مجتمع مدنيمصر

استياء عارم في صفوف الوفديين.. غياب ذكرى فؤاد باشا سراج الدين يثير تساؤلات وغضب

في حادثة مثيرة للجدل، صدرت جريدة الوفد الورقية اليوم الجمعة 9 أغسطس دون ذكر الذكرى الرابعة والعشرين لوفاة فؤاد باشا سراج الدين، الزعيم الوطني ورئيس حزب الوفد السابق.

وقد أثار هذا الغياب استياءًا ملحوظًا في صفوف الأعضاء والقيادات التاريخية للحزب.

بدءًا من فؤاد بدراوي، سكرتير عام حزب الوفد سابقًا وعضو الهيئة العليا حاليًا، والذي عبر عن خيبة أمله في هذا التصرف، خاصًة في ظل نشر تقارير إخبارية عن حياة سراج الدين من قبل مواقع إخبارية خارجية.

استياء أعضاء الهيئة العليا

تحدث بدراوي عن أهمية إحياء ذكرى فؤاد باشا سراج الدين، الذي يُعتبر رمزًا من رموز النضال الوطني والسياسي في مصر. والذي ترك بصمة واضحة في تاريخ الحزب.

وفي مجموعة نقاش عبر تطبيق “واتس آب”، عبّر بدراوي وأعضاء آخرون في الهيئة العليا لحزب الوفد عن استيائهم من تجاهل الجريدة لهذه الذكرى الهامة، مما أثار تساؤلات حول توجه الحزب في ظل غياب الاعتراف بتراثه وقياداته التاريخية.

تعد هذه الذكرى ليس مجرد احتفال بذكرى وفاة زعيم تاريخي، بل هي مناسبة لإعادة تقييم المبادئ التي أسس عليها حزب الوفد، واستذكار ما قدمه سراج الدين في سبيل تعزيز الديمقراطية والحريات العامة.

انتقادات حادة لرئيس تحرير جريدة الوفد في ذكرى فؤاد باشا سراج الدين

وأعرب أحمد أنيس سراج الدين عضو الهيئة العليا لحزب الوفد عن استيائه الشديد تجاه الدكتور أيمن محسب، رئيس تحرير جريدة الوفد، بعد صدور العدد اليوم دون أي إشارة إلى مؤسس الحزب، فؤاد باشا سراج الدين.

وانتقد أنيس هذا التصرف الذي اعتبره “جريمة لا يمكن السكوت عنها”، مؤكدا أن هذا هو أول عدد يُصدر دون ذكر رحيله.

وطالب أنيس بإقالة محسب رئيس مجلس الإدارة، مشيرا إلى أن احترام الذاكرة السياسية واجب، وأن فؤاد باشا هو من ساهم في وضعهم في مواقعهم الحالية.

محاولات تهدئة الرأي العام

مع تصاعد الاستياء، قرر القائمون على بوابة الوفد الإلكترونية اتخاذ إجراء مستعجل، حيث قاموا بتلفيق خبرين منسوبين إلى الدكتور عبدالسند يمامة، رئيس حزب الوفد، وآخر منسوب إلى الدكتور أيمن محسب، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الوفد الإعلامية.

زُعم أن هذه الأخبار نُشرت أمس الخميس بغرض إحياء ذكرى وفاة فؤاد سراج الدين.

ومع ذلك، اكتشف الوفديون هذه الواقعة، مما زاد من استيائهم وشعورهم بالخذلان.

وكان واضحًا أن تلك المحاولات لم تكن كافية لتهدئة الغضب، بل أشعلت المزيد من الانتقادات حول الشفافية والمصداقية في الإعلام الحزبي.

ردود فعل قيادات الحزب

وفي ظل هذا الجو المشحون، ساد شعور بالتذمر داخل صفوف الحزب، حيث أكد العديد من الأعضاء أن مثل هذه التصرفات تعكس عدم الوعي بأهمية التاريخ في تشكيل الهوية السياسية.

وقد دعا بعض الأعضاء إلى ضرورة إعادة تقييم سياسات الحزب للإعلام والتواصل مع الأعضاء، والتأكيد على أهمية القيم التي أسس عليها الحزب.

وحذر هؤلاء من أن استمرار تجاهل تاريخ الحزب وشخصياته المؤثرة قد يؤدي إلى فقدان الثقة بين الأعضاء ويعزّز مشاعر الانفصال عن الهوية الوفدية.

فؤاد باشا سراج الدين: تاريخ الزعامة والنضال

يُعتبر فؤاد باشا سراج الدين أحد أبرز الشخصيات في تاريخ حزب الوفد، حيث وُلِد في 2 نوفمبر 1911، وكان له دور بارز في الحياة السياسية المصرية خلال القرن العشرين.

تولى رئاسة حزب الوفد بعد فترات من الاضطراب والاحتجاجات الشعبية، وقاد الحزب خلال فترة مهمة من تاريخ مصر.

سراج الدين لم يكن فقط قائدًا سياسيًا، بل كان أيضًا مُدافعًا قويًا عن حقوق العمال والمواطنين، حيث أطلق العديد من المبادرات والقوانين التي ساهمت في تحسين أوضاعهم.

كما عُرف بنضاله من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

الدرس المستفاد: أهمية احترام التاريخ

تؤكد هذه الحادثة على ضرورة إعادة تقييم العلاقة بين الحزب وتاريخه. فإحياء ذكرى الرموز التاريخية ليس مجرد أمر يتوقف عند الاحتياجات الإعلامية، بل هو واجب للحفاظ على الذاكرة الجمعية ولتعزيز الهوية الوطنية.

يجب أن يتعلم حزب الوفد من هذه الأخطاء، ويعمل على تطبيق سياسات أكثر وَعْيًا بأهمية الماضي في تشكيل المستقبل.

فعندما نغفل عن تاريخنا وأعلامه، فإننا نخسر جزءًا كبيرًا من هويتنا، ونُعرض قيمنا السياسية للخطر.

ختامًا: دعوة لإعادة البناء والاتحاد

ويظهر أن غياب ذكرى فؤاد باشا سراج الدين ليس مجرد غفلة، بل هو إنذار بأن هناك حاجة ملحة لبناء جسر قوي بين الماضي والحاضر.

يجب على قيادات حزب الوفد العمل بجد لتعزيز الروابط مع تاريخ الحزب ورموزه، من أجل الاستمرار في تعزيز القيم الديمقراطية التي ضحى من أجلها الكثيرون في سبيل حرية الوطن.

إن الوفديين اليوم مدعوون لمواصلة السير على درب البذل والعطاء الذي أرسى دعائمه فؤاد باشا سراج الدين، وأن يجدوا في ذكرى هذا القائد التاريخي داعمًا لهم في مسيرتهم نحو المستقبل المبني على القيم والمبادئ التي عُرفت بها مصر منذ فترات طويلة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button