرار الاجتماعي والسياسي. وكان يروج لسياسات تهدف إلى تعزيز هذه القوة، أيضًا من خلال توفير البيئة الملائمة للاقتصاد المصري للنمو والتطور.
فكرة مجانية التعليم
كان من بين إنجازات فؤاد سراج الدين أيضًا إعلانه فكرة مجانية التعليم، والتي تُعتبر واحدة من أهم الخطوات التي تُركز على تنمية المجتمع. فقد كان يؤمن أن التعليم هو من أساسيات بناء وطن قوي، وأنّ لكل فرد الحق في الحصول على تعليم جيد بغض النظر عن خلفيته الاجتماعية.
قام بجهود لتعزيز التعليم في المدارس والجامعات، وتوفير الموارد اللازمة لضمان وصول التعليم إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين. هذه الرؤية التربوية التي تبناها سراج الدين ساهمت في تشكيل جيل جديد من الشباب التعليمي والسياسي الذي يملك القدرات على المشاركة الفاعلة في تطور المجتمع.
الكفاح المسلح ضد الاستعمار
عندما قاد فؤاد سراج الدين الوفد في إلغاء معاهدة سنة 1936، بدأت حركة الكفاح المسلح في منطقة القناة ضد قوات الاحتلال البريطاني. كانت هذه الأحداث تمثل علامة فارقة في تاريخ النضال الوطني، حيث عملت على تعزيز وحدة الشعب المصري في مواجهة القوى الاستعمارية.
إن قيادته لهذه الحركة قد ساهمت بشكل كبير في تقوية الأواصر الوطنية بين الفئات المختلفة في المجتمع المصري. ومن خلال دعوته للنضال من أجل الحرية، كان سراج الدين مثالًا حيًا للقوة والعزيمة في التصدي للاحتلال.
ضرائب تصاعدية على كبار ملاك الأراضي الزراعية
عندما تولى سراج الدين منصب وزير المالية في عام 1950، اتخذ خطوات جريئة بتنفيذ الضرائب التصاعدية على كبار ملاك الأراضي الزراعية. كان هذا القرار يعكس التزامه بتحقيق العدالة الاجتماعية وتقليل الفجوة الاقتصادية بين الطبقات الاجتماعية، من خلال توزيع عادلة للثروات.
لقد ساهمت هذه الضريبة في زيادة الإيرادات الحكومية، مما أتاح المجال لتنفيذ مشاريع تنموية تخدم المجتمع المصري بشكل عام. وكان هذا القرار متسقًا مع رؤيته للأهمية الاجتماعية والاقتصادية لدعم الفلاح المصري وإعادة توزيع الثروة، مما يمثل محورًا في الإصلاح الزراعي.
رحيل فؤاد سراج الدين
توفي فؤاد باشا سراج الدين في 9 أغسطس 2000، بعد حياة مليئة بالإنجازات والعطاء للوطن. إن إرثه لا يزال حاضرًا في تاريخ مصر الحديث وحزب الوفد الجديد. يعتبر الكثيرون أن تأثيره لا يزال مستمرًا، حيث أرسى قواعد العمل السياسي والاجتماعي الذي تعتمده الأجيال القادمة.
إن توفيه يُخلف فراغًا كبيرًا في الساحة السياسية، ولكنه في الوقت نفسه يُعدّ ذكرى تدفع العديد من الناشطين والسياسيين للتفكير في كيفية مواصلة إرثه وتحقيق العدالة ومواصلة الكفاح من أجل الوطنية.
إرث يبقى حاضرًا
إن ما حققه فؤاد سراج الدين من إنجازات يستحق الاحتفاء ويمثل حجر الزاوية في بناء المستقبل. يُعتبر مثاله رمزًا للأجيال الجديدة من السياسيين ومشاركي العمل الوطني، حيث يُشجعهم على التركيز على القيم الوطنية الحقيقية والإنصاف الاجتماعي.
وفي نهاية المطاف، تبقى ذكرى فؤاد باشا سراج الدين جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الوطن. علَّمت مسيرته الكفاح والإيمان بأن العمل الوطني يجب أن يستمر، وأن الأصوات الحرة لا بد أن تُسمع في معترك الحياة السياسية. إن من القيم التي تركها إرثه هي الإيمان بقوة الشعب وقدرته على التغيير.
تطلعات المستقبل
من الضروري أن نستمر في استذكار إرث فؤاد سراج الدين ودعوته المستمرة لتحقيق العدالة والحرية. إن الأجيال المقبلة مدعوة لمتابعة العمل الذي بدأه وتعزيز القيم التي اعتنقها. يجب أن نسعى جميعًا لمواصلة هذه الرسالة من أجل مستقبل أفضل لمصر، حيث يتساوى الجميع في حقهم في الحياة الكريمة والتعليم والفرص.
دعونا نحتفل بإرث فؤاد باشا سراج الدين ونُعبر عن تقديرنا لجهوده الصادقة، ونستمر في الالتزام برؤيته القائلة بأن العمل الوطني مجهوده لا ينتهي بل يتجدد في قلوب الأجيال القادمة
ختامًا
إن الذكرى السنوية لوفاة فؤاد سراج الدين تعكس مسيرة حافلة بالتحديات والانتصارات. فهو لم يكن مجرد سياسي، بل كان رمزًا من رموز الكفاح من أجل حقوق الشعب المصري. ومع احتفالنا بإرثه، نتعهد بدعم قيمه وأفكاره في السعي نحو تحسين أوضاع الوطن.
وتظل ذكراه حية في القلوب، لتكون دافعًا للجميع لمواصلة المسيرة نحو الحرية والعدالة، والعمل من أجل مصر أفضل وأقوى. رحمة الله على فؤاد باشا سراج الدين، وهو واحد من القادة الذين أثَّروا في مجالات السياسة والقانون في مصر
دعونا نُحافظ على تراثه ونستمر في مسيرته لبناء مجتمع يتسم بالقيم الإنسانية ويعزز من روح التعاون والاحترام بين جميع أبنائه
وفي النهاية
في الذكرى السنوية هذه، نتذكر فؤاد باشا سراج الدين كأحد رواد الحركة الوطنية في مصر وأحد أبرز السياسيين في العصر الحديث الذي ترك أثرًا عميقًا في تاريخ البلاد. نتمنى أن نستلهم من رؤاه وشجاعته، ونواصل العمل لتحقيق مستقبل أفضل لمصر، مستندين إلى إرثه العظيم.